3000 منشأة في المدن الصناعية
لو أن كل منها ركب طاقة شمسية على سطحه .. فإنّ الناتج سيكون1500 ميغا




ما زالت خجولة ولا تلبي الطموح.. خبير يوصي بإستراتيجية لإنعاش قطاع الطاقات المتجددة خلال خمس سنوات

 
سيرياستيبس 

يزداد الطلب على استخدام الطاقة البديلة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وباتت ضرورة ملحة في ظل نقص التوريدات من المشتقات النفطية، وعدم حصول المواطن على ساعات كافية من الكهرباء، سواء للإنارة أو للأعمال المنزلية و التجارية.
وللوقوف عند الواقع الحالي للطاقات البديلة، التقت ” تشرين” المهندس نذير دنورة المدير السابق لمشروع محطة توليد اللاذقية والمهتم بمشاريع الطاقات المتجددة ودورها الكبير في توفير حاجة القطر من الكهرباء.

طرق إنتاج مستدامة
يؤكد دنورة أنه وبسبب الطلب المتزايد على الطاقة وطرق إنتاجها التقليدية والتي أصبحت مكلفة جداً، بالإضافة إلى الانبعاثات الكربونية المرتفعة، فإن جميع هذه العوامل المؤرقة جعلت معظم الدول بما فيها الدول الغنية والمنتجة للنفط والغاز تتجه إلى طرق إنتاج مستدامة للطاقة والاستفادة من الحلول البيئية المتجددة مثل الألواح الشمسية و العنفات الريحية من أجل ضمان أمن الطاقة وتنويع مصادرها.

مشاريع خجولة
وأشار دنورة إلى أننا ما زلنا نعتمد في سورية بشكل أساسي على الطرق التقليدية، ولقد تأخرنا كثيراً عن بقية دول العالم في تنويع مصادر الطاقة.

 

ما زلنا نعتمد بشكل أساسي على الطرق التقليدية وتأخرنا كثيراً عن بقية دول العالم في تنويع مصادر الطاقة

والمشاريع التي تم تنفيذها وربطها مع الشبكة العامة منذ أكثر من أربع سنوات وحتى الآن هي 140 ميغا واط شمسي و 5 ميغا واط ريحي، تعتبر خجولة ومتواضعة جداً ولا تلبي الطموح.
وأكد أن من الصعوبة بمكان أن نقوم بإنشاء مجمعات كبيرة وعملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية أو الريحية في سنة أو سنتين كما هو الحال في دول الخليج ومصر .

إستراتيجية لخمس سنوات
دنورة لفت إلى أنه بإمكاننا وضع إستراتيجية لمدة 5 سنوات قابلة للتنفيذ، بحيث يتم وضع 200 ميغا واط شمسي و 100 ميغا واط ريحي بالخدمة على الأقل سنوياً، وهذا يحتاج إلى استثمارات لا تقل عن 150 مليون دولار سنوياً تقريباً لتحقيق ذلك. وهذا ليس بالأمر السهل في ظل انعدام الاستثمارات الخارجية، ولكن ممكن تأمينه من خلال الدعم الحكومي والتشاركية مع القطاع الخاص بتشجيعهم على الاستثمار بهذه المجمعات إذا كنا جادين في التوجه والاستفادة من الطاقات المتجددة وتنويع مصادر الطاقة.

بإمكاننا وضع إستراتيجية لمدة 5 سنوات قابلة للتنفيذ لإنتاج 200 ميغا واط شمسي و 100 ميغا واط ريحي باستثمارات لا تقل عن 150 مليون دولار سنوياً

زيادة نسبة المساهمة
ولفت دنورة إلى أنه لا بد من زيادة نسبة مساهمة الطاقات المتجددة في توليد الكهرباء من خلال المباشرة باستغلال كل المساحات المتاحة ضمن المدن والمحافظات أيضاً مثل مظلات مواقف السيارات والكراجات والاستثمار فيها لتركيب الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء النظيفة والمستدامة عليها وتلبية كل احتياجاتها من الكهرباء، وبالتالي تتحول هذه المنشآت من مستهلكة للطاقة إلى منشآت منتجة للطاقة ومشاريع رابحة اقتصادياً وتساهم في زيادة كميات الكهرباء المولدة، بالإضافة إلى الميزات الأخرى مثل الحماية من أشعة الشمس للمواطنين والسيارات، وتكون جاهزة لاستخدامها كمحطات شحن للسيارات الكهربائية في المستقبل.
وتمنى على الحكومة أن تولي اهتماماً أكبر بهذه المشاريع، وأن تطلب من مجالس المدن والمحافظات أن تستغل هذه الكراجات وتضعها بالاستثمار لتوليد الكهرباء عن طريق الخلايا الشمسية بشكل حضاري ومفيد، وكذلك استغلال أسطح كل المباني والمنشآت والهنغارات في المدن الصناعية لتركيب خلايا شمسية وتوليد الطاقة الكهربائية كما هو الحال في كل دول العالم.
مضيفاً: كما هو معروف لدينا ثلاث مدن صناعية رئيسية كبرى (عدرا – حسياء – الشيخ نجار )، بالإضافة إلى بقية المدن الصناعية في المحافظات والمدن الأخرى، حيث تتواجد آلاف المباني والهنغارات والمنشآت في هذه المدن، فهذه المدن الصناعية تستنزف حوالي ٣٠٠ ميغا واط تقريباً من الشبكة العامة، فلو يتم تنفيذ هذه الفكرة في هذه المدن الصناعية ستكون مجدية وذات مردود اقتصادي كبير ومربح لأصحاب هذه المنشآت وتخفيض تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى أنها ستكون داعمة للشبكة العامة، و خصوصاً في هذه الظروف التي نمر بها، مع العلم أن المواد اللازمة من خلايا شمسية وانفرترات وبقية الإكسسوارات متوفرة في الأسواق المحلية، ويمكن تنفيذها خلال فترة زمنية قصيرة.

 

استثمار المساحات الكبيرة في المدن الصناعية سيكون مجدياً وله مردود اقتصادي كبير ومربح لأصحاب المنشآت ويخفض تكاليف الإنتاج

أرخص ثمناً
وبيّن أن تركيب الألواح الشمسية على الأسطح يعد أرخص ثمناً وأقل تكلفة، لأن أرضية السطح تكون جاهزة ولا تحتاج إلى أي عملية تأهيل، بالإضافة إلى استخدام قواعد تثبيت صغيرة غير باهظة الثمن، بينما التركيب على الأرض أعلى تكلفة لأنه يحتاج إلى إنشاء وحفر قواعد بيتونية وزرع أوتاد وقواعد أكبر حجماً. لذلك فإن معظم أصحاب الشركات في المدن الصناعية بمعظم دول العالم توجهوا إلى استغلال أسطح مباني الشركات والهنغارات والمستودعات لإقامة محطات الطاقة الشمسية لتلبية كل احتياجاتهم من الكهرباء المجانية، والفائض يتم بيعه إلى الشبكة العامة، وبالتالي تقليل فواتير الكهرباء وانخفاض أسعار تكلفة الإنتاج.

3 آلاف منشأة صناعية
وأوضح دنورة أنه يوجد في سورية 1181 منشأة في مدينة عدرا الصناعية، و 1033 منشأة في حسياء، و 945 منشأة في الشيخ نجار، أي حوالي 3000 منشأة صناعية، هذا غير المنشآت الصناعية في المدن الأخرى يتم تغذيتها من الشبكة العامة بحوالي 300 ميغا واط. فإذا قام كل صناعي وصاحب منشأة صناعية في هذه المدن الثلاث فقط بإقامة وإنشاء محطة طاقة شمسية فوق أسطح منشأته باستطاعة 500 ك. واط،/ سيتم إنتاج حوالي 1500 ميغا واط من الكهرباء المجانية والنظيفة تقريباً في هذه المدن الصناعية الثلاث فقط.
وهذا ممكن وقابل للتنفيذ وخلال فترة زمنية قصيرة لأن رأس المال موجود والمواد متوفرة في السوق المحلية و بحاجة فقط إلى قرار وإرادة.
وسيسهم ذلك في زيادة كميات الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة المجانية وتحسين واقع الكهرباء بشكل كبير وانخفاض في تكلفة الإنتاج و أسعار المواد.

المداجن والحظائر
و كذلك أن يتم استغلال أسطح الحظائر والمداجن لتركيب الخلايا الشمسية، بالإضافة إلى استغلال المساحات أسفل الخلايا الشمسية لتربية المواشي عند إقامة محطات صغيرة للطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء أو لري الأراضي، ويجب أن تكون القواعد مرتفعة عن الأرض. وبذلك تتم تلبية احتياجات ومتطلبات تربية المواشي من مياه وتدفئة وإنارة وتأمين الظل لهذه الحيوانات والحماية من ارتفاع درجات الحرارة، وهذا يؤدي إلى تحسين مردود الإنتاج الحيواني وتوفير الأموال .

خلايا متنقلة للزراعة
وأوضح دنورة أهمية تركيب خلايا شمسية بقواعد متحركة يصل حجمها إلى ٤٨ لوحاً للأراضي الزراعية، أي تشغيل مضخات باستطاعات حتى ٣٠ حصاناً على عربات متنقلة يمكن جرها وقطرها بوساطة دراجات نارية أو سيارات أو جرارات زراعية حسب حجمها، وسهلة التصنيع يمكن تصنيعها بأي ورشة حداده صغيرة وسهلة الاستخدام يمكن تركيبها وتوصيلها مع المضخة خلال دقائق. وبالتالي تتم حماية الألواح الشمسية من السرقة والمحافظة عليها، حيث يتخوف المزارعون من تركيب هذه الألواح في الأراضي الزراعية البعيدة عن السكن بسبب السرقات، بالإضافة إلى هدر قسم كبير من الأرض الزراعية لتركيب الألواح الشمسية
لذلك، يعتبر هذا النوع من العربات المتنقلة الحل الأفضل والأمثل لتشغيل المضخات الغاطسة و المضخات الأفقية لري الأراضي الزراعية واستدامة زرع المحاصيل الزراعية المختلفة وتحسين الإنتاج الزراعي في ظل أزمة عدم توفر مادة الوقود اللازمة أو الكهرباء لتشغيل هذه المضخات.

محطات هجينة
وأوضح دنورة أهمية استغلال المساحات المتاحة في فتحة حمص وطريق حمص – طرطوس الدولي التي تتمتع بكمون ريحي عالٍ وإشعاع شمسي طيلة أيام السنة، وتوجيه المستثمرين وتشجيعهم لإقامة وتنفيذ محطات هجينة لتوليد الكهرباء من طاقتي الشمس والرياح .علماً أنه حتى الآن لا توجد في سورية أي محطة هجينة للطاقة المتجددة.
موضحاً أن للمحطات الهجينة فوائد وميزات كبيرة، فهي تعمل على استقرار الكهرباء المولدة منها في ظروف الطقس المختلفة، كما تزيد من كفاءة الطاقة، لأنها تمكن من توليد الكهرباء بالشمس نهاراً عند غياب الرياح وتوليد الكهرباء بالرياح عند غياب الشمس في أوقات الليل والغيوم.

أخيراً: إن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة و التوسع بها ليس مستحيلاً عندما تتوفر الإرادة والتخطيط السليم في ظل الانخفاض الكبير في مصادر الطاقة التقليدية لتأتي الطاقات المتجددة الحل البديل والوحيد بالتشاركية ما بين العام والخاص

تشرين.



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=136&id=200384

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc