البني : من غير الموضوعي اتاحة استثمار المياه أمام القطاع الخاص
الاسواق السورية تغص بعبوات المياه القادمة من كل حدب وصوب .ز والى مزيد ؟




 سيرياستيبس : 

رأى خبير المياه والموارد المائية المهندس نادر البني، أن المياه ليست سلعة اقتصادية، وهي حق من حقوق الإنسان ومن واجب الدولة أو الحكومة تأمين ذلك.
وبين البني : أن التعامل مع المياه على أنها سلعة اقتصادية، سيترك أثراً غير مقبول بالتعامل مع المياه الدولية المشتركة(الفرات ودجلة) ونحن بغنى عنها والوقوع بهذا الفخ.
ورأى أن المياه العامة حسب قانون التشريع المائي هي ثروة وطنية وملكية الدولة والتنازل عنها يحتاج لقانون أو تعديل القانون، وأيضاً مهمة الوزارات والمؤسسات المختصة مراقبة نوعية المياه وحمايتها من التلوث.
وقال البني: إنه من غير المفيد السماح للقطاع الخاص تعبئة المياه وبيعه في الأسواق، لأن سوريا إضافة لما ذكرته هي دولة متشاطئة بالمياه المشتركة مع أربع دول.
وقال: من كل ذلك أرى القرار غير موضوعي، وليس لموضوع الاقتصاد الحر في بيع المياه،  مبيناً أن سوريا من الدول العربية المتقدمة في تأمين هذا الحق للمواطن، وعلى الحكومة التريث ودراسة الموضوع من جوانبه كافة قبل التنفيذ، وربما تجد حلاً أفضل.
 

  البني نصح   بتوسيع معامل المياه الحكومية الحالية، والتشاركية مع الخاص في إنشاء مناهل مياه تحددها الوزارة المختصة بالمياه من حيث عددها ونوعية مياهها ومراقبتها، وتصدر بمرسوم ويكون قابلاً للطي، وطالب بمراقبة بيع المياه بالصهاريج وتحديدها من قبل الوزارة المختصة

بعد أن كان حكرا لمعامل الدولة  , سوريا  تتيح الاستثمار في تعبأة المياه أمام القطاع الخاص

مع سقوط النظام  , امتلأت الأسواق السورية بأنواع شتى وكثيرة من المياه المعبأة القادمة من مناطق سورية مثل إدلب وحلب و عامودا قرب الحسكة و والرقة وغيرها  , وأخرى قادمة من الدول الأخرى وخاصة " تركيا  لبنان والأردن "  , ولم تخلو الأسواق السورية من مياه أوربية وحتى مياه بحر محلاة  دخلت عن طريق تجار لبنانيين وأردنيينووكلاء لهم 
  ووسط انتقادات واسعة لنوعية بعض عبوات المياه في الأسواق المحلية خاصة القادمة من المناطق الحدودية ومن مناطق خارج سلطة الدولة وعدم مطابقتها  للمواصفات القياسية السورية بل هناك تقارير صحفية ذهبت للقول أنها مياه أبارغير مراقبة   
 هذا وسعيا لتنظيم  تعبأة المياه وإتاحتها بشكل نظامي أمام القطاع الخاص الى جانب إنهاء احتكار الدولة لقطاع تعبأة المياه وفقا لقواعد اقتصاد السوق الحر الذي اعتمدته سوريا , أصدرت وزارة الاقتصاد والصناعة في سوريا قرارا بفتح الاستثمار في تعبأة المياه أمام القطاع الخاص وفق شروط محددة تراعي المعايير والمواصفات السورية , على أن يكون مصدر المياه جوفية  "بئر أو نبع " أو سطحياً " نهر او بحيرة "  شرط موافقة هيئة الموارد المالية في سوريا ,  على ان لايتم الاضرار بالمخزون المائي في البلاد التي تعاني من أزمة مياه خانقة , وتضمن القرارالالتزام بالمواصفات المحددة للمياه المفلترة من حيث الجودة وشروط التصنيع .     
ويأتي   قرارفتح قطاع تعبأة المياه أمام القطاع الخاص ,  في محاولة لتنظيم تعبأة المياه وكسر احتكار الدولة له  , إذ أنّ تعبأة المياه ولعقود طويلة كان حكراً على القطاع العام , وجرت محاولات كثيرة من قبل القطاع الخاص لاقناع الحكومة بإتاحة استثمار تعيأة المياه  أمامه دون ان يفلح في ذلك ليبقى قطاع المياه قطاعاً حكومياً ويحقق أرباح مهمة  للدولة خاصة بعد أن جرى إمداده بالمزيد من خطوط الانتاج ما مكنه من التصدير ,  ورغم أنّ  الفساد طال حلقات تسويق المياه الحكومية حتى اتخذت قرارات عدة لمنع احتكارها من قبل المحتكرين كحصر بيعها في مؤسسة السورية للتجارة "الذراع التجاري للحكومة " في عهد النظام السابق المخلوع  ,  ما اضطر وزارة  السياحة الى الاتفاق مع وزارة الصناعة لوضع لصاقة  خاصة بالمياه المخصصة للمطاعم والمنشآت السياحية   منعا لتسويقها والمتاجرة بها في الأسواق خاصة في موسم الصيف حيث  كانت المياه المعباة مجالاً متاحاً  للاحتكار وتحقيق الأرباح والبيع بأضعاف الثمن ودائما على حساب المستهلكين .
مصادرمتابعة  توقعت أن يشهد قطاع المياه اقبالا واسعاً من المستثمرين الذين يسعون الى شراكة المياه , خاصة وأنّ  قرار وزارة الاقتصاد والتجارة يوفر لهم الفرصة التي انتظروها لسنوات طويلة
و لدى سوريا معامل  تعبأة " قطاع عام " تتمتع بمواصفات عالية وبكونها مياه عذبة ومرغوبة جداً من قبل السوريين وحتى الدول المجاورة أهمها "بقين " وهو أقدمها ويعود تأسيسه الى عام 1974 , و الفيجة في دمشق , والسن في جبلة الساحلية والدركيش في ريف طرطوس "  , مع الاشارة الى المعروض من المياه المعبأة في معامل الدولة شهد تراجعا في الأسابيع الاخيرة وبات السوريون يبحثون عنها بين عشرات الاسماء التجارية التي دخلت الى البلاد 
وبحسب مصادر موسوعة المصدر السوري فقد بلغ حجم الصادرات السورية من مياه المعدنية في عام 2022 حوالي 201 طن  وتوزعت صادرات سورية من مياه المعدنية على الامارات العربية المتحدة و تركيا 
    
115 طلب ترخيص بعد أقل من يوم على القرار   
 

وكانت وزارة الاقتصاد والصناعة اصدرت قرار سمحت بموجبة للقطاع الخاص الاستثمار في تعبئة المياه وجاء تبرير قرار الوزارة، جاء فيما يبدو، بعد طلبات تلقتها للترخيص بإنشاء معامل فلترة وتعبئة مياه معدنية.. فبعد يوم على قرار الوزارة (الخميس الماضي)، جاء تصريح مدير المواصفات والجودة في الإدارة العامة للصناعة بوزارة الاقتصاد والصناعة، المهندس محمد عبدو الليكو، ليؤكد كثرة المستثمرين ووجود إلحاح من قبلهم.
وكشف الليكو أن الوزارة تلقت ما يقارب 115 طلباً لتراخيص إنشاء معامل فلترة وتعبئة مياه معدنية، تنوعت بين طلبات لمستثمرين محليين وخارجيين.
وبين المهندس الليكو في تصريحه للإعلام أن هذه الطلبات الموزعة على مختلف المحافظات السورية تتم دراسة كل طلب منها بشكل منفرد، وفق المعايير الفنية والصناعية المعتمدة، مع التأكيد على أولوية تأمين احتياجات السوق المحلية وضمان الجودة.
ولفت إلى أن العمل جار على وضع الاشتراطات والضوابط الخاصة بتنفيذ قرار الوزارة، منها ما هو خاص بهيئة الموارد المائية في وزارة الطاقة، كغزارة المياه والأماكن التي يمكن أن تقوم فيها هذه المعامل، بما يحفظ الوارد المائي الموجود في سوريا.
أما عن الاشتراطات الخاصة بوزارة الاقتصاد والصناعة فلفت الليكو إلى أن العمل جار على وضعها من فريق مختص في الوزارة، كأن تكون المعامل آلية، وما هي الآلات المستخدمة ونوعها، وحداثة خطوط الإنتاج، وتطبيق ممارسات التصنيع الجيد، وأن تحتوي نوعين من المخابر، تحليل كيميائي وجودة، وأن يكون التخزين وفق المعايير الدولية لضمان سلامة واستدامة الإنتاج.
وسيراعى توزع هذه المعامل- وفق ما ذكر الليكو- على كامل المحافظات السورية، على أن تعطى الأولوية للمحافظات الأشد حاجة لها، وبما يسهم في تخفيف أعباء النقل والمواصلات والتكاليف عن الصناعيين.
ويبدو المغزى وراء قرار الوزارة هو تشجيع الاستثمار في هذا المجال، فقد أشار الليكو إلى أن أهمية القرار يسهم في تعزيز الاستثمار في سوريا، وتحسين واقع المياه المعبأة فيها من خلال منتجات عالية الجودة، وتشغيل أيد عاملة جديدة، وتوفير بدائل آمنة وصحية للمواطنين، وبأسعار منافسة، تراعي قدرة المواطن الشرائية، وتنسجم مع رؤية الحكومة السورية نحو تحرير الاقتصاد

وحول الواقع الحالي للمعامل التي تعمل في هذا الجانب، بين المهندس الليكو وجود 10 معامل، منها أربعة للقطاع العام في ريف دمشق وطرطوس، في حين يبلغ عدد معامل القطاع الخاص أربعة معامل آلية في محافظة إدلب، ومعملين في ريف حلب والرقة.
.



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=201855

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc