سيرياستيبس : مقالات
عدة نشرتها وسائل إعلام مهمة ومحترمة في البلاد و بأقلام صحفيين مهمين
وأكفاء .. طرحت هذه المقالات اسئلة واقعية على إدارة كلية الاعلام
بجامعة دمشق حول اسلوب ترسيب الطلاب ونسب النجاح المتدنية , مستشهدة بارتفاع
نسبة الرسوب في الماجستير التي بلغت 87 % , وبتعبير أكثر إيضاحاً لقد نجح 4
طلاب من أصل 30 طالباً , ما يعني مخالفة قانون الجامعات الذي ينص على أن
لاتقل نسبة النجاح في أي مقرر عن 20 % . فعلاً لماذا يُرسب كل هذا العدد من
طلاب الماجستير المفروض أنهم جميعا متفوقين وتم انتخابهم بعناية لدراسة
الماجستير ولاحقا الدكتوراه بطبيعة الحال .. هل هو مزاج ما عند استاذ المادة أمر برسوب كل
هؤلاء الطلاب دفعة واحدة , أم انهم فعلا يستحقون الرسوب وعندها علينا أن نبحث في أسباب هذا
الرسوب بشكل حقيقي والوقوف على أسبابه والتعامل معه كقضية تستوجب المعالجة
.. ولكن الاهم من كل هذا هو ردة فعل عمادة كلية الاعلام على اإارة موضوع رسوب
طلاب الماجستير وعدم قدرتها على تنفيذ ما تعلمه للطلاب من أسس ومبادئ الصحافة
والاعلام التي تقوم في جوهرها على تقبل الشكوى والانصات الى الرأي الآخر وتبني الشفافية والتحاور
فكل هذا لم تقبل به كلية الاعلام بل هي رفضت "الاخد والعطي " حتى؟ بالمطلق فإن اول جهة معنية باحترام الاعلام والتفاعل معه هي كلية الاعلام التي من المفترض انها تعلم طلابها كيفية الحصول على الاحترام عندما يكتبون ويسألون وينتقدون وينقلون الاخبار ويحققون .. الخ .. وبالتالي لم يكن يضر كلية الاعلام أن تتفاعل دون انفعال مع القضية التي أثارها خريجون من كلية الاعلام "وهم الان إعلاميين مرموقين " يعملون في وسائل اعلام رسمية حول قضية ارتفاع نسبة الرسوب في احد مقررات الماجستير ..
لقد كان
الامر في غاية البساطة أن يتم يفرد موضوع ارتفاع نسبة الرسوب على الطاولة من
قبل المعنيين ومحاولة معالجة الأمر فورا بأريحية فلا يعيب استاذ أن يراجع
ويعيد تصليح الاوراق ولايعيبه الاعتراف بأنّ علامات "العملي " كانت بالتدني الذي سيعجز معه الطلاب عن النجاح في المادة بعد تقديم الكتابي , وبالتالي ضياع سنة كاملة كان يمكن فيها انجاز
الماجستير نفسه؟ . نحن في هذه السطور نطالب
فقط بأن تقوم إدارة كلية الاعلام وعمادتها بالإجابة على الاسئلة التي
طُرحت عليها من قبل الاعلام " الذي تعلمه " , على الاقل لتثبت للطلاب أنها قادرة
فعلا على ممارسة أبسط حق من الحقوق التي تعلمها لطلابها وهو حق الحصول على
المعلومة أوعلى الأقل الإجابة على الأسئلة الصحفية التي تُطرح عليها ؟ .. نتمنى
أن لايتم أخذ الموضوع الى مساحات ضبابية , والانتقال بالأمر من حتمية وضرورة المعالجة الى مساحة إلباسه ثوبا ليس له ولا على مقاسه , بل ويسيء الى أبسط مفردات العمل الصحفي والتعليمي في آن معاً . ولاضر من العمل
على مناقشة الأمر كقضية لا تهم فقط كلية الاعلام بل كل الكليات الاخرى التي
يمكن أن يقع فيها خطأ رفع نسبة الرسوب فوق ما تسمح به قوانين
الجامعات دون معرفة السبب .. أنه بالتأكيد هناك سبب ؟
هامش : كثيرون يمكن أن يعملوا في مجال الاعلام ممن لم يحصلوا على شهادة من كلية الاعلام وبعضهم يمكن ان يعمل صحفيا بشهادة البكالوريا .. لكن خريج كلية الاعلام من المفترض أنه ينطلق الى ميادين العمل الصحفي بعد تمكينه من اعتناق أمرين اساسين .. حرية الرأي والتعبير وفق أسس صحيحة .. وامتلاك القدرة على طرح القضايا بشجاعة أياً كان الثمن ؟
|