سيرياستيبس :
ارتفعت
أسعار العسل في الآونة الأخيرة إلى الحدّ الذي جعلها مادة خاصة لفئة
معيّنة تمتلك القدرة على شرائها، حيث تجاوز سعر الكيلو حاجز الـ ٣٥٠ ألف
ليرة، وذلك تبعاً لنوعه ومدى نقائه، وفقاً لما أكده ياسر، أحد مربي النحل
في اللاذقية، مشيراً إلى أن العسل، كغيره من المواد الغذائية، شهد ارتفاعاً
كبيراً في السعر.
ومع
ذلك، فإن تربية النحل لم تعد تحقّق للمربين الريعية الربحية المرجوة، وذلك
بسبب ارتفاع أسعار تكاليف ومستلزمات الإنتاج في السوق المحلية، وخاصة مع
وصول سعر كيلو التغذية الشتوي (كاندي) و10 إطارات من الخشب ومثلها من
الشمع، مع صندوق خشبي إلى نحو 800 ألف ليرة، وسعر العاسلة “الصندوق المخصّص
للعسل” إلى نحو 200 ألف ليرة، ناهيك عن تكاليف الشرائح المخصّصة لمكافحة
آفة “الفاروا”، والتي وصل سعرها إلى نحو 80 ألف ليرة للشريحة الواحدة، كما
أنها مفقودة حالياً في كلّ الأسواق المحلية، إضافةً إلى أن خلايا النحل
تفتقد المراعي المروية مثل “اليانسون وحبة البركة وعباد الشمس” التي تتغذى
عليها والأشجار المثمرة، وخاصة بعد تعرّض عشرات آلاف الهكتارات للحرائق،
عدا عن تعرّضها للتسمّم في كثير من الأحيان، بسبب استخدام المزارعين
للمبيدات الحشرية، وما زاد الطين بلة هو الخطر الذي ما زال يشكله الدبور
الأصفر والأحمر على هذه الخلايا، وتعرّض خلايا المربين إلى السرقة، وخاصة
عند ترحيلها إلى مناطق مختلفة لجمع الرحيق.
من
جانبها، المهندسة إيمان رستم، رئيسة دائرة النحل والحرير في وزارة
الزراعة، أشارت في حديث لـ “البعث” إلى أن وضع التربية لهذا الموسم من
ناحية الإنتاج جيد إذا ما قورن بالسنوات السابقة، وخاصة خلال الموسم
الخريفي الذي كان أفضل من الموسم الربيعي. ووفقاً لآخر إحصائيات الوزارة
فقد بلغ إجمالي عدد خلايا النحل (البلدية والحديثة) ٥٥٩٧٣٨، وبلغت كمية
الإنتاج نحو ٣٨٤٦ طناً، منوهةً بأن هذا العدد من الخلايا والإنتاج هو
الأعلى مقارنة بالسنوات العشر السابقة، كما لفتت إلى أنه رغم زيادة الإنتاج
إلا أن تربية النحل تعاني من تراجع في أعداد المربين، وخاصة خلال العشر
سنوات الأخيرة، وذلك بسبب خروج مساحات واسعة من المراعي النحلية عن
السيطرة، وصعوبة الوصول إليها، إضافةً إلى ضعف القوة الشرائية وانخفاض
الطلب على العسل ومنتجاته وهجرة العديد من المربين، وخاصة أصحاب الخبرات
العالية في هذا القطاع، إضافةً إلى عدم وجود قنوات لتصريف المنتجات، وغياب
الأسواق التنافسية نتيجة الأوضاع الاقتصادية والحصار، كذلك تأثيرات
التغيّرات المناخية الحادة، وتفشي آفات النحل، وانتشار المواد مجهولة
المصدر في الأسواق، وانتشار الحرائق التي أدّت إلى نفوق أعداد كبيرة من
خلايا النحل في المواقع التي تعرّضت للحريق الحراجي والزراعي، وفقدان
المربين للخلايا والموسم الإنتاج.
وأشارت
رستم إلى أن الوزارة أصدرت عدة توجيهات لاتخاذ جميع الإجراءات الممكنة
للحدّ من الأضرار الناجمة والتعويض على المتضررين إثر حدوث الخسائر لديهم،
وخاصة بعد الحرائق. ونوهت رستم بأن قطاع التربية يلقى الاهتمام الكبير
والشامل من قبل الوزارة عن طريق طرح برامج تحسين وتطوير السلالة المحلية،
وتأمين البنى التحتية، وتنظيم المراعي، وجميع الخدمات الإرشادية والزراعية،
إضافة إلى تطوير الصناعة لترقى إلى مستوى التصدير والمنافسة الخارجية
وتشجيع الاستثمار.