سيرسياستيبس
كتب الاعلامي علي عبود :
لا يهمّ أن تكون “السورية للاتصالات” شركة خدمية 100% مهمتها تأمين
الحرارة لهواتف السوريين، وخاصة للهواتف المخصّصة للإنترنت، فالأهم ألا
تستجيب لطلبات إصلاح الأعطال تقيداً بتعليمات الحكومة الدائمة بعدم
الاستماع لشكاوى المواطنين من خلال التجاهل، أي التطنيش!
ويمكن الجزم بأن “السورية للاتصالات” ما كانت لتتبع هذا الأسلوب لولا يقينها التام بأن وزارة الاتصالات تنهج أيضاً أسلوب التطنيش!!.
نعم، نجحت وزارة الاتصالات بإقناع زبائنها بأن الشكوى من خدماتها مذلّة،
وأن النتيجة الدائمة والوحيدة هي التطنيش، وليس شيئاً آخر سوى التطنيش!.
ومن خلال تجربتنا مع وزارة الاتصالات على مدى عقدين من الزمن، ثبت أن
مسؤوليها لا يستجيبون لأي شكوى إلا بتدخل مباشر من متنفذ، وعندها فقط تأتي
ورشة فنية لإصلاح العطل وإعادة الحرارة، حتى لو كان في يوم عطلة رسمية!
ويُتقن المسؤولون في “السورية للاتصالات” بتقديم الأسباب الفنية لأعطال
الهواتف التي يرفضون إصلاحها، وأبرز هذه الأسباب إعلام صاحب الشكوى أن
العطل بالتمديدات الداخلية للمنزل، أو بين علبة الهاتف والمنزل، وأن الأمر
يحتاج إلى “كهربائي محترف” لا تقلّ “كشفيته” عن 50 ألف ليرة، وليس إلى عنصر
من المؤسسة!
ولا يفيد الشاكي اكتشافه فيما بعد أن التمديدات جيدة، ولا تحتاج إلى تبديل،
وأنه خسر أكثر من ربع راتبه بفعل معلومة مضللة، فمسؤولو المؤسّسة هم على
حق دائماً، ومن لا يعجبه الأمر لـ “يبلط البحر”!.
وقد يمتلك بعض الشاكين الجرأة لاقتحام مكتب مدير المقسم المختص، ويطالبونه
بالتوسط لدى الفنيين لإصلاح العطل، أو لوصل الحرارة إلى هواتفهم، فيتفاجؤون
بأن العلة أساساً في “الرأس”، وليست في “المفاصل”، فهم دائماً “حرّيفون”
بتقديم المبررات الفنية، وبعضهم يختصر المقابلة “اللا ودية” بإحالة المشتكي
إلى قسم فني غالباً هو قسم التجربة، والنتيجة: جولة من الإذلال دون نتيجة!
وما يرفض رئيس المقسم تقديمه من خدمة للمراجعين يوفره رئيس أو عنصر في قسم
التجربة، إذا كان على معرفة بالشاكي، فخلال ثوانٍ تعود الحرارة إلى الهاتف
“العطلان”، أو المدرج في قائمة الانتظار!
أما مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي لوزارة الاتصالات ومؤسستها
فهي لـ “البروظة”، أي لنشر أخبار مسؤوليها، أو لنشر مواعيد دفع الفواتير
فقط، فلا أحد من المشرفين على هذه المواقع مهتمّ بالردّ على الشكاوى، فهم
كرؤسائهم يتبعون أسلوب “التطنيش”!
الخلاصة: لا نذكر أن إصلاح أعطال هواتف المواطنين تمّ حتى الآن إلا من
خلال معرفة وثيقة بمديري المقاسم، أو عناصر قسم التجربة، أو بتدخل مباشر من
متنفذ، وما عدا ذلك فهو “التطنيش”، وإقناع كل الشاكين غير المدعومين أنهم
لن يتلقوا بفعل اللجوء إلى وزارة الاتصالات أو مؤسسة الاتصالات سوى الخيبة
والإحباط، فهما يوجهان رسالة مبطنة للشاكين غير المدعومين: لا تذلوا
أنفسكم.. لن نصلح هواتفكم!!
وفعلاً، فإن النتيجة الوحيدة التي يكتشفها الشاكون بعد رحلة عذاب طويلة هدروا فيها الوقت والمال هي: الشكوى لغير الله.. مذلة!!.