سيرياستيبس :
حالها تماماً كزيت الزيتون، لا بل يشبه جميع المواد الغذائية التي يرتفع سعرها بسبب التصدير، هذه المرة البطاطا التي وصل سعرها في الأسواق المحلية إلى 7 آلاف ليرة للكيلو الواحد، وكنوع من الإجراءات المعتادة وبعد أن يقع “الفأس بالرأس” ويرتفع سعر المادة في العلالي، تقرر إيقاف تصدير البطاطا لمدة شهر على أمل أن ينخفض سعرها، لكن يبقى السعر الذي من المفترض أن ينخفض على حاله وهذا بالطبع أفضل من أن يرتفع أكثر في حال قل العرض أكثر واستمر التصدير.
التصدير ليس السبب
«الرمد أفضل من العمى»، يقول عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه محمد
العقاد: على غير العادة هذا العام في مثل هذا الوقت أصدرت وزارة الاقتصاد
قراراً بإيقاف تصدير البطاطا من أول الشهر الجاري حتى نهايته، والسبب كما
أرجعه الى قلة ثمار البطاطا في موسم الصيف هذا العام، حيث وصل سعر كيلو
البطاطا إلى 7 آلاف ليرة، فعادة الدونم الواحد يعطي 5 أطنان من البطاطا لكن
العروة الصيفية الحالية لم تعط أكثر من 2 إلى 4 أطنان فقط، بسبب الحرارة
الكبيرة التي أثرت في ثمار البطاطا، ناهيك باختلاف إنتاجية ثمار البطاطا من
مزارع الى آخر حسب نسبة الاعتناء بالأسمدة والمبيدات الحشرية.
أقل من 25 طناً فقط يتم تصديرها كل يومين أو 3 أيام
ورأى العقاد أن قرار إيقاف التصدير “متل يلي عم يضحك على حاله” لا يسمن
ولا يغني من جوع، وإيقاف تصديره لن يخفض سعره، لكن لن يرفع سعره على أقل
تقدير، فما يتم تصديره لا يحكى بأمره فهو لا يتجاوز براداً أو اثنين أقل من
25 طناً فقط يتم تصديرها إلى الكويت والإمارات كل يومين أو 3 أيام، فهنالك
منافس قوي للبطاطا السورية في الأسواق الخارجية ألا وهو البطاطا المصرية.
وأكد العقاد أنه من المفترض أن يبدأ إنتاج العروة الخريفية مع بداية الشهر
المقبل، ومن المتوقع أن يكون إنتاجها وفيراً، حيث قام الفلاحون بزراعة
البطاطا بكميات كبيرة هذا الموسم بعد أن تحسن سعر البطاطا في السوق.
لا خيار آخر
رئيسة دائرة الخضراوات في مديرية الإنتاج النباتي رشا سكر أكدت أنه لم يكن
لدينا خيار آخر، ففي هذا الوقت من كل عام تحدث فترة انقطاع في موسم البطاطا
تؤدي الى قلة العرض في الأسواق وتالياً ارتفاع السعر، لذا نقوم بإيقاف
التصدير إلى حين بدء إنتاج العروة القادمة، على التوازي نقوم بفتح باب
التصدير عندما يكون الإنتاج في أوجه ويوجد فائض تصدير من أجل مساعدة الفلاح
وتأمين مستلزمات إنتاجه.
400 ألف طن إنتاج العروة الربيعية والصيفية هذا العام
وأشارت سكر إلى أن قرار إيقاف التصدير وفتحه لا يتم بشكل اعتباطي على
الإطلاق وإنما وفق دراسة وبناء على أرقام وإحصائيات من أجل إحداث توازن في
السوق المحلية، فالبطاطا مادة لا تقبل التخزين لفترات طويلة وتخزينها مكلف
للغاية.
وأكدت سكر عدم انخفاض المساحة المزروعة للبطاطا على الإطلاق فقد بلغت مساحة
العروة الربيعية والصيفية العام الماضي بحدود 14000 هكتار، في حين كانت
هذا العام 13500 هكتار، ووصلت المساحة المزروعة من العروة الخريفية لما
يقارب 8 آلاف هكتار، وبلغ إنتاج العروة الربيعية والصيفية هذا العام بحدود
400 ألف طن، بينما كان إنتاجها العام الماضي 390 ألف طن، في حين وصل إنتاج
العروة الخريفية العام الماضي لحوالي 180 ألف طن .
تشرين