سيرياستيبس :
بالتزامن
مع العدوان الكبير المستمر على لبنان، وما يتخلله من مجازر يومية، يكشف
تعمّد الاحتلال الإسرائيلي المستمر ضرب المعابر بين لبنان وسوريا، محاولاته
توسيع دائرة الحصار على اللبنانيين، في ظل نزوح مئات الآلاف منهم ومن
السوريين إلى سوريا المجاورة التي أعلنت فتح أبوابها، واستنفرت كل وزاراتها
لاستقبال الوافدين وتأمين احتياجاتهم. إذ بعدما تسبّب القصف الإسرائيلي
العنيف على معبر المصنع في الرابع من الشهر الحالي في قطع الطريق المؤدية
إليه من الجانب اللبناني، وتوقف حركة السيارات، واضطرار الآلاف إلى العبور
سيراً على الأقدام مسافات طويلة، في ظل عدم إصلاح الطريق حتى الآن، أعادت
إسرائيل قصف محيط المعبر، في غارة تسببت في أضرار مادية في البنى التحتية
هناك.
ويأتي استهداف معبر المصنع للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة
أسابيع، بعد بضع ساعات من عدوان آخر استهدف محيط تلال بلدة بيت جن في ريف
دمشق الجنوبي الغربي، الأمر الذي راكم مخاطر كبيرة في حركة عبور الفارين من
الحرب، خصوصاً بعد أن تعرض معبر مطربا في ريف حمص لعدوان أخرجه من الخدمة،
فضلاً عن استهداف معبر جديدة يابوس. والجدير ذكره، هنا، أن ما بين سوريا
ولبنان ستة معابر شرعية، هي: معبر المصنع، ومعبر الدبوسية الذي يربط قريتي
العبودية شمال لبنان والدبوسية في سوريا، ومعبر الجوسية في البقاع الشمالي
والمؤدي إلى بلدة القصير في ريف حمص، ومعبر تلكلخ الذي يربط بين بلدة تلكلخ
في ريف حمص ومنطقة وادي خالد، ومعبر العريضة الذي يربط بين طرطوس السورية
وطرابلس اللبنانية، ومعبر مطربا في ريف حمص. وتسببت الاستهدافات المستمرة
لـ«المصنع» في عرقلة حركة السير، في ظل صعوبة التحول إلى معابر أخرى، لما
يتطلبه الأمر من قطع مئات الكيلومترات، إضافة إلى المخاوف المستمرة من تعرض
تلك المعابر لاعتداءات إسرائيلية جديدة. في غضون ذلك، بحث وزير الإدارة
المحلية والبيئة السوري، لؤي خريطة، الذي يرأس «اللجنة العليا للإغاثة»، مع
المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة الإنمائية والإنسانية، آدم عبد
المولى، دعم جهود الاستجابة الإنسانية للنازحين من لبنان وتطوير مشاريع
التعافي المبكر. وناقش خريطة استمرار تنسيق الجهود مع الشركاء الوطنيين
ومنظمات الأمم المتحدة لتأمين الاستجابة المنظمة للوافدين، مشيراً إلى
الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية للاستجابة الطارئة لهؤلاء، وتأمين
احتياجاتهم الإنسانية، وافتتاح مراكز الإيواء لهم. كما ذكّر خريطة بأهمية
الاستمرار في تنفيذ خطط «التعافي المبكر»، مع التركيز على قطاعات أساسية هي
التعليم، الصحة، المياه والصرف الصحي وسبل العيش، لتمكين السوريين من
الاعتماد على أنفسهم، وبما يخفف المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية، ويسهم
بالتالي في تهيئة المناخ لعودة اللاجئين، علماً أن سوريا افتتحت نحو 20
مركز إيواء مؤقتاً للوافدين من لبنان، موزعة بين دمشق وريف دمشق وحمص
واللاذقية وطرطوس وحماة. وفي السياق ذاته، أكد مدير التربية في حمص، فراس
عياش، في تصريحات صحافية، أن مدارس المدينة مستمرة في استقبال وتسجيل أبناء
الوافدين من اللبنانيين والعائدين السوريين، بغض النظر عن الثبوتيات التي
يُفترض أن تستكمل لاحقاً. وأوضح أن عدد الطلاب من أولئك، والذين التحقوا
بمدارس المحافظة في مناطق القصير والقريتين وجديدة وتلكلخ وخربة التين، بلغ
حتى صباح أمس، 3390 طالباً وطالبة، منهم 3325 في مرحلة التعليم الأساسي
و65 في مرحلة التعليم الثانوي، مشيراً إلى أن العدد يتزايد بشكل يومي،
ومؤكداً استعداد مديرية التربية في حمص لاستقبالهم.
علاء الحلبي - الاخبار