سيرياستيبس :
عندما سألنا أحد اللحامين : هل من المعقول أن كيلو الغنم صار ب 24 الف ليرة فعلاً ؟ ..
كان جوابه نعم والخير لقدام .. وأردف قائلا : لايوجد خراف للذبح لقد بتنا نواجه خطر الاغلاق .. فلا الناس معها لتشتري ومسألة الحصول على خروف للذبح صار أمراً صعباَ للغاية ؟ .. سألته هل هناك تهريب ..
فقال لي لا .. لا أحد يريد البيع كله ينتظر أن يرتفع الثمن الى مستويات أعلى , بمعنى المربون يحتكرون أغنامهم فهي اليوم استثمار مجز .. عدت وسألته ولكن كل يوم نسمع عن مشاكل المربين بسبب ارتفاع أسعار العلف ..
فرد قائلا : كان الأمر في البداية , أما اليوم من لديه خروف يحتكره أو يبيعه بثمن خيالي وهذا يعني ان الذبح لم يعد مجدياً لأنّ المادة تواجه الكساد والناس لن تشتري ولا حتى نص أوقية ؟ ما لفت نظري هوقول اللحام أنّ الكثيرين يلجأون هذه الأيام الى قلب أموالهم إلى أغنام وأبقار وحتى ماعز , بمعنى أنّه يحافظ على قيمة أمواله عبر شراءحيوانات لأنهم على يقين أنّها ستربح بشكل مجزي .. ؟ لانعرف مدى صوابية استنتاج اللحام بأنّ الناس تدخر أموالها في الأغنام والابقار ولكن مانود قوله في هذه السطور هو التالي :
منذ قدومها والمسؤولين المعنيين في الحكومة الحالية يصرون على الاكتفاء بتوصيف مشكلة الثروة الحيوانية حتى ظهر مؤخراً وزير الزراعة وقال أنها مهددة بالانقراض حيث وفي ظل غياب أي تحرك لانقاذ هذه الثروة التي ترتبط بالأمن الغذائي للشعب السوري وحيث يبدو أننا نواجه أيضا انقراضا في الحلول ؟ ..
الشفافية مطلوبة ومهمة ولكن غير المطلوب وغير المهم هو الإصرار على الاكتفاء بتوصيف المشاكل وتكرارها ؟ .. كل الأسباب مجتمعة تبدو مقنعة بل هي مقنعة فعلا ,أمام ماتعاني منه الثروة الحيوانية في سورية والتي لطالما كانت أحد الاقطاب الرئيسية للأمن الغذائي وأحد موارد القطع الاجنبي قبل أن تصبح مستباحة من قبل المهربين بهذا الشكل المخيف ؟ . اليوم تبدو الحكومة الحالية والقادمة معنية بوضع الحلول والسير بها نحو الإنجاز على الأرض , بمعنى الانتقال من مرحلة التباكي والتوصيف والتبرير والشماعة الى مرحلة جديدة تبدو فيها الإجراءات أكثر مسؤولية اتجاه ثروة البلاد الحيوانية والعمل على اجتراح الحلول واتخاذ القرارات التي من شأنها النهوض بهذه الثروة من جديد, طبعاً لا أحد يقول أنّ الأمر مستحيل لأنّ الحلول ممكنة شرط أن تكون موضوعة من أصحاب الخبرة والقرار معاً وامتلاك القدر الكافي من المرونة لجعل القرارات قابلة للتحقق على أرض الواقع وبالشكل الذي يفرمل الانهيار الذي يواجه هذه الثروة والانتقال بها الى مرحلة التعافي . لايجوز ان يكون كل ها التشرذم في التعامل مع واقع الثروة الحيوانية وقد دخلت في مرحلة الخطر فعلا ولايجوز أن لانرى حلولا قوية منطقية ومتكاملة .. إنّ الاصرار على التوصيف واعتماد الحلول المنقوصة لن يبلسم ولن يعيد اللحوم الى موائد السورين , فمهربي العواس لن يتنازلوا عن حقهم المكتسب بتهريب العواس بشكل فوضوي الى الخليح . ومستوردي الأعلاف لن يتنازلون عن حقهم المكتسب بالاحتكار ونسف أي مستورد يدخل على خط الاعلاف .. والاسعار ستظل تحلق حتى يضطر معها اللحامون للاغلاق لأن لازبائن
وماذا بعد .. هل هناك من مسؤول اقتصادي في هذه الحكومة يقرا لنا في مستقبل الثروة الحيوانية وفي مستقبل كل القطاعات الاقتصادية وهل تم إعداد العدة لحمايتها ومنع تدهورها أكثر ..
أخيراً إنّ حكومة ترفع شعار الانتاج لايكون سلوكها على ما نراه ؟ وعدم ظهور حلول قوية لانقاذ الثروة الحيوانية هو فعل يعبر عن التقصير ويستوجب المُساءلة ؟
|