سيرياستيبس كتب الاعلامي معد عيسى : كم هو جميل أن تمتلئ صفحات التواصل بأخبار وصور الخريجين من
الجامعات هذه الأيام، ويكتمل جمال المشهد بعبارات التهنئة والتبريكات
والمشاعر التي حملها المقربون والأصدقاء لهؤلاء الخريجين.
بالمقابل غصّت بعض المواقع بتعليقات تطالب بترفع إداري بعد أن تلاشت الآمال
بدورة تكميلية كونها تحتاج لتحضيرات وزمن أما الترفع الإداري فلا يحتاج
ولا يكلّف ويعيد الأمل للكثيرين ويوفر على الأهالي في هذا الزمن الصعب
الكثير من التكاليف كون مَن يترفع إلى السنة اللاحقة يوفر بحالات كثيرة سنة
دراسية بما فيها من تكاليف، أيضاً الانتقال لسنة أعلى لا يحرم الطالب من
السكن الجامعي وهذا يوفر الطمأنينة ويخفف التكاليف العالية على الأهل.
المناشدات بترفع إداري كانت من الطلاب والأهالي معاً وهناك مناشدات طالت كل
من له علاقة بالأمر بشكل مباشر أو إشرافاً على أمل صدور مرسوم بترفع إداري
كما العام الماضي.
عدت إلى تصريحات المعنيين في وزارة التعليم العالي والاتحاد الوطني
لطلبة سورية التي أعقبت صدور مرسوم الترفع الإداري العام الماضي فلاحظت
أنها تتحدث بمجملها عن أهمية الترفع الإداري بما يوفره من أعباء مادية
كبيرة على الأهل وعلى الطلاب دون أن يؤثر ذلك على العملية التعليمية
والمضمون العلمي باستثناء الضغط المعنوي على بعض الطلاب لتراكم عدد كبير
من المواد ولكن بالمقابل هو فرصة كبيرة لمن عاندتهم الظروف.
مرسوم ترفع إداري في هذه الأيام سيكون بمثابة مَن يزرع الأمل في نفوس
أرهقها كل شيء بما في ذلك الطبيعة بقسوتها، أمل يتحول مع بعض الجهد إلى
بسمة وفرحة نجاح للكثير من الطلاب.
إن لم يكن الأمر استجابة لمناشدات الطلاب فليكن استجابة لمناشدات الأهالي
الذين آمنوا بالاستثمار في العلم فباعوا وسحبوا القروض وبذلوا جهوداً
مضاعفة لكي يعلموا أولادهم.
“جارنا أبو أسعد رجع من الشغل، قعد يتعشى فقال له ابنه بابا بتعلمني؟ قال
له نعم، فسأله بابا ماذا يحد سورية من الغرب؟ قال له والله ما بعرف، قال له
ومن الشمال، قال ما بعرف، قال له من الشرق بابا، قال له والله يا بابا ما
بعرف، وهنا تدخلت أم أسعد لإنقاذ زوجها من الورطة، فقالت: ماما تروك أبوك
يتعشى إلا أن أبو أسعد رد عليها وقال خلينا عم نعلّم الصبي”.
|