سيرياستيبس :
دارين حسن :
عقبات
عديدة تقف في وجه مزارعي التبغ في محافظة طرطوس، لعلّ أبرزها الأسعار
المجحفة، والتي لا تتناسب مع التكلفة الحقيقية لإنتاج كيلو التبغ، إضافة
إلى صعوبة تأمين مياه الري وعدم توفر السماد الآزوتي، مع غياب الأدوية
الموثوقة والفعالة، علماً أن زراعة التبغ تعتبر مصدر رزق للعديد من الأسر
في جردي الدريكيش وصافيتا، إلا أن زراعتها تتركز في المناطق الجبلية الأكثر
فقراً في جرود القدموس والشيخ بدر وبانياس، حيث إن ٧٠% من سكان المناطق
الجبلية يعيشون على المحصول، ولاسيما أن زراعة التبغ مجدية وتحقّق مردوداً
مادياً جيداً وتشجع على التشبث بالأرض والاهتمام بها.
رئيسُ
اتحاد فلاحي طرطوس، فؤاد علوش، بيّن أن المساحات المزروعة بالتبغ على
مستوى المحافظة تصل إلى ٣٤٠٠ هكتار، معتبراً أن الأسعار التي وافقت عليها
رئاسة مجلس الوزراء غير عادلة، حيث سعّرت سعر الصنف الأول بـ ٣٢ ألف ليرة،
في حين أن سعره بالسوق بين ١٠٠ إلى ١٥٠ ألفاً، مطالباً بإنصاف الفلاحين بأن
يكون سعر الصنف الأول بين ٥٠ و٦٠ ألفاً، إضافة إلى دعم المزارعين
بمستلزمات الإنتاج، وأن يكون سعر الاستلام مجزياً حتى يحقق المزارع ريعية
ويبقى متمسكاً بأرضه.
رئيسُ
الرابطة الفلاحية في القدموس، هيثم سليمان، بيّن أن تكلفة إنتاج كيلو “شك
البنت” تصل إلى ٤٧ ألف ليرة، ويبيعه المزارع بالسوق الخاص بسعر ٢٠٠ ألف،
إضافة إلى رية بعد الزراعة ورية داعمة؛ ومع غياب مصادر الري يقوم المزارع
بتأمين المياه من خلال شراء مقطورة عشرين برميلاً بسعر ٤٠٠ ألف، ولاسيما أن
الدونم يحتاج إلى ٣ – ٤ مقطورات مياه، ما يرتب أعباء مادية كبيرة على
المزارع، كما أن الشتول تحتاج إلى العديد من الرشات لمكافحة البياض الزغبي
والصدأ وأمراض أخرى، ويبلغ متوسط إنتاج الدونم بين ٧٥ و١٢٥ كغ، ويتمّ تسليم
المادة للدولة اعتباراً من منتصف الشهر التاسع.
وأشار
سليمان إلى أن هناك طلباً على صنف “شك البنت”، إذ وصل سعر مبيع الكيلو منه
إلى ما يزيد عن ٢٠٠ ألف ليرة، وبالنظر إلى السعر الرائج وسعر الحكومة يقوم
المزارعون بالحفاظ على “الحدّ الأدنى” بعلاقتهم مع المؤسّسة بتسليم جزء من
الإنتاج وبيع الكميات المتبقية بالسعر الرائج.
ولفت
رئيس الرابطة إلى أن الكلفة الكبيرة والوقت الطويل لإنتاج صنف “شك البنت”
يحتاج إلى تحفيز الفلاحين ودعم المادة كونها تؤمّن دخلاً جيداً للاقتصاد،
إذ أن كلّ دونم من التبغ يحتاج إلى كيس سماد نوع يوريا بسعر ٦٥٠الى ٨٥٠
ألف ليرة، مشيراً إلى أن المؤسّسة لا تسمح بتزويد السماد الآزوتي لصنف “شك
البنت”، حيث حرمت كلّ مزارعي هذا الصنف في كلّ المناطق من سماد الآزوت،
كما يحتاج الدونم إلى كيس سوبر فوسفات “ترابي” بسعر ٣٠٠ ألف ليرة يتمّ
تسليمها عن طريق المصرف الزراعي، ونصف كغ مادة فطرية بسعر ٥٠ ألف ليرة،
ونصف ليتر مانع تبرعم بسعر ١٧٥ ألف ليرة، ويحتاج الدونم أيضاً بين ٥٠- ١٠٠
كيس سماد طبيعي، سعر الكيس منه ٢٠ ألفاً، إضافة إلى الأدوية والخيوط وأجور
النقل وأسعار المناشير.
ونوّه
سليمان بأنه ومع إصدار المرسوم الذي يسمح للقطاع الخاص بالاستثمار في
زراعة التبغ يأمل المزارعون أن يكون له مردود إيجابي، بما يساهم في تأمين
دخل يحقق استقرار السكان في المنطقة، وانطلاقاً من كون زراعة التبغ تشكل
مصدر دخل للعديد من الأسر في قطاع منطقة القدموس، إذ إن أكثر من ١١ ألف
عائلة تعمل بهذه الزراعة، فهي زراعة رئيسية واجتماعية في المنطقة نظراً
لتشاركية الأسرة في الإنتاج، وطالب رئيس الرابطة بتأمين الأسمدة والأدوية
الموثوقة، وتأمين مصادر مياه السقي والتوسّع في إحداث السدات المائية
واستثمار الهاطل المطري الذي يتجاوز ١٥٠٠ مم سنوياً وعدم ضياعه في الأودية
والسواقي والبحر.