الفقر دفعنا إلى الخيار الاشتراكي منتصف القرن الماضي ..فهل يدفعنا اليوم الى الخصخصة بحثا عن الخلاص ؟!
كتب الاعلامي أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :
نحن نعاني الفقر الشديد .. في العالم كله ثمة فقر و شديد .. حيث يفتقد الانسان عوامل الحياة و الاستمرار .. لكنها ليست معاناة واحدة في كل بلدان العالم .. نحن في سورية في الخطير منها .. وليس بالضرورة أننا في اخطرها .. من جهة البحث عن حلول ، نشارك العدد الأكبر من دول العالم الفقير وهي الاكثر .. حالة التصحر و التيه و غياب الحلول .. النداء اليوم بالهروب من الخيار الاشتراكي و الاستعانة بالقطاع الخاص لن يقدم حلاً عندنا أو عند غيرنا .. الاقتصاد العالمي هو المفلس .. و معه الفكر الاقتصادي السائد على كل الجبهات الاشتراكية و غير الاشتراكية .. و ليس نصيب الاشتراكية من الافلاس بأوسع كثيراً مما تعانيه جبهات ما يوصف بالاقتصاد الحر في الدول النامية و الفقيرة .. أما الدول المتقدمة .. فهي غير مدينة بتقدمها لفكر اشتراكي أو حر .. بل للعلم والإدارة .. صحيح أنّ الرابط بين العلم و الادارة و التوجه الفكري الاقتصادي اشتراكي و تخطيط مركزي أم الرأسمالي و الحرية الاقتصادية .. هو موجود و أكيد .. لكن لا هذا اوجد الخلاص و لا ذاك ..
وأعود للتأكيد أنّ الفقر منتشر في العالم ولا يواجه ذاك التحدي من خيار اشتراكي و تخطيط او رأسمالي و حرية .. لكن كلما عض الجوع معدة الفقراء تطرح نفسها فكرة الاشتراكية من حيث هي بحث عن غذاء و ماء و دواء و كهرباء للفقراء .. و هكذا كأن المسألة بحث عن حل اجتماعي .. فهل يكون دون أرضية اقتصادية منتجة ..؟!
مهما كان الجواب فإن التاريخ يذكرنا أنّ الصراع حول الاشتراكية اتخذ ابعاداً سياسية .. بل عندنا اتخذ طابع التحدي السياسي .. و ترك الشأن الاقتصادي ذاته للشعارات السياسية ..
توالت العقود و الخطط الخمسية والسنوية و الاقتصاد يعاني ابتداء من خططه و تخطيطه و انتهاء بالنتائج و قطع الحساب في أواخر الموازنات و اصدار ميزانيات مجبورة الخاطر بدعم حكومي يعتمد على التصرف بموارد الدولة و الثروات الوطنية .. و رغم ما يطرحه الفقر اليوم من حرج و إحراج .. فإن حالة الدولة و مواردها لا تستطيع أن تتبنى حلا اشتراكيا كالذي كان ..
ما الحل إذن .. لا الاشتراكية المزعومة لديها حل و لا القطاع الخاص المدعو لديه حل ..
لا بد أن ثمة حل في موقع ما ..
في سورية مثلا .. الحل لدى الناس إن تركت لهم فرصا تستجيب لتطلعاتهم .. و ما يمكن أن يرتسم لديهم من مشاريع قابلة لأن يتبناها منهج عمل و إدارة منظم ..
والخطر هنا أنّ ذلك يضع مثل هذا المنهج برعاية حكومة غير قادرة و دوائر فساد غير مغلقة ..
وإن ترك التفكير الشعبي يعمل لوحده من خلال بحث المواطن عن دخل له يضمن استمرار حياته تزداد المتاهة تيها .. هناك شيء من ذلك يحصل اليوم يتجلى بسرعة دوران اليد العاملة في المشاريع الصغيرة و المتناهية في الصغر .. و معها تدور هذه المشاريع ذاتها و هذا منذ الآن يمنع تراكم الخبرات و تمركز المشاريع و زيادة انتاجها . الذين يتعاملون مع المواقع الإنتاجية بأي صفة كانوا يلاحظون ذلك ولا ريب ..
لا يمكن أن تبقى الامور كذلك .. ثمة دور غائب لمؤسسات إدارية و علمية و تجارية ... الجامعات و غرف التجارة و الصناعة و مؤسسات القطاع الخاص .. و الباب للجميع إن كان مفتوحا
..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=200338