سيرياستيبس كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس : معظم ما بنينا في أكثر من نصف قرن ، خرب أو في طريقه .. لكن ... لا يمكن تخيل الحلول .. بالهروب !!
قد نصل إلى يوم نفتقد فيه بألم ما هو قائم اليوم ...
هذا في الاقتصاد كما هو في السياسة و غيرها .. والقضية ليست ابدا تخيلا ، أعني اعتماد الهروب .. لا الموجهة ! ...في محاولة الوصول إلى حل .. كثيرون يجرأون على اعتمادهم طرحا لحلول .. احيانا مطروحة من زمان و احيانا تدعي الابتكار .. ولو كان لها نصيب من النجاح لتجسدت بشكل ما في الحياة الواقعية .. و تتصف كلها بالهروب من مواجهة الواقع الذي بصدق ليست سهلة مواجهته .. و تراها وان تناقضت ، هذه الطروح ، في مضامينها و قوالبها. توصل الطريق ذاته .. مثل ما يمكن أن يوصلنا له الخائفين من وهم الخصخصة الداعين لحماية ما يسمى بالقطاع العام .. والداعين إلى الشراكة بين الخاص و العام .. فليترك لكل شأنه بشرط واحد فقط أن يعمل .. عام أم خاص .. الأهم أن يجد طريقا للعمل المنتج و الادارة الصحيحة .. وكله صح ..
التنظير مهم .. لكنه إن اقترن بالمغامرة .. أحاقت بنا الكوارث اكثر مما هي فاعلة اليوم ..رغم الخراب و ضرورة اي حركة تقربنا من الخروج من المأزق .. لذلك وريثما نستبين طريقا صحيحا نستطيع تجسيده واقعا ملموسا ... فلنحافظ على الموجود رغم بؤسه .. ولنتذكر كم تطلب من جهد و أموال و عمل ليصل إلى هنا .. أخشى إن فتنا بمشاريع الهروب ان نمضي السنين الطوال لنقف بعدها و نقول .. ليتنا نعود الى ما كنا عليه .. أعرف أنّ هذا كلام صعب إذ نحن نتذوق مرار أحوالنا .. لكن بعدنا .. بهذا الشكل أو ذاك .. طيبين .. فلندمن تذوق المرار .. قبل أن نبحث عنه فلا نجد ه !!!
هناك ما هو أخطر من ذلك .. هناك من تجرأ .. و يجرؤ اليوم ان يعتمد الدعوة لحلول سياسية مشابهة ..!! كأن نودي بوحدة البلاد .. كي نستعيدها موحدة ..!!
ايها المحللون الناصحون الجاهزون .. هل لنا بنصيحة لكم تشبه الاعتراض على كل ما تقولون .. اقرأوا الحكاية بجد و روية .. حكاية الاقتصاد و السياسة لتتعرفوا فقط على كم استهلك هذا البناء المتهالم من الجهد الوطني و من سيرورة الحياة و الايام ..
لا نتمنى أن تصمت أصوات تفكر مهما كان بؤس الفكرة .. لكن لتقل ... و لتسمع غيرها .. ولتتركه يقول ..
على أنّ هذه التوصية بعدم هدم ما هو قائم لا تعني أبداً صلاحيته للاستمرار ذاتياً فإن استمر يجب أن يحظى بالعناية و الرعاية ..
مشكلتنا .. في الاقتصاد خاصة .. أنّه ليس واقع البحث و التنظير الاقتصاديين مصحر عندنا فقط .. بل هو في العالم كله تقريبا .. كذلك .. ونحن من هذا العالم فلو كان الفكر الاقتصادي و التنمية المرتبطة به في حالة سليمة في العالم لسهل على أصحاب العقول و النيات الطيبة أن يطرحوا مبتكراً ما ينفع .. لكن .. بجد البؤس يحيط بالعالم و كذلك الفساد لكن مهما أحاط هذا وذاك بجوانب العالم لا يبرر التساهل مع الفساد و الادارة الغبية ..
As.abboud@gmail .com
|
التعليقات: |
الاسم : جهاد شعبان - التاريخ : 24/11/2024 |
منذ اكثر من خمسة عشر عاما على ماأظن قرأت للاستاذ اسعد عبود المحترم في افتتاحية له بجريدة الثورة ان ازمتنا في سوريا هي ( ازمة ادارة) نعم وللاسف استاذ اسعد إن لم تكن الطريق واضحة فعليهم الحفاظ على ماهو قائم وموجود وتفعيله وحلحلة مشكلاته وليس التضحية به حتى لانعود بعد سنوات ونندم , الامر ليس بتلك الصعوبة او الاستحالة , القوانين موجودة وهي جيدة جدا وتقارب مثيلاتها ف دول اوروبية وعربية متقدمة ولدينا امكانيات كبرى للانطلاق والعمل فقط نحتاج الى كلمة السر وهي الادارة ثم الادارة والبحث عن المورد البشري الكفوء او الادارة الرشيدة المدربة وهي موجودة والتي تستطيع تطبيق النصوص بعيدا عن أهواء النفوس وتفعيل المبادرات لاحياء معاملنا والبدء بزيادة عجلة الانتاج وتقليل الفاقد واستبدال المعامل بأحسن واعتقد بأن الجفاظ على القطاع العام وضخ الاستثمارات فيه او من خلال شراكات محددة هو الطريق الاصوب وكفانا بحثا عن ماهية الاقتصاد ودور الدولة وغيرها وكأننا نكتشف شيئا غريبا فسوريا تقوم على قطاعات ثلاث والاهم ايضا ان يعرف كل قطاع دوره وتتكامل الادوار مع بعضها ثم البناء على القطاع الزراعي السوري الذي يشكل المفتاح الاساسي لكل نهضة صناعية او تجارية في بلدنا و هي دعوة للتبصر والتدقيق كفانا تجريبا وانتظارا ففي بلدنا العظيم مايستحق العمل والانطلاق ونحن جديرون بذلك وسوريا تستحق |
|
|
|
شارك بالتعليق : |
|