سيرياستيبس
محمود الصالح :
كشفت رئيسة قسم التربية الخاصة في كلية التربية بجامعة دمشق عفراء سعيد خليل أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة تقارب 17 بالمئة من عدد سكان سورية «والنسبة العالمية لذوي الإعاقة في العالم هي 15 بالمئة»، وهذا ما يجعل من الضروري جداً العمل على تعويض قدراتهم والوصول بها إلى أعلى ما تستطيع الوصول إليه لتحقيق الاندماج في المجتمع بنجاح والعمل على مساعدتهم على تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وكل هذا يجعل من قضية الإعاقة قضية وطنية، ويؤكد أهمية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على كل حقوقهم والقيام بجميع واجباتهم كأفراد فاعلين بالمجتمع بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم أو إعاقتهم التي تعتبر جزءاً من تنوعهم البشري، مبيّنة أنه جاء هذا المرسوم لإزالة العوائق والصعوبات التي يعاني منها الأشخاص ذوو الإعاقة بدءاً من العوائق المادية وانتهاءً بتغيير النظرة الاجتماعية والاتجاهات نحو الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضافت سعيد خليل: انطلاقاً من ذلك جاء المرسوم التشريعي رقم (19) لعام (2024) الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة الذي يهدف إلى إجراء تغيير إيجابي في البناء الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع من خلال استثمار الطاقات البشرية الكامنة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة في التنمية وبناء المجتمع.
وعن دور وزارة التعليم العالي في تطبيق القانون، بيّنت أنه يأتي لمواكبة تزايد الاهتمام من مختلف المنظمات الإقليمية والدولية بالأشخاص ذوي الإعاقة وإصدار المواثيق والاتفاقيات العالمية التي تضمن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الحصول على التعليم العالي من دون تمييز على أساس الإعاقة، وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع أفراد المجتمع، تعمل وزارة التعليم العالي على تفعيل دور البحث العلمي في التصدي للإعاقة والوقاية منها والتخفيف من آثارها عند حدوثها، وذلك من خلال تطوير وتفعيل البحث العلمي في مجال الإعاقة ومن خلال العمل على توفير لقاءات مستقبلية للمختصين لتبادل الآراء والخبرات والتجارب والعمل على الاستفادة منها في مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكدت أنه ضمنت وزارة التعليم العالي للأشخاص ذوي الإعاقة الحق بالالتحاق بأي فرع موجود بالكليات التابعة لها ضمن المفاضلة العامة مثل الطلاب العاديين وذلك حسب مجموع الدرجات التي يحصلون عليها، كما يمكنهم التقدم لمفاضلة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة يتفاضلون فيها فيما بينهم على المقاعد المخصصة لهم بالكليات التابعة لوزارة التعليم العالي وبعلامات أقل من علامات الطلاب العاديين.
وأضافت: كما ضمنت الوزارة حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على تقديم التسهيلات لهم بهدف مساعدتهم على الحصول على التعليم العالي كالتعاقد مع خبراء لغة إشارة للتعامل مع الطلاب الصم في مختلف الكليات لمساعدتهم على التواصل مع أساتذتهم وزملائهم أثناء المحاضرات وعند تقديمهم لحلقات البحث ومشاريعهم في الدراسات العليا، كما تعمل الوزارة على مساعدة المكفوفين من خلال العمل على تحويل المواد المطبوعة إلى مواد مسموعة، والعمل على تدريب وتأهيل الكوادر على استخدام آلة برايل، كما تعمل على توفير المكبرات ومطبوعات النسخ الكبيرة للأشخاص ضعاف البصر.
وتابعت: كما تعمل وزارة التعليم على تخصيص قاعات امتحانية خاصة بذوي الحاجات الخاصة توفر فيها المساعدة لهم من خلال وجود مترجمي لغة الإشارة للصم أو من خلال تخصيص طلاب دراسات عليا يساعدون الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية غير القادرين على الكتابة، من خلال كتابة إجاباتهم على ورقة الإجابة، كما أصدرت وزارة التعليم العالي حديثاً قراراً بتحويل الامتحانات في جامعة دمشق وكل فروعها للطلاب ذوي الإعاقة البصرية لتصبح شفهية بدلاً من كتابية وذلك لتذليل الصعوبات التي تواجههم في تقديم الامتحانات.
وأكدت أن الوزارة سوف تعمل على تخصيص مقاعد إضافية خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة تتناسب مع إعاقاتهم المختلفة في جميع الكليات التابعة لها بحيث يكون لديهم مفاضلة خاصة بهم وبعلامات أقل من العلامات المطلوبة من الطلاب العاديين، كما يمكنهم التقدم للمفاضلة العادية مثل الطلاب العاديين والدخول إلى أي فرع تؤهلهم علاماتهم للدخول إليه.
أما بخصوص إحداث التخصصات اللازمة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، فذكرت أنه من أولويات وزارة التعليم العالي إحداث التخصصات اللازمة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تم افتتاح قسم التربية الخاصة بكلية التربية بجامعة دمشق وتـوجت أولى خطواتـه بافتتاح درجـة الإجـازة في التربيـة الخـاصة بناء على قرار مجلس التعليم العالي في جلسته رقم (10) تاريخ 21/5/2009.
وأكدت أن وزارة التعليم العالي ستعمل على افتتاح أقسام وكليات جديدة تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة كقسم التربية الخاصة أو كلية العلوم الصحية في بقية الجامعات السورية.
أما بخصوص السكن الجامعي، فبيّنت خليل أن الوزارة خصصت وحدات سكنية للأشخاص ذوي الإعاقة حيث يوجد طابقان لطالبات ذوات الإعاقة في الوحدة 11، ويوجد 3 طوابق للطلاب ذوي الإعاقة للذكور في الوحدة السكنية رقم 15، كما توجد غرفتان في الوحدة (17) بالمدينة الجامعية بالهمك مخصصتان للأشخاص ذوي الإعاقة، وسوف تعمل وزارة التعليم العالي على توفير السكن الجامعي لكل شخص من ذوي إعاقة تم قبوله في إحدى الكليات التابعة لها ويحتاج للسكن الجامعي، فأي شخص ذي إعاقة قادم من المحافظات ويحتاج للسكن الجامعي سيكون له الأولوية بتأمين السكن له، كما ستعمل الوزارة على متابعة أمورهم الخاصة من خلال تخصيص مشرفين عليهم يعملون على متابعة أمورهم، وستعمل على تأمين الرمبات في الوحدات السكنية المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية أيضاً.