سيرياستيبس :
محمد العمر :
رغم انخفاض مبيعات أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية، وضعف
استهلاكها من قبل المواطن، إلا أن الأسعار بقيت مستمرة بالارتفاع، خاصة
وأنها قفزت، في العام الجديد، حسب مراقبين، بأكثر من 20 بالمئة، وقد تزامنت
هذه الارتفاعات مع فتح باب التصدير لذكور الأغنام، ما جعل المستفيدين
يتخذونها شماعة في لهيب الأسعار الحالي، ليصاحب هذه الارتفاعات تضخم كبير
في كافة المواد الغذائية، في ظل قدرة شرائية ضعيفة وقلة بالدخل، لاستهلاك
اللحوم التي باتت مع مثيلاتها من المواد الغذائية الدسمة، بحكم المستبعدة
عن الموائد.
أصلا مرتفعة!
أحد اللحامين في سوق اللحوم بالزبلطاني أكد أن الأسعار كانت
مرتفعة أساساً قبل قرار فتح التصدير، لكن مع السماح بتصدير الأغنام، تضاعفت
الأسعار أكثر من السابق، مبيناً أن كيلو الخروف القائم كان 45 ألفاً قبل
القرار، ثم ارتفع إلى 55 ألفاً قبل أسبوع من نهاية العام، ليصل إلى ٦٨ ألف
ليرة حالياً، وأكثر في بعض المناطق، لافتاً إلى انخفاض المبيعات بشكل لا
يتصوّر جراء هذا الارتفاع بعد أن كانت الأسواق مقبولة نوعاً ما، العام
الماضي، أما اليوم فالأسواق مصفرة من الناس، وبالكاد يتمّ بيع بضع كيلو
غرامات من اللحوم يومياً، لتستحوذ الأجور والرسوم والضرائب وأجرة المحل على
نسبة كبيرة من الإيرادات.
قصاب آخر في سوق المرجة أشار إلى أن الأسعار ترتفع بشكل متواصل بعد
ارتفاع سعر الصرف، وتأثيره على الأعلاف والمحروقات، فأقل سعر كيلو غنم حيّ
اليوم في السوق – حسب قوله – يصل إلى أرقام 150 ألف ليرة للحوم المسوفة
التي هي بنسبة دهون 50 بالمئة، أما كيلو الغنم المسوف بنسبة 25 بالمئة
دهون، فيباع بحدود 185 ألفاً، في حين أن كيلو هبرة الغنم من دون دهون، يباع
بحدود 220 ألفاً، أما كيلو العجل المسوف فيباع بحدود 95 ألف ليرة، وكيلو
هبرة العجل من دون دهون يباع بحدود 155 ألف ليرة.
ومن ناحية المربين، ليس الأمر مختلفاً، إذ يؤكدون حول الارتفاعات بأسعار
الأغنام، أن التكاليف والمستلزمات، مثل الأعلاف والدواء البيطري وأجور
النقل والشحن وأجرة الذبح، باتت بأسعار قياسية ووصلت إلى أربعة أضعاف
الفترة الماضية، أي قبل عدة شهور. ولفت البعض منهم إلى أن الأسواق كانت
تنتظر موسم الأمطار وتأثيرها على تحسّن المراعي للتخفيف من استهلاك
الأعلاف، لكن لم يتغيّر شيء، وبقيت الأسعار مرتفعة، حيث وصل سعر البقرة
اليوم إلى 60 مليون ليرة سورية، بعد أن كانت أقل من 25 مليوناً أول العام
الماضي.
بدوره رئيس جمعية اللحامين محمد يحيى الخن لم يخفِ حقيقة أن الارتفاع
الحاصل بالأسعار أثّر على حجم البيع عند أغلب القصابين، حيث يرجع ارتفاع
اللحوم، حسب قوله، إلى عاملين: قلة العرض تزامناً مع بداية مرحلة التزاوج
الانتقالية للأغنام، ومرورها في فترة الحمل والولادة التي تستمر لثلاثة
شهور، وفتح باب التصدير لأغنام الذكور الذي ضاعف من السعر بهذه الفترة
المهمّة من المرحلة الانتقالية، ليعلب هذان العاملان ببداية السنة الجديدة،
دوراً بارزاً في زيادة السعر، مشيراً إلى أن مجمل المبيعات يعدّ منخفضاً،
ويكاد القصاب يحصل يومه، بعد ارتفاع أسعار الخدمات والتكاليف عليه،
فالأسعار ليست ثابتة، وهي تتغيّر حسب قوة العرض والطلب، ومن خلال الحاجة
لها بالمناسبات والأعياد، أو ازدياد الحاجة من المطاعم والمنشآت السياحية.
ووفق الخن، يعتبر العام الماضي، أفضل من العام الذي سبقه من حيث عدد
الذبائح بعد أن وصل عام 2023 إلى 700 رأس غنم، وأكثر من 30 رأس عجل، لكن
اليوم، وبقلة العرض تصل الذبائح إلى 500 بالمسلخ.