سيرياستيبس :
اعتادت المكسرات أن تكون رفيقة مائدة الاحتفال بعيد رأس السنة، إلا أنها
هذا العام باتت من منسيات الكثير من الأسر السورية بسبب الارتفاع غير
المسبوق لأسعارها عشية العيد.
واقتصر حضورها على شراء أنواع معينة منها، وعلى شريحة دون أخرى، فتزيين
الموائد بها ودخول أصناف منها في تصنيع الحلويات، كل ذلك دفع بتجارها لرفع
الأسعار بعد حالة من الركود التي أصابت هذه المادة الغذائية المهمة.
الارتفاع ٧٠%..
وبحسب مراقبين فقد ارتفعت أسعار الموالح والمكسرات بنسبة ٧٠% من بداية العام وحتى اليوم.
وتحدث عدد من المواطنين لـ “الثورة” فقال أحمد من ذوي الدخل المحدود: خرجت هذه المادة من قائمة مشترياتي.
وأما أم يحيى فتقول :كنت أشتري المكسرات كاللوز والجوز بالكيلو من الحبات
الكاملة وأستعملها بالطبخ والحلويات لكن الآن أشتري المبروش من أنواعها وهو
أقل تكلفة.
لكن السيدة نغم تحدثت: لا أستطيع الاستغناء عن الموالح ولكني أصبحت أشتري بكمية ربع وقية بشكل متقطع بين فترة وأخرى.
ارتفاع سعر الصرف
عبد الخالق أحد أصحاب محال بيع الموالح والمكسرات قال عن سبب الارتفاع
بالأسعار :إن ارتفاع الأسعار متعلق بارتفاع سعر الصرف وتذبذبه.. كما تلعب
إعادة التنقية والتحميص للمنتج المحلي منها دوراً في ارتفاع أسعارها، ناهيك
عن أن النوع الطازج منها له سعره أيضاً.
متابعاً: كما أن ارتباط وارتفاع أسعار المكسرات يعود إلى الاستيراد من بلد المنشأ والتي ارتفعت أسعارها هي الأخرى.
ومن يجول على محال المحامص في أسواق مدينة دمشق وريفها يلاحظ اختلافا
بالأسعار بين محل وآخر حسب الموقع وشهرة وضريبة المحل، إضافة لمظاهر بيعها
بالعراء، والتلاعب بطريقة بيعها والغش بزيادة الملح عليها حتى يزيد وزنها،
ولها سعرها أيضاً الذي يناسب شريحة معينة وتحتاج إلى تكثيف المزيد من
الرقابة للتأكد من طريقة حفظها وعدم تعرضها للتلف.
وأما الأسعار تحددها جودة المنتج، ووصل سعر كيلو ما يسمى بالبذار السوداء
البلدية مابين ٤٠-٥٠ ألف ليرة للكيلو الواحد، وكيلو بذار دوار الشمس مابين
من ٦٠-٦٥ألف ليرة، وأما الكيلو من الأبيض فقد تجاوز ال١١٠آلاف فيما وصل
كيلو الفستق مابين ٧٠-٧٥ألف ليرة وتجاوز سعر كيلو الفستق الحلبي ال٢٥٠ألف
ليرة، وكيلو الجوز البلدي أكثر من ١٠٠ألف ليرة، ووصل سعر كيلو الكاجو إلى
٢٥٠ألف ليرة سورية.. أما الوقية من أنواع المقرمشات فتراوحت مابين ٢٥-٣٠
ألف ليرة.
ضبط الأسعار..
رئيس الجمعية الحرفية للمحامص والموالح بدمشق عمر حمود تحدث لـ “الثورة” عن
سبب ارتفاع أسعار الموالح والمكسرات، مبيناً أن ارتفاع أسعار المحروقات
وعدم حصول الحرفي على الكميات الكافية منها بالسعر المدعوم (كالمازوت
مثلاً) وانقطاع الكهرباء وأجور النقل، كل هذه العوامل تؤدي لرفع
الأسعار،ولكن يجب أن تكون بحدود مقبولة بعيداً عن الجشع من قبل البعض.
مضيفاً: لقد طرحنا فكرة إصدار بيان تكلفة من قبل الجمعية الحرفية وذلك
لإصدار نشرة سعرية موحدة تساهم في ضبط أسعار الموالح والمكسرات، وننتظر
تطبيقها على أرض الواقع.
وطالب حمود بعودة استيراد عدد من الأصناف كالكاجو والبندق واللوز، وهذا يساهم في ضبط سعر الموالح والمكسرات.
وحول آلية العمل التي تقوم بها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك
لضبط أسعار الموالح والمكسرات، أوضح مصدر في الوزارة أن الآلية تتم عن طريق
تشديد الرقابة على الأسواق بهدف متابعة ضبط الأسعار ولجميع المواد والسلع
خاصة لبعض السلع التي يتم تبديل سعرها ومنع الغش والتدليس والاحتكار
والتلاعب بالأسعار لأي سبب يهدف لاستغلال المستهلك.