سيرياستيبس
رحاب رجب :
لم
تستطع الجهات المعنية إلى اليوم قمع إشغالات الأرصفة والطرقات في العديد
من أحياء دمشق، ولاسيما في مزة 86. ولعلّ اللافت في تلك الإشغالات وضع
سلاسل حديدية مع أقفال، وكذلك إطارات سيارات وغيرها من الحواجز الإسمنتية
التي تمنع ركن السيارات إلا لمن استطاع حجز مكان بتلك السلاسل،
ومنذ
سنوات يقوم مجلس بلدية مزة 86 بين الفينة والأخرى بحملات لإزالة تلك
الإشغالات، إلا أنه لا حلّ جذرياً، في وقت يقوم أصحاب تلك الإشغالات
بإعادتها وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما أكده العديد من أصحاب المنازل في مزة
86 معبّرين عن استيائهم من وضع تلك السلاسل من قبل البعض، حيث تتسبّب
بإزعاجات للكثير من القاطنين.
والملاحظ
أن انتشار هذه الظاهرة لم يعد يقتصر على أحياء السكن العشوائي، بل بدأت
بالانتشار حتى ضمن أحياء السكن المنظم، والمضحك المبكي في آنٍ معاً أن
هؤلاء المخالفين باتوا كملّاك فعليين لما يحجزونه من طرقات بسلاسلهم
وحديدهم المنصوب بالشوارع والموصد بأقفال، لدرجة أن العديد من هؤلاء
المخالفين باتوا يؤجرون تلك الإشغالات لأصحاب السيارات إما بشكل شهري أو
يومي، إذ وصل الإيجار الشهري لموقف سيارة في مناطق السكن العشوائي وكمثال
بحيّ المزة ٨٦ إلى ٣٠٠ ألف ليرة شهرياً، وطبعاً يزيد هذا المبلغ بحسب موقع
الموقف المحجوز.
الأمر
الآخر أن هذه الإشغالات أصبحت عاملاً أساسياً في ارتفاع أسعار المنازل في
تلك الأحياء، إذ يقول زهير وهو أحد الباحثين عن منزل في حي 86 أن معظم
المكاتب العقارية التي زرتها من أجل تأمين منزل لي كانوا يعرضون المنازل مع
مواقف محجوزة، ليرتفع بذلك سعر المنزل إلى ما يقارب 3 ملايين ليرة وما
فوق، وهذا يتوقف على موقع المنزل والمساحة المحجوزة كمصف للسيارة. وفي
الواقع فإن بلدية مزة 86 دائماً ما تطالعنا بأنها تقوم بحملات لإزالة تلك
الإشغالات، ولكن من يقوم بجولة ضمن الحيّ يرى أن الإشغالات في تزايد مستمر،
أما مديرة دوائر الخدمات بمحافظة دمشق ريما جورية فقد أكدت أن ورشات دوائر
الخدمات تنظم وبشكل يومي حملات لقمع المخالفات، ويتمّ إزالة كافة أنواع
الإشغالات عن الطرقات من أعمدة وسلاسل حديدية وإطارات مستخدمة لحجز مواقف
مخالفة للسيارات، كما يتمّ تنظيم ضبوط بحق المخالفين، لافتة إلى أنه تمّ
تنظيم عشرات الضبوط بحق من قام ويقوم بافتعال تلك الإشغالات.