سيرياستيبس :
كتب الاعلامي قسيم دحدل :
من نكد مهنة المتاعب أن يجد الصحفي نفسه وهو في خضم محاولات المشاركة
والبحث في قضية مهمّة جداً، كالأمن الغذائي المرتبط عضوياً بالإنتاج
الزراعي، أمام مسؤولين وقياديين في القطاع الزراعي، كلما سألهم عن أمر، لا
يجد عندهم ما يدعم أو يفنّد أو يُفحم، حتى في المعلومة التي من المفترض أن
يمتلكوها وتكون من صلب عملهم، لا بل من ضمن المقترحات التي يقدّمونها
للحكومة!.
أي مسؤول هذا الذي يتهرّب بحجة عدم التذكّر، وأن المعلومة ليست لدية وأنها
في مكان آخر، علماً أنه يترأس الجهة التي كانت قدّمت المعلومة ضمن مقترح
للحكومة، وهذا المقترح تمّت الموافقة عليه وأُعلن عنه..؟! ممّ يتخوّف هذا
المسؤول والمعلومات المطلوبة ليس فيها شيء من الممنوع نشره والمحرّم الكشف
عنه، أي لا يترتب على إعطائها للإعلام أية تبعات قد تعرِّضه للمساءلة ولا
حتى للعتب؟ وعليه كيف نثق بأمثاله في إدارة ما يمثل، وهو غير قادر على
تحمّل مسؤولية الإدلاء بدلوه في قضية اقتصادية، مفضلاً النأي بالنفس عن أمر
ليس فيه ما يمسّ كرسيه!
هذه
الحالة من اللا وزن واللا فائدة وهذه الطاقة السلبية وعدم التعاون والوضوح
والشفافية، و.. و.. عند هذا المسؤول، كيف ستنتج المُغاير؟ وكيف ستمكّن
الوطن والمواطن من مواجهة الواقع الحالي ومفرزاته، في وقت يدّعي أننا كلنا
في قارب واحد، وعلى الكل أن يتحمّل مسؤولية إنقاذه من الغرق؟! وإلى متى
سنظل نعاني من هذه العقلية المنكفئة على نفسها غير المبادرة ولا المُساعدة؟
وإلى متى ستظلّ هذه الشخصية المتردّدة جاثمة على كرسيها، تدّعي الإدارة
لكنها لا تمتلك الإرادة؟!
ليس
أخيراً.. نخاطب عناية الرأي الذي قد يتساءل عن ذلك المسؤول، وتلك الشخصية:
لماذا لم نكشف عنها؟ ليس المهمّ الاسم، لأن الحالة لم تعد موضوعاً مرتبطاً
بفرد أو شركة أو مؤسسة أو وزارة، بل أصبحت قضية، الكيّ فيها واجب وضرورة.