سيرياستيبس شعبان أحمد : هذا السؤال مع التعجب طلبه مني صديقي الطبيب غير المدعوم .. و هي الفئة ”
الأطباء ” مع بعض الفئات الأخرى من محامين و صيادلة و تجار و صناعيين …
إلخ لإيصاله إلى الجهات المعنية؟
أنا و غيري من فئة الأطباء و الشرائح الأخرى المرفوع الدعم عنهم ” و
الكلام للطبيب ” و بما أننا أصبحنا من فئة المستبعدين من الدعم و لا
نستحقه” حسب رأي الجهات الوصائية ” لماذا لا يسمحون لنا بتجاوز الدور على
الغاز و البنزين و المازوت ؟
و لماذا لا يسمحون لنا بالحصول على أكثر من أسطوانة غاز ” بالسعر الحر “..؟ و كذلك بالنسبة للبنزين و غيرها من المواد الأخرى ..؟!
كلام ذلك الطبيب أعاد ذاكرتي إلى وعود الحكومة عندما استبعدت بعض الفئات
من الدعم تحت شعار إيصال الدعم إلى مستحقيه و منح الطبقات الأخرى الأشد
فقرًا فرق الدعم المرفوع عن الفئات المستهدفة برفع الدعم عنها!
بالمحصلة، الذي حصل وقوع ظلم مركب .. على هذه الفئات من ناحية و على
الطبقات الفقيرة التي لم تشعر بالفرق عندما وعدتهم الجهات المعنية بمنحهم
فوارق الدعم المأخوذ من الفئات غير المدعومة !؟
يبدو أن التخبط و عدم التركيز سواء عن قصد أم عن جهل هو من يحكم قرارات
بعض مفاصل مؤسساتنا العامة المسؤولة عن التنمية و تحقيق العدالة الاجتماعية
…!
الأمثلة كثيرة و لا تحتاج إلى كثير من الفهم لاستيعابها و إدراك أبعادها الخفية و الظاهرة .. !
منذ فترة أقامت وزارة الإدارة المحلية والبيئة حوارات و اجتماعات على
كامل الجغرافيا بشأن تعديل قانون الإدارة المحلية و تطوير أداء الوحدات
الإدارية و بعد انتهاء تلك الجولات المكوكية حبست في الإدراج و تم نسيانها
تماماً ..
الأمر ينسحب على نظام الحوافز الوظيفية الذي أخذ من الجهد و الوقت و
المال ما يكفي لإصدار قانون تحفيز وظيفي عصري ينصف العمال في جميع القطاعات
سواء كانت اقتصادية إنتاجية أم إدارية .. و بالنهاية و بعد إقراره من قبل
الحكومة تطل علينا وزير التنمية الإدارية لتعلن موته قبل أن يولد تحت حجة
قصور الدراسة ..؟!
اليوم تقوم نفس الوزارة بإجراء لقاءات و دراسات و اجتماعات بهدف تعديل
القانون الأساسي للعاملين في الدولة .. منطلقة من بعض الأفكار لتقويم
الأداء ووضع أسس علمية و عملية للوظيفة العامة ” و هي مبادرة مشكورة ” خاصة
فيما يخص التراتبية الوظيفية و القدم و إلخ ..
الذي نرجوه ألا تشهد هذه الاجتماعات و الدراسات حول قانون الخدمة فشلاً
أو إهمالاً كتلك الخاصة بتطوير و تحديث قانون الإدارة المحلية و نظام
الحوافز…!
الذي أوصلنا إلى مرحلة التشكيك هي التجارب الفاشلة السابقة..
فهل نتخطاها .. و نستعيد ألق الطبقة الوسطى و هي الوازنة للمجتمع بأكمله .. أم أننا سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة ؟؛.
|