سيرياستيبس :
هذا محتوى الرسالة التي أرسلتها شركة الاتصالات الخليوية MTN من “MTN plus ..
أنت بالفعل مؤهل لسحب المليون ل. س! سيتم خصم 250 ل. س بداية الشهر القادم.. للخروج أرسل “قف” لـ 1444 مجاناً”. للمشتركين
في خطوطها، ويتبيّن فيه أن الشركة تحاول إقحام المشترك في لعبة السحب على
المليون ليرة دون أن يكون له رأي في ذلك، إلاًّ إذا تنبَّه للرسالة وقرأها،
فوجب عليه مضطراً أن يرسل رسالة معاكسة – حتى وإن كانت مجانية – يوقف بها،
إن لم يرغب بالمشاركة، إقحامه فيها، ليتمّ استبعاده من اللعبة، وبالتالي
لن يحسم من رصيده 250 ليرة، بدءاً من بداية الشهر الثالث (آذار)، علماً
أننا لا نعرف كيف سيكون الحسم: بشكل يومي أم بشكل شهري؟ حيث الالتباس واضح
في مضمون الرسالة وتوقيت تاريخها (وردت الرسالة في 1-3-2023).
إذاً.. إن تنبَّه المشترك فيجب عليه الردّ ووقف إدخاله عنوة في اللعبة،
وإن لم يتنبَّه فسيتمّ اقتطاع مبلغ الـ 250 ليرة ولأجل غير مسمّى وغير
محدّد، حيث لم يتمّ تحديد ذلك في الرسالة أيضاً!!
رسالة من هذا النوع، تعتبر حمَّالة أوجه، هي – برأينا – ذات غايات مالية
بحتة، وفيها الكثير من المراهنة على عدم انتباه المشترك (في زحمة الرسائل
الكثيرة التي ترد يومياً على أجهزتنا) والوقوع في فخها، وبالتالي جني
المئات من ملايين الليرات السورية بطريقة.. ملتوية.
كذلك هي – باعتقادنا – مخالفة وغير مشروعة، وإن بدا ظاهرها على عكس ذلك،
أي أن عبارة “للخروج أرسل قف لـ 1444 مجاناً” لا تبرئ الشركة ولا تعفيها
من شبهة المراهنة على عدم انتباه المشتركين ولجوئهم لحذف الرسالة دون أن
يطَّلعوا عليها، وبالتالي يكونون ضحية القاعدة القانونية القائلة: “القانون
لا يحمي المغفلين”!!.
يا سعادة القائمين على إدارة مثل تلك الرسائل في شركة MTN، إن الأصل في
مثل هكذا رسائل (مسابقات أو ألعاباً) يجب أن يستند إلى أن تكون الرسالة
صريحة، أي أن تقتصر على دعوة المشتركين إلى تلك اللعبة، دون أن يكون هناك
إلزامُ لهم بإرسال رسالة رفض المشاركة فيها، حتى وإن كانت الرسالة الردّ
مجانية!
إن إثارتنا لهذا الموضوع ترجع لعدم كونها الأولى من نوعها، بل كانت عمدت
الشركة نفسها، سابقاً، إلى إرسال رسالة فيها الكثير من أوجه التشابه مع
الرسالة موضوع هذا المقال. ويومها كانت رسالة للمشاركة في مسابقة “الكنز”،
حيث جرى إشراك المشتركين بالمسابقة عبر رسائل كثيرة، ون بين الرسائل رسالة
جاء فيها: “إذا لم يعتذر المشترك عن المشاركة في المسابقة فسيدخلها
أتوماتيكياً، ويتمّ اقتطاع 10 ليرات سورية يومياً”!!.
وكم كانت مفاجأتنا كبيرة حين علمنا بعدم علم العديد من المشتركين (ضمن
دائرة عملنا في الجريدة) بأنهم مشتركون في المسابقة دون أن يدروا أن
أرصدتهم تنخفض يومياً ولا يعرفون السبب، ويومها اتصلنا بالشركة وكان أن
كشفنا الأمر، وتمّ إخراجنا من المسابقة لأننا “لا نريدها!!”.
يومها تساءلنا: لو أن هناك مليون مشترك وتمّ اقتطاع 10 ليرات يومياً،
فستكون الغنيمة اليومية 10 ملايين ليرة، فما بالكم باقتطاع 250 ليرة؟!!
والسؤال الذي يطرح نفسه: كم من العائدات تمّ وسيتمّ حصدها؟ وأين ذهبت
وستذهب كل تلك الأموال؟! ومن وراء مجرد رسالة مبهمة لا يتعدى عدد كلماتها
العشرين كلمة؟!. فأين هي الهيئة الناظمة للاتصالات –الجهة الرقابية- مما
حصل ويحصل؟!!.
ليس ختاماً..، ما نودّ قوله: إننا نربأ بشركة كبرى تحتكر نصف سوق
الخليوي لجوءها لمثل تلك الطرق والأساليب في تحقيق المكاسب!، إذ ليس شطارة
أن نتلاعب في نصوص مثل تلك الرسائل كي نحقق الملايين بطرق مشبوهة، مستغلين
المنافذ القانونية في اللعب على التعابير واختلاف التأويل، فالسوريون
أصبحوا بأمسّ الحاجة لكلّ ليرة، فرفقاً بالحال يا أولاد الحلال. البعث
|