من الموسوعة التاريخية لأعلام حلب
﴿نظراً لمكانته العلمية والأخلاقية الكبيرة﴾
ندرج فيما يلي نبذة عنه:
ولد في حلب الشهباء 14 شوال 1347 الموافق 27 آذار 1929 من عائلة كريمة محافظة اشتهرت بالعلم والثقافة حيث كان والده مربي الأجيال في حلب ومؤلف كتب التاريخ واللغة العربية في وزارة المعارف ومدير اوقاف حلب الأستاذ محمد نعمان اسخيطة وعمه مربي الاجيال في حلب ومعرة النعمان الأستاذ محمد سعيد اسخيطة.
يعتبر العميد الدكتور الأديب بسام اسخيطه من الوجوه اللامعة التي كان لها دور فاعل في مجال العلوم والاستراتيجية العسكرية وفي المجال الثقافي من خلال مسيرته العسكرية والفكرية والأدبية والصحفية عربيا ودوليا.
اشتهر في عدة مجالات لتعدد مواهبه واهتماماته وثقافته واللغات التي كان يتقنها، فقد كان احد ضباط الجيش العربي السوري الكبار المتخصصين في العلوم والاستراتيجية العسكرية على المستوى العربي والعالمي وكان المستشار العلمي لوزير الدفاع السوري، كان اديبا وحقوقيا واعلاميا ومترجما ومدرسا ومفكرا وباحثا (الفلسفة وعلم النفس)
كان يمثل اينما حل بحضوره الدماثة والمعرفة مجتمعتين كما وصفه احد اصدقائه، كان من أكثر الضباط تفانيا وحسن سيرة ولم يرد احدا طالبا مساعدته. كان يعتز بحلبيته مسقط راسه ويعشق دمشق التي لبى نداء الواجب فيها لانه كان يفتخر بسوريته وهويته العربية.
شارك منذ الصغر برحلات كشفية، درس بداية في مدرسة العرفان (السرتيفيكا) ونال شهادة الدراسة الثانوية عام 1946 من مدرسة التجهيز (ثانوية المامون) بحلب ولَم يتجاوز ال ١٧ سنة،
شارك مع رفاقه الطلاب بالمظاهرات ضد المستعمر الفرنسي و شهد استشهاد بعضهم برصاص المحتل الفرنسي الغاشم.
انتسب بداية الى جامعة دمشق العريقة عام ١٩٤٦ لدراسة الحقوق والتخرج منها.
عمل معاون قاضي في وزارة العدلية بحلب ومدرسا في مدرسة اللاييك.
غادر إلى فرنسا لدراسة علم النفس التطبيقي في جامعة السوربون بالعاصمة باريس وعمل في نفس الوقت في مجال الصحافة.
عاد الى حلب وتطوع في الجيش وانتقل لدمشق ونال شهادة كلية الضباط الاحتياط عام 1956. ثم شهادة الكلية العسكرية دفعة 1956-1958 (اختصاص لغة روسية ومشاة). كما نال شهادة دورة قائد كتيبة استطلاع عسكري من كلية القيادة والاركان عام 1968
كان مديراً لمكتب الترجمة الخاص بوزير الدفاع 1967 وتم اختياره للترجمة في أول دورة ركن قوى جوية وقائد سرب جوي.
قام بالترجمة في بعض زيارات السيد الرئيس ووزير الدفاع إلى موسكو.
تم تكليفه بتاسيس مجلة الفكر العسكري وتامين مستلزماتها وإدارة تحريرها عام 1972-1982، وهي مجلة فصلية تبحث في الاستراتيجة والتكتيك كانت تصدر كل ثلاثة اشهر عن الاكاديمية العسكرية العليا ثم انتقلت للادارة السياسية في الجيش العربي السوري ومازالت تصدر حتى الان. كذلك شارك بحرب تشرين التحريرية في عام ١٩٧٣.
نال الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1976. ثم دبلوم الدراسات العليا العام من جامعة القديس يوسف كلية الأداب والعلوم الانسانية فرع الاداب العربية (معهد الاداب الشرقية) عام 1978 ببيروت.
نال أثناء ذلك شهادة دبلوم في العلوم الكيميائية العسكرية من أكاديمية العلوم العسكرية الكيميائية العليا عام 1976. ثم تابع تحصيله العلمي وحصل على شهادة الدكتوراه، وأصبح عضوا عاملا في أكاديمية العلوم العسكرية الروسية، كما نال شهادات تقدير كثيرة منها.
-أسس مجلة استراتيجيا العسكرية في العاصمة بيروت من خلال رئاسته لهيئة التحرير منذ عام 1979 بعد نجاحه المتميز في مجلة الفكر العسكري وخبرته وأثناء ذلك وبناء على طلبه أحيل على المعاش من الجيش عام 1982 ليتفرغ للانتاج الفكري.
-أثناء وجوده في بيروت عام 1980 وأثناء أداء عمله في رئاسة تحرير المجلة في بناء دار الكفاح العربي ببيروت، تعرض المبنى لانفجار سيارة مفخخة نجى منها باعجوبة.
كان دائب النشاط لايتحرك إلا في إطار الواجب سواءً كان داخل سورية وراء مكتبه بوزارة الدفاع أو خارجها لتأدية مهمة تقتضيها مصلحة الجيش، وكله أمل واحد هو خدمة وطنه وقائد الوطن.
منها مثلا مهمة في الجزائر وتتمثل في جمع وثائق الثورة الجزائرية التي انتصرت على الاستعمار الفرنسي لكي يحصل على وثائقها لتوثيق وقائع ثورة المليون ونصف المليون شهيد، وفي بيروت وأثناء الحرب الاهلية لجمع وثائق حول المطران كبوتشي لتوثيق نضاله، وكذلك باريس من اجل الاطلاع على الكتب السورية والعربية القيمة والنادرة والحصول على حقوق ترجمة الموسوعة الفرنسية لاروس للعربية، ومهمات متعددة لموسكو والامارات والكويت والسعودية والأردن والمانيا وايطاليا واسبانيا...
اشتهر بمكتبته المنزلية الضخمة التي تحوي آلاف الكتب القيمة والنادرة ومن مختلف الموضوعات وبلغات مختلفة حيث كان الفقيد يجيد اضافة للغة العربية اللغات: الفرنسية والروسية والانكليزية، وتم اهداء مكتبته لمكتبة الاسد الوطنية بدمشق عام 2005.
-قام بترجمة أكثر من 17 كتابا من الفرنسية والروسية للقوات المسلحة. وقد نشر أكثر من 500 بحث عسكري- استراتيجي حتى وفاته في المجلات العسكرية العربية والروسية والصحف المختلفة منها: القوى الجوية، الحرس الوطني، الجندي، جريدة القبس، مجلة الدفاع الخليجي، الفيصل، الدفاع العربي، مجلة المستقبل العربي، مجلة العربي .... وترجم ونشر كتبا عسكرية وتاريخية منها النظام الداخلي للجيش السوري، المجهود الحربي للدولة في الحرب والسلم، تاريخ البحرية العربية الاسلامية، الجزء الاول من كتاب تاريخ فن الحرب في العالم الخاص بتاريخ فن الحرب القديم، كتاب الاستطلاع العسكري للقوات،....
-يعتبر من اوائل من بدا بترجمة واستخدام ونشر مصطلحات عسكرية تكنولوجية جديدة باللغة العربية مثل "حرب المعلومات" "التطور المعلوماتي للصواريخ" "الحرب الالكترونية" "خطأ الحساب" ... في مقالاته العسكرية. تميز بعشقه لاستخدام مختلف واحدث التقنيات فواكب مثلا استخدام الحاسوب الشخصي المحمول منذ اواخر الثمانينات لكتابة مقالاته بعد استخدامه للالة الكاتبة الكهربائية والعادية.
اعتمد الكثير من الباحثين ومازالوا على مقالاته وابحاثه وكتبه كمراجع لابحاثهم العلمية والعسكرية والتاريخية.
قام بترجمة ونشر كتاب "سيرة بالتازاركوسا البابا يوحنا ال23 حياته واعماله"عام 1985. "
تاليف ونشر كتاب "قصة محاكم التفتيش في العالم" عام 2000 .
تأليف كتاب "مشروع لتاسيس مذهب عسكري عربي موحد"
تاليف كتاب "علم النفس الجغرافي" عام 2002 بالتعاون مع ابنته الاستاذة الجغرافية ميساء.
تزوج ابنة عمه السيدة الفاضلة لميس بتاريخ 15 تشرين الثاني 1948، وانجبت له 4 اولاد: م. نعمان، أ. ميساء، د. نجلاء (فنانة تشكيلية)، د. حسناء.
﴿ملخص حول بعض كتبه:﴾
كتاب "سيرة بالتازاركوسا البابا يوحنا ال23 حياته واعماله"عام 1985. " (يعطي فكرة عن محاكم التفتيش ومظالمها وسيرة بعض الباباوات، ووجود ثلاثة باباوات للكنيسة الكاثوليكية في وقت واحد، وطرد البابا يوحنا الثالث والعشرين من عرش الباباوية لشدة ماارتكب من آثام. وقد نفذت منه ثلاث طبعات بسرعة كبيرة)
كتاب "قصة محاكم التفتيش في العالم" عام 2000 تصدى فيه -من جملة ما تصدى- لعمليات إبادة العرب في إسبانيا بعد سقوط غرناطة وأثناء الحروب الصليبية، بهدف تقديم صورة كاملة وشاملة لتاريخ محاكم التفتيش في العالم التي لم يسبق أن صدر لها مثيل في اللغة العربية وقتها، "(هذه المحاكم التي التهمت في لظاها أجساد مسلمي الأندلس وأجساد كبار المفكرين الإنسانيين العلماء والفلاسفة والأدباء)". وقد استنتج المؤلف "(أن اختراع محاكم التفيش بهذا الشكل هو مناقض لكل ما صدر عن المسيح من أقوال وأفعال وأن الكنيسة اضطهدت أعداءها بأكثر مما اضهدتهم به روما الوثنية). (إن قراءة التاريخ الأندلسي والقشتالي، بل قراءة تاريخ كل الشعوب الأخرى، تُظهر أن العرب وحدهم كانوا قادرين على إنشاء تلك الدولة التي تضم أتباع الديانات السماوية الثلاث. أثبتوا ذلك في الأندلس وأثبتوه في مملكة غرناطة وغيرها من الدول والمدن الإسلامية وظل العرب والمسلمون أوفياء لهذا المبدأ حتى اليوم، أما تاريخ الأديان والعلاقات الدينية عند غيرهم فما هو في الواقع إلا تاريخ الحروب والاضطهاد)".
كتاب "مشروع لتاسيس مذهب عسكري عربي موحد" معتبرا ان "(ان عدم وجود مذهب عسكري موحد، ادى الى قيام كل دولة عربية لرسم سياستها العسكرية بصورة مستقلة عن الدول العربية الأخرى، وإلى اللجوء إلى المذاهب العسكرية الغربية والشرقية تأخذ من بعضها خطوطا وملامح ومعالم ومفاهيم لتصنع لنفسها استراتيجية دفاعية دون مراعاة للعوامل القومية والجغرافية والسياسية والمعنوية، لذلك فقد توالت النكسات العسكرية والردات السياسية فيها خلال عقود من الزمن")
كتاب "علم النفس الجغرافي" عام 2002 بالتعاون مع ابنته الاستاذة الجغرافية ميساء، ويعتبر هذا الكتاب من أول ماكتب حول هذا الموضوع في العالم العربي "(هوعلم يدرس قوانين تفاعل العوامل الجغرافية بالعوامل النفسية). (يصبح الهدف النهائي، تشكيل الشخصية الفكرية- الأخلاقية ، والمبادئ الثقافية التي يحققها النشاط الفردي في مجال الاستخدام العقلاني للطبيعة). (هدفنا من هذا الكتاب أن نوسع ميادين علم النفس العلم الوحيد الذي تلتقي عنده تيارات الفكر والفعل لأنه قبل كل شيء هو علم الإنسان الذي يكافح لمعرفة نفسه ولتحقيق التكيف الشخصي والاجتماعي والبيئي)".
وفاته:
لبى نداء ربه مساء الأربعاء الواقع في 19 محرم 1425 الموافق 10 آذار 2004 في العاصمة دمشق، حيث ووري الثرى في مقبرة الشهداء بالدحداح ظهر الخميس 11 اذار 2004.
المصدر : بقلم إبنته الدكتورة حسناء أسخيطة
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=152&id=180548