ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:17/11/2024 | SYR: 01:39 | 17/11/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 الزيوت النباتية.. تعدد الوسطاء والتهبت الأسعار..
18/01/2024      


 


سيرياستيبس :

سجلت أسعار الزيوت النباتية خلال الأعوام السابقة ارتفاعات متتالية لتصل إلى مستويات قياسية في سورية، حيث يباع ليتر زيت دوار الشمس في الأسواق المحلية بسعر يتراوح بين ٢٥ و٢٨ ألف ليرة حسب الماركة، ويباع عبر البطاقة الإلكترونية بحسب نشرة أسعار السورية للتجارة الصادرة مؤخراً بسعر ٢٢،٥٠٠ ليرة، وذلك على الرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة من تمويل بالقطع الأجنبي وغيره من الإجراءات لاستيراد الزيت الخامي.
تحكم المستوردين
وأرجعت مصادر تحدثت لصحيفة “الثورة”، الارتفاعات المتتالية لأسعار الزيوت محلياً إلى عدة أسباب تمثلت بالانخفاضات المتتالية لسعر صرف الليرة أمام الدولار، ونقص الخامات وارتفاع أسعارها عالمياً، إضافة إلى كثرة الوسطاء وتحكم المستوردين في أسعار كميات الزيوت الخام المفرج عنها، حيث أن شركات الزيوت المحلية تعمل على تكرير وتعبئة الزيت الخامي المستورد باستثناء شركات زيوت القطن التي تقوم بعملية الإنتاج كاملة من عصر البذور حتى تصبح زيتاً.
إذاً أمام هذا الواقع وفي إطار التوجه العام للدولة للنهوض بقطاع الصناعات الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيض فاتورة الاستيراد، لماذا لم يتم الاستغناء عن استيراد الزيوت النباتية الخام (دوار الشمس – الذرة – الصويا….) والعمل على عصرها وتصنيعها محلياً، وأين تقف جهات القطاع العام من ذلك؟

غير مجدية
سؤالان من بين عدة أسئلة أخرى وجهتها صحيفة الثورة للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية كونها إحدى الجهات المعنية بتأمين السلع الغذائية التي تلبي حاجة المواطنين بالجودة والسعر المناسب ويتبع لها شركتين لتصنيع الزيوت (حلب- حماة)، لتبين المؤسسة في ردها أن صناعة الزيوت النباتية من أنواع (دوار الشمس- الذرة) غير مجدية من الناحية الاقتصادية لسببين يتعلق الأول بنوع المادة المزروعة حيث أن معظم الأنواع المزروعة من مادة الذرة إما علفية أو للطعام ونسبة الزيت الخامي فيها منخفضة وبالنسبة لدوار الشمس فالأنواع المزروعة منها ليست زيتية ومردودها منخفض إضافة إلى أن مادة الكسبة الناتجة منها لا تتحمل فترات تخزين طويلة.


خطوط إنتاج
والسبب الثاني بحسب المؤسسة يعود إلى أن خطوط الإنتاج في شركتي زيوت حلب وحماة مخصصة لعصر وتكرير زيت بذور القطن فقط ولا يمكن استخدامها في عصر الأنواع الأخرى من البذور، وبالتالي لكي تستطيع هذه الشركات إنتاج الزيوت النباتية من بذور دوار الشمس أو الذرة وغيرها فهي بحاجة لشراء خطوط إنتاج كاملة ومستقلة عن خطوط الإنتاج المشغلة حالياً.
وهنا نشير إلى أن كمية الإنتاج الفعلية من مادة زيت القطن المكرر في شركات زيوت حلب وحماه قد انخفضت بشكل كبير عن الكميات المخطط لها خلال الأعوام الماضية وذلك يعود بحسب رد المؤسسة الغذائية إلى محدودية كميات بذور القطن الموردة من قبل المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان.
ونوهت الغذائية بأنه تم إعداد دراسة لتجهيز خط تكرير زيت دوار الشمس الخام وإدراج المشروع في الخطة الاستثمارية للعام ٢٠٢٤ في شركة زيوت حلب، كما تم إدراج قسم إزالة الشموع في الخطة الاستثمارية لشركة زيوت حماة وبعد تنفيذه تصبح الشركة جاهزة لتكرير زيت دوار الشمس.

سلعة إستراتيجية
وحول ما سبق بين الخبير الاقتصادي فاخر قربي أن مؤسسة الصناعات الغذائية استسهلت في ردها وكأنها ترد ع “الماشي”، وعلى ما يبدو أنها لا تعلم أن صناعة إنتاج الزيوت النباتية تحتل أهمية قصوى لكونها سلعة من السلع الغذائية الإستراتيجية، وتستخدم في العديد من مجالات الحياة، وزيادة إنتاجها محلياً ستفيد في سد فجوة الطلب المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد بجانب إنتاج الكسب (المواد المتبقية بعد استخلاص الزيت) لأغراض العلائق الحيوانية، والتخلص من سيطرة الشركات الاحتكارية العالمية وتذبذب الأسعار لكون فاتورة الدعم أقل من فاتورة الاستيراد.
واعتقد الخبير الاقتصادي أن زراعة المواد الأولية كعباد الشمس والذرة الزيتية ليست مستحيلة، وهذا يتحقق من خلال توفير مقوماتها ودعم الفلاحين وتسويق المحاصيل بأسعار تشجيعية.
الاكتفاء الذاتي
وأضاف قربي أنه من الضروري تطوير قطاع الصناعات الغذائية كونه عنصراً داعماً ومحفزاً لتطوير القطاع الزراعي وركناً أساسياً في تحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي وكون عمل القطاع الزراعي والصناعي مترابطين ومنسجمين مع بعضهم البعض، وتصويب عمل المؤسسة العامة للصناعات الغذائية لتكون أداة تنموية حقيقية تؤمن السلع الغذائية التي تلبي حاجة المواطنين بالجودة والسعر المناسب، انطلاقاً من الإصرار الحكومي على استثمار كافة الموارد المحلية وصولاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

أسعار مجدية
من جهته الخبير الزراعي أكرم عفيف بين أن كلام المؤسسة العامة للصناعات الغذائية مردود عليها وهو غير دقيق، موضحاً أن سورية تعرضت لهذا الأمر خلال أزمة الثمانينيات وكان هناك صعوبة في تأمين الزيوت النباتية إلا أنه تم طرح قضية الاكتفاء الذاتي ووضع سياسة تسعير مجدية للفلاح حيث زرع عباد الشمس الزيتي على مساحات جيدة، وكان محصوله يسلم في مراكز الأعلاف والحبوب ويتم تصنيعه واستخراج زيت دوار الشمس السوري ولم نكن بحاجة لاستيراده.

موسم تحميلي
وأضاف: إنه ليس من الصعوبة زراعة هذه الأنواع من المحاصيل كعباد الشمس الزيتي أو الذرة الآن وخاصة أن هذين المحصولين يزرعان كموسم تحميلي أي بعد انتهاء موسم القمح، وبالتالي زراعتهما غير مستحيلة وسهلة.
أما بالنسبة لما قالته “الغذائية” حول عدم تحمل مادة الكسبة الناتجة عن عصر بذور عباد الشمس فترات تخزين طويلة، قال عفيف: هذا الكلام خاطئ فالكسبة كانت تخزن سابقاً ولفترات طويلة والموضوع كله عبارة عن عمليات تخزين.
لمصلحة المستوردين
ولفت عفيف إلى أن المشكلة لا تكمن في المكان الذي وصفته المؤسسة العامة للصناعات الغذائية إنما في سياسة تسعير المحاصيل الزراعية، فتكلفة الإنتاج الزراعي في سورية هي الأعلى في العالم، حيث أن الفلاح يشتري أغلب مستلزماته (البنزين والمازوت وغيرها) من السوق السوداء لأن الكميات التي يستلمها غير كافية، ما أدى إلى انهيار قطاع الإنتاج الزراعي.
واعتبر الخبير الزراعي أن هذا العمل ممهنج لأن ما يحصل في سورية هو إيقاف عمل المنتجين لمصحلة المستوردين وهذه القضية واضحة كضوء الشمس ولا لبس فيها فالمستورد يريد أن يستورد وليس من مصلحته أن يتم الإنتاج محلياً.

جالك وهبة - الثورة


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق