سيرياستيبس :
أبكت أمس أسئلة الرياضيات آلاف الطلاب في الشهادة الثانوية الفرع العلمي، والتي وصفها عدد من المختصين من المدرسين لمادة الرياضيات أنها كانت أسئلة الجيد جداً والممتاز، وهذا غير منطقي لأنه يفترض أن يكون هناك تدرج في الأسئلة من السهل إلى الصعب، وشكك البعض من المدرسين أن تكون تلك الأسئلة نموذجاً واحداً من نماذج بنك الأسئلة، لأنهم يعتقدون أنها كانت نخبة من عدة نماذج تم اختيار الأسئلة الثقيلة منها.
وزير التربية محمد عامر المارديني : بين أن هناك 70 نموذجاً ومن جميع المحافظات تم اختيار الأسئلة منها، مضيفاً: كنا نعتقد أن هناك مشكلة في الأسئلة أمس لكن مكتب التوجيه الأول للرياضيات، وهو أحد مكونات مؤسسة الوزارة يرى أن الأسئلة تراعي الفروق الفردية.
وأضاف المارديني: إننا لا نريد صناعة علامات، بل نريد طالباً يفهم المنهاج، وبالتالي نرى أنه يجب أن تكون هناك أسئلة للمتميزين.
«الوطن» استطلعت آراء عدد من الطلاب في دمشق والمحافظات ممن تقدموا لامتحان مادة الرياضيات، وكانت جميع الإجابات المختلطة بالدموع واحدة «الأسئلة صعبة جداً، ولا يستطيع الطالب الجيد حل إلا جزء بسيط لا يتجاوز 20 بالمئة منها، أما الطالب المتوسط والعادي فلن يتمكنا من حل أي من هذه الأسئلة».
عدد من أولياء الأمور عبروا عن رأيهم بحسرة كبيرة بالقول: لماذا هذه الحرب من وزارة التربية على الطلاب؟ إذا كان الهدف هو الترويج لنظام الامتحانات العامة الجديد، على أنه أفضل من نظام الدورتين التقليدي، مضيفاً: فذلك لا يبرر للتربية أن تحبط الطلاب وتنهي أحلامهم التي تعبوا من أجلها سنوات طويلة، وإذا كانت انتقاماً من الفاسدين القائمين على العملية التربوية، فلا ذنب للطلاب في ذلك.
عدد من الطلاب أصيبوا بحالات إغماء وأسعف البعض منهم إلى المراكز الصحية من فرق الإسعاف الموجودة في المناطق التعليمية والمجمعات التربوية، على حين وردت معلومات عن إسعاف البعض من الطلاب إلى المشافي.
مدرس رياضيات معروف من اللاذقية رأى أن الأسئلة بشكل عام جيدة جداً إن كانت تهدف إلى إعادة الاعتبار للتقويم والقياس والعدالة في النتائج الامتحانية، لكن هناك ملاحظات أساسية هي أن الأسئلة طويلة وتحتاج لوقت أطول مما هو مخصص، وهناك أسئلة إبداعية مثل السؤال الرابع، وهذا لا يمكن للطالب الجيد أن يحله.
وأضاف: أما السؤال الخامس فكان طويلاً جداً، وكان يمكن اختصاره من خلال الطلب الثاني إثبات اطراد إحدى المتتاليتين، ويفرض للطالب مهمة اطراد الأخرى، ثم استنتاج التجاور، والسؤال طويل بالنسبة للدرجة المخصصة له، أما السؤال الثالث ففكرة الطلب الأول والطلب الثالث متشابهتان وكان يمكن الاكتفاء بإحداهما، وهناك تكرار في التمثيل الوسيطي لمستقيم في الفراغ في المسألة الأولى وكذلك في السؤال الثاني.
وأشار إلى سؤال حول الوضع النسبي بين مستقيم ذكر في الأسئلة وهو غير موجود في المنهاج، مضيفاً: أما المسألة الثانية فالطلب الثالث منها كان من المفروض ذكر: استنتج جدول تغيرات fx بدل ادرس تغييرات.
المدرس مؤيد شعبان قال : الأسئلة طويلة قياساً بالزمن المحدد، حيث كان عدد الطلبات في الدورات السابقة 30 طلباً إجبارياً بشكل وسطي، وهذه الدورة تحتوي على 35 طلباً إجبارياً! وبالتالي ليس هناك وقت للمراجعة، وسؤال التوافقي غير موفق، كما أن سؤال المتتاليات ركيك وغير دقيق، وتقاطع مستقيم وكرة خارجي لم يرد رغم سهولته.
وأضاف: الحقيقة أن هناك مفاجأة غير متوقعة في طريقة وضع أسئلة الرياضيات وخروجها عن المألوف بطريقة فاضحة فعندما نعوّد طلابنا على سياق معين ونريد أن نغيره علينا أن نتدرج بالتغيير لا أن ننسف السياق بالكامل.
وقال: نحن نقبل أن يندرج في الأسئلة فقرات لم يعتد الكثير من المدرسين التطرق إليها قياساً مع أسئلة الدورات السابقة لكن لا نقبل أن نضعها في معظم التمرينات الواردة، مضيفاً: كما نقبل أن تكون الأسئلة إجبارية لكن بعد أن نشير إلى ذلك خلال العام لأني على ثقة أن الكثير من الطلاب خففوا التركيز على وحدة ما إيماناً منهم أنهم قد يحصلون على خيار بديل.
وأشار إلى أن واضع الأسئلة مع احترامنا له ولاختياره وضع هذه الأسئلة لإرضاء شريحة ما ثم لتزداد أسهمه، مضيفاً: أنا لا أجد في هذه الأسئلة صعوبة ولا مستوى عالياً أنا أجد فيها غرابة وخروجاً على المألوف مع التحفظ على نمطية بعضها غير الوارد في الكتاب لكن أفكاره واردة وبالتالي الحديث أنه ليس من الخيارات المطلوبة فهو حديث ظالم.
وبين أنه إذا ناقشنا ما ورد وبالتفصيل فإن السؤال الأول جميع إجاباته تدور حول فكرة واحدة هي إيجاد صورة لمجال أو قيمة ما وفق التابع إف أي 50 علامة لفكرة واحدة.
وبيّن أنه في السؤال الثالث يوجد تكرار لفكرة الاشتقاق والتعويض في طلبين بالسؤال نفسه، والسؤال الرابع عليه 50 علامة كما للخامس والسادس..؟ وفي السؤال السادس عندما يخطئ الطالب في إيجاد الحلول نتيجة عملية حسابية ما فإن كل ما تلاه من الطلبات إلى الهاوية.
وأضاف: أما في السؤال الثامن فقد عدنا لفكرة الاشتقاق، على ما يبدو واضع الأسئلة مغرم بالاشتقاق، موضحاً أنه لا تنسوا أن الاشتقاق له وقفة ثانية في المسألة الثانية أيضاً لكل من السؤالين السابع والثامن 50 علامة كما للأول والثالث وهذه مفارقات غريبة.