سيرياستيبس
ميس خليل :
تأثرت
سورية كمعظم دول العالم بالتغيّرات المناخية، وخاصة في السنوات العشر
الأخيرة، فكان من نتائجها قلّة الهطولات المطرية وتغيّر نمط حدوثها زمانياً
ومكانياً وتغيّر شدتها، ما انعكس على المصادر المائية وخاصة الجوفية منها،
حيث تعاني العديد من الأحواض المائية من الاستنزاف. وتعاني أغلب دول
المنطقة من عجز مائي نتيجة الظروف التي تمرّ بها من تغيّرات وتتالي
سنوات الجفاف.
وفي
هذا الإطار ذكر معاون مدير الهيئة العامة للموارد المائية الدكتور باسل
كمال الدين أن حصة الفرد في سورية من المياه تبلغ بحدود 700 م3/ السنة، وهي
دون عتبة الفقر المائي وفق المعيار الذي تمّ تحديده من قبل الأمم المتحدة
الذي يعتبر حصة الفرد من المياه الجوفية والسطحية 1000 م3/ في السنة.
وحول
أهم المشاريع لدى الهيئة لرفع حصة الفرد من المياه، ذكر كمال الدين أن هناك عدداً من المشاريع الاستراتيجية التي تتمّ دراستها من
قبل الوزارة لرفع نسبة حصة الفرد من المياه والاستفادة القصوى من الموارد
المائية، منها تحلية مياه البحر والاستفادة من مياه الصرف الصحي، كما تقوم
الهيئة العامة للموارد المائية بتنفيذ عدد من المشاريع ضمن مشروع حصاد
المياه الذي يعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية التي تقوم بها الوزارة
ممثلة بالهيئة العامة للموارد المائية في تنظيم المياه والاستفادة من كلّ
قطرة ماء تهطل على القطر، وذلك عن طريق إنشاء السدود والسدات المائية
والحفائر والخزانات، إلى جانب إنشاء عدد من هذه المنشآت لمختلف الأغراض
(شرب، ري، درء فيضان)، مؤكداً أنه يتمّ حالياً العمل على تنفيذ 3 سدود هي
برادون وفاقي حسن في محافظة اللاذقية، والبلوطة في محافظة طرطوس، كما تمّ
تنفيذ عدد من السدات المائية في اللاذقية وطرطوس والسويداء، ويتمّ العمل
على تنفيذ 6 سدات مائية في اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، وتم تنفيذ 3 خزانات
مائية بيتونية في منطقة القدموس التي تعاني من العطش الشديد في فترة
الصيف، بالإضافة إلى الرامات التي يتمّ تنفيذها من قبل المديريات بكوادرها
وآلياتها الهندسية، كما قامت الهيئة بإعادة تأهيل عدد من المشاريع التي تمّ
تخريبها وتدميرها من قبل العصابات الإرهابية المسلحة في كافة المناطق التي
تمّ تحريرها بجهود بواسل أبطالنا في الجيش العربي السوري وإعادة الحياة
إلى تلك المناطق التي دمّرها الإرهاب.
وذكر
كمال الدين أن عدد السدات المائية المنفذة الموجودة في المحافظات 19 سدة
في اللاذقية وطرطوس والسويداء، وعدد السدات قيد التنفيذ 6 سدات مائية في
محافظات طرطوس واللاذقية وحماة وحمص، وهناك عدد من السدات المائية المدروسة
وجاهزة للتنفيذ وفق خطة الهيئة العامة للموارد المائية. وبيّن كمال الدين
أن الهيئة تقوم أيضاً بتأمين مصادر بديلة عن طريق معالجة مياه الصرف الصحي
والصناعي قبل صرفها إلى المجاري المائية، وذلك بهدف استخدامها في الري
الزراعي كمصدر إضافي وحماية الموارد المائية من التلوث، بحيث تولي الهيئة
اهتماماً كبيراً بمراقبة نوعية المياه وحمايتها من التلوث، واتخاذ كافة
الإجراءات الممكنة للمحافظة على سلامة الموارد المائية، وتحسين وضع المصادر
المائية التي أصابها التلوث، كما تقوم بتحديد نطاقات حماية للينابيع
وبحيرات السدود يمنع ضمنها كافة النشاطات المسبّبة للتلوث، بهدف تأمين
استدامة هذه المصادر وصلاحيتها للاستخدامات المختلفة، مؤكداً أن الوزارة
قامت بتنفيذ عدد من مشاريع الري على المياه المعالجة، منها مشروع إعادة
استخدام مياه المعالجة من الصرف الصحي في ري أراضي غوطة دمشق الذي يهدف
بشكل رئيسي إلى منع تلوث مياه نهر بردى وري مساحة 18774 هكتاراً، وتمّت
المباشرة باستثمار المشروع عام 1998 ولكن بدأ المشروع بالتأثر بالأزمة في
سورية من بداية عام 2012 وتوقف بشكل كامل في الشهر الرابع من عام 2013
نتيجة سيطرة المجموعات المسلحة على منطقة المشروع، وبعد تحرير المنطقة تمّ
المباشرة بإعادة تأهيل المشروع (/4/ محطات ضخ: المحطة الأولى+ محطتي ضخ
الريحان 2، 3+ محطة ضخ الشيفونية، القناة الرئيسية MC والأقنية الفرعية PC1
; PC2 ; PC3 ; PC4)، من أجل إعادة المساحات المروية إلى الاستثمار، وتمّ
إعادة تأهيل المحطة الأولى في عدرا، ومحطتي ضخ الريحان الثانية والثالثة،
وإعادة تأهيل القناة الرئيسية MC، وإعادة تأهيل أقنية PC1 , 2PC , PC3،
وبالتالي تمّ إعادة إدخال مساحة بحدود /15000/ هكتار في الاستثمار.