سيرياستيبس
محمد العمر :
شهدت الأسواق في الفترة الماضية انخفاضات بأسعار المنتجات والمواد
السلعية بعد تحسّن قوة الليرة بشكل ملموس نتيجة الإجراءات الأخيرة التي قام
بها البنك المركزي، وكان لها تأثيرها الواضح على استقرار الأسعار، وخاصة
الزيوت والسمون والسكر، مع انخفاض طفيف في أسعار الحبوب. ولعلّ سبب ذلك
يرجع، حسب قول التجار، إلى انخفاض الكلف قليلاً، ما انعكس إيجاباً على
أسعار المواد لتصبّ في مصلحة المواطن بالنهاية.
عضو في غرفة صناعة دمشق وريفها أكد : أن إجراءات البنك المركزي
كانت جيدة في ضبط السوق، بعدما قارب سعر دولار الحوالات السعر الرسمي
لاستقطاب أكبر كمية ممكنة من القطع الأجنبي، خاصة في شهر رمضان المبارك،
فضلاً عن تقارب سعر المنصة مع سعر السوق.
وبيّن عضو غرفة الصناعة أن الأسواق بدأت بالاستقرار بعدما لمست انخفاضاً في
أسعار المنتجات، وخاصة مع بدء قدوم التوريدات الجديدة من المواد الأولية
التي تدخل في الصناعة بسبب تحسّن سعر الصرف من جهة، وانخفاض أجور الشحن
والتأمين البحري التي طرأت مؤخراً بسبب التطورات الجيوسياسية في المنطقة،
متوقعاً بعد خطوات المركزي تقارب سعر الحوالات مع السوق الموازية، أن تتجه
الأسواق نحو الانخفاض خلال الأيام القليلة القادمة، وسيؤدي ذلك الى تحسّن
الأسواق بشكل جيد.
اطمئنان
بدوره عضو غرفة تجارة دمشق، محمد الحلاق، أكد أن ما يشكل عامل اطمئنان أن
الأسواق اليوم لا تعاني من نقص السلع والمواد، فهي موجودة ومتوفرة، حسب
قوله، وساعد في توفيرها إزالة العقبات أمام الشحن ونقل البضاعة خلال مرورها
بالبحر الأحمر، مشيراً إلى أن الاستهلاك يزداد في هذه الأشهر، خاصة في
رمضان، ما يحرك الأسواق ويجعل الطلب أكثر، لكن عدم تناسب القدرة الشرائية
للمواطن مع الأسعار المرتفعة في ظل تدني الدخل هو ما يسبّب الخلل، في وقت
تكون الأسعار طبيعية نتيجة ارتفاع التكاليف في موادها الأولية وارتفاع رسوم
شحنها ونقلها.
ودللّ الحلاق على ذلك بقدرة المجمعات والأسواق الخيرية في تقديم أسعار
مخفضة، بنسب تختلف حسب نوع السلعة وخصوصيتها، فضلاً عن الجمعيات بدورها
الإنساني لمساعدة المحتاجين في شهر رمضان الكريم.
رئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها، عبد العزيز المعقالي، أكد أن
الأسواق استقرت مؤخراً بعد تحسّن الليرة السورية، مشدداً على ضرورة تفعيل
الرقابة بشكل أكبر والضرب بيد من حديد على كل مخالف وخاصة في شهر رمضان
المبارك.
وأشار المعقالي إلى توفر المواد بالأسواق ومن مختلف الأصناف، ولكن فوق قدرة
المواطن الذي بات دخله لا يساعده في المعيشة، وفي الوقت نفسه فإن تكاليف
السلع قد ارتفعت بشكل قياسي، لتشكل عامل ضغط على ذوي الدخل المنخفض في
مشترياته، لافتاً إلى أن التضخم سببه ارتفاع أسعار الكلفة الداخلية التي
أصبحت أسعارها تضاهي أسعار السلع المستوردة، الأمر الذي يزيد الأعباء على
المواطن بهذه الظروف.