سيرياستيبس
كتب الاعلامي ديب حسن
يروى أن شابا أصيب بوسواس قهري جعله يعتقد أنه حبة قمح وأن مصيره سيكون في بطن الدجاجة التي تلتقط الحبات..
ستراه وتنقض عليه..
بعد رحلة علاج طويلة عند الطبيب النفسي صاح المريض: لقد اقتنعت أنني لست حبة قمح.
أنا رجل..
ولكن أيها الطبيب من يقنع الدجاجة أنني لست كذلك؟.
هل نأتي بها إليك؟
في مفردات حياتنا اليومية التي لا ترحم ربما مر الكثيرون منا بوسواس قهري..
هذا يظن نفسه إمبراطوراً وذاك فارساً سوف يعيد أمجاد الأندلس.. كل منا
عالج وسواسه هذا حسب استطاعته قد يكون تلاءم معه وأخفاه عن العيون.. عين
العقل والبصر..
أحدهم قال: جميعنا نخفي آلامنا وجراحنا كما يخفي الحذاء ما تمزق من اسفل
الجوارب.. لن يراه أحد إلا إذا اضطررت لخلعه وأضاف بالمناسبة: كثيراً ما
حرمت نفسي دخول بعض المنازل التي يتطلب الأمر فيها خلع الحذاء..
في واقعنا الاجتماعي هل علينا أن نقول : لقد اقتنعنا بما أصابنا من جشع
وتغول ضعاف النفوس لقد اقتنعنا نحن أننا فقط مجرد أرقام عليها أن تسعى
لتأمين ربع لقمة العيش والمال الذي يصب في النهاية بجيوب من لا يشبعون..
نحن اقتنعنا أن القليل يكفينا وأن السعادة ليست بالمال وأن القيم ليست جملا
تطلق من قبل البعض.. ولكن من يقنع ضعاف النفوس أنهم يسيرون بنا إلى نقطة
اللاعودة إلى الأمل
من يقنعهم أن مليارا أو اثنين كافيان لحياة طويلة من يقنعهم أن سورية غيرت العالم نحو الأفضل ولكن لم يتغيروا،
هم من يقنعهم أن الرحلة الأبدية لا مال فيها ولا ثروات.. نحن اقتنعنا فماذا عنهم؟.