سيرياستيبس كتب الاعلامي معد عيسى قبل أيام فاضت روح الشاب محمد بدران ابن السبعة عشر ربيعاً الوحيد لأهله وهو يقول “أشعر بنار تجتاح صدري ” بينما كان جالساً مع رفاقه على شاطئ البحر ببلدة المنطار جنوب طرطوس . النار التي اجتاحت صدره كانت طلقة طائشة ابتهاجاً بعودة أحد الأشخاص من السفر وربما “الحج”. ظاهرة إطلاق النار في مناسبات العودة من الحج والنجاح والتخرج والزواج ورأس السنة تتسبّب كل مرة بكارثة يذهب ضحيتها أشخاص أبرياء، فما هو هذا التعبير العشوائي الذي ينم عن تخلف وجهل؟ إطلاق النار حتى في المنام بالنسبة للرجل إشارة إلى الضغوطات والمهام التي تقع على عاتقه ولا يستطيع القيام بها، وبالنسبة للمرأة يدل على المشاحنات والخلافات التي قد تحدث مع الزوج وتتسبب بمشاحنات ومتاعب نفسية وعجز في الميزانية، فما هو هذا الفأل الذي يستخدمه الناس للتعبير عن أفراحهم؟. رسالة على مواقع التواصل يُمكن أن تصل إلى كل دول العالم وليس أهل المنطقة التي يتم بها إطلاق النار للتعبير عن الفرح أو لإخبار الناس بأن الحاج عاد أو ابنهم تزوج أو تخرج من الجامعة أو تمت عملية “الطهور” لمولودهم الجديد. هذا الجهل والاستهتار والفعل المشين مستمر بقصور أداء واجب الجهات المعنية عن ملاحقة مُطلقي النار رغم كثرتهم في المخافر وعلى الحواجز ووجود مخبريهم في كل حي. ظاهرة إطلاق النار لن تتوقف إلا بمعاقبة المعنيين بملاحقة مُطلقي النار ، ويجب أن يكون هناك نصوص قانونية تعاقب على عدم القيام بواجباتهم في هذا المجال أشد من العقوبات المنصوصة بحق مُطلقي النار أنفسهم، لأن انتشار الظاهرة ناتج عن تقصير الملاحقة لمُطلقي النار. رجال الشرطة والأمن الذين هم المعنيون بتنفيذ القوانين، حدد لهم القانون الحالات التي يطلقون بها النار فما بالهم يتغاضون عن جهلة وطائشين يطلقون النار كمَن يلعب؟ أيام قليلة وتصدر نتائج الشهادات والتخرج من الجامعات وصدور نتائج الانتخابات وعلى الجهات المعنية التوعية والتحذير والضرب بيد من حديد لكل مُطلقي النار دون إذن.
|