سيرياستيبس كتب الدكتور عدنان صلاح اسماعيل : دخلت
منطقة الشرق الأوسط مرحلة حبس الأنفاس في انتظار رد ايران على اغتيال
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في طهران، ورد
حزب الله في لبنان على اغتيال الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في
الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.
ففي ايران تصاعدت الاصوات وتوالت الدعوات برد عسكري قوي على إسرائيل من
شرائح المجتمع الايراني ومن القيادات العليا في النظام الايراني. والصحف
الغربية نفسها تتحدث أن المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي، أمر بشن
هجوم مباشر على إسرائيل وإعداد خطط هجومية ودفاعية حال توسع الحرب مع
إسرائيل. من منطلق إن "الثأر لدماء الشهيد هنية من واجب إيران لأنه استشهد
على أرضها". وفقا لقول المرشد الاعلى للثورة الايرانية.
الإعلام الأمريكي يرى ان ايران تبحث شن هجوم منسق بصواريخ ومسيرات على حيفا
وتل أبيب، بالتنسيق مع فصائل المقاومة الاخرى لنقل الصراع الى قلب اسرائيل
ضمن العمق الامن تاريخيا لإسرائيل.
حزب الله وردا على اغتيال القائد العسكري الكبير فؤاد شكر ومجازر غزة اعلن
إن المواجهة مع إسرائيل دخلت مرحلة معركة كبرى وأضاف سماحة السيد حسن نصر
الله أن "الرد على إسرائيل آت لا محالة، وسيكون جديا وحقيقيا ومدروسا".
وأكد أن "على العدو ومن خلفه انتظار ردنا الآتي حتما ولا نقاش ولا جدل
وبيننا الأيام والليالي والميدان...نبحث عن رد حقيقي وليس شكليا ...
المنطقة أمام معركة كبرى تجاوزت الأمور فيها مسألة الإسناد ، تكون لها
تداعيات لا يدركها البعض على مستقبل العدو... إن استسلام حماس أو لبنان غير
وارد"
الجانب الاسرائيلي يتعامل بجدية هي الاعلى من نوعها في تاريخ الصراع العربي
الاسرائيلي ويجاريه الامريكي الذي يحاول من خلف الستار اجراء مفاوضات لنزع
فتيل الازمة والاكتفاء برد شكلي وهو ما ترفضه كل دول وفصائل المقاومة.
السلطات الاسرائيلية اتخذت إجراءات أمنية استثنائية، ورفعت حالة التأهب
تحسبا لرد محتمل من دول وفصائل المقاومة وألغى الجيش إجازات الجنود
بالوحدات القتالية ووضع منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي
تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب. وقالت القناة 12
الإسرائيلية إن جهاز الأمن العام الشاباك رفع درجة الحراسة الأمنية لرئيس
الوزراء ووزراء الحكومة.
وطبقا لتقارير إعلامية إسرائيلية فإن إسرائيل قد تواجه حربا متعددة الجبهات
من شأنها أن تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية يتعين عليها الاستعداد
لمواجهة هجمات صاروخية وغارات طائرات بدون طيار تنطلق من كل مكان
ورجح المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" آموس هرئيل أن إسرائيل
تواجه حلقة جديدة من التصعيد في الحرب تنذر بنشوب صراع إقليمي أوسع. وقال
"تل أبيب تأمل في إمكانية احتواء الصراع ومنع تصعيده إلى حرب شاملة على
الجبهة الشمالية، لأن نتنياهو غير معني بمواجهة شاملة مع حزب الله وجبهة
غزة مشتعلة".
وخلص المحلل العسكري إلى أن الحكومة والجيش الإسرائيليين لا يتوفران على أي
حلول للتهدئة والخروج من المأزق الإستراتيجي في الشمال والبلدات الحدودية
التي أخليت من سكانها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن خطر التحول إلى
حرب شاملة على خلفية اغتيال هنية في طهران بات حقيقيا".
ولكن هناك اراء اخرى غربية تقول ان نتنياهو مستعد للدفع بالمنطقة برمتها
نحو حرب شاملة حفاظا على مستقبله السياسي وكواليس زيارته الاخيرة لواشنطن
والمسربة للإعلام توحي بذلك.
اسئلة كثيرة تطفو على السطح
فهل أصبح الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة؟
ما هو الرد المتوقع للدول الغربية والولايات المتحدة في حال شن محور المقاومة عملية نوعية واسعة على اسرائيل؟
ماهو مصير الوضع الاقتصادي في حال توسع الصراع في وقت ما تزال فيه
الاقتصادات متوسطة الدخل تتأثر بالقيود الناجمة عن عدم الاستقرار المالي.
وتعاني الدول منخفضة الدخل من ارتفاع أسعار السلع الأساسية والآثار
المُستمرة لجائحة "كورونا"، فضلاً عن تداعيات الحرب في كل من أوكرانيا
وغزة.
أعتقد ان الوضع الاقتصادي سيتدهور بشكل مخيف وبتسارع يفوق تسارع الميدان
العسكري فنتنياهو الذي يعتقد انه بإشعال الحرب يغطي على مسار فشله السياسي
والعسكري يعرف الوقت الذي ستبدأ فيه الحرب ولكن حجمها وتداعياتها
وانعكاساتها قد تخرج عن السيطرة بشكل تام حتى بالنسبة للدول العظمى في كلا
المحورين ولكن المعضلة ان هواة سياسة في البيت الابيض وتل ابيب يديرون
الدفة انطلاقا من مصالح انتخابية وشخصية ضيقة بشكل ينذر بما لا يحمد عقباه. المشهد
|