ميس بركات- خاص لسيرياستيبس
:
لم يغب الموز بكافة أصنافه عن رفوف المحال التجارية والبسطات طوال الأشهر الماضية بأسعار وصلت اليوم إلى الخمسين ليرة للكيلو، بل إنه ب 55 ألف ليرة في السورية للتجارة , فعلى الرغم من استمرار العرف السنوي بدخول المادة بكميات كبيرة بشكل غير شرعي إلى البلد ناهيك عن زيادة زراعة وإنتاج محافظات الساحل لهذه الفاكهة خلال العام الحالي، إلّا أن تناولها بقي حكراً على مجتمع "الذوات" وبعيدة كل البعد عن مواطني الطبقات الأخرى الذين نسوا مذاقه المغطى بحجج مزارعي الموز بارتفاع تكاليف زراعة وأجور نقله بين المحافظات و ضعف القدرة الشرائية لجيبهم "المبخوش أساساً"، ومع دخولنا في الشهر العاشر بدأ مزارعو الموز والحمضيات على حد سواء بشكوى الخوف من الخسارة لاسيّما مع كساد الكثير من الموز الذي لا يحتمل التخزين في الكراتين أكثر من أيام في مستودعاتهم، وخوف مزارعي الحمضيات من ترك محصولهم على الشجر بعد منافسة الموز المستورد له ككل عام، ليناشد مزارعو المحصولين اللجنة الاقتصادية بعدم السماح بفتح باب استيراد الموز ككل عام مع بداية هذا الشهر وجرّهم لخسارة جديدة لم تكن في الحسبان، إلا أن عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه بدمشق محمد العقاد أكد لسيرياستيبس : عدم صدور أي قرار بهذا الموضوع حتى اليوم، لافتا إلى أن موضوع استيراد الموز هو قرار حكومي لا علاقة للتجار به، رغم أننا كتجار نأمل بصدوره في القريب كون أسعار المادة مرتفعة بشكل كبير والسماح باستيرادها سيخفّض السعر ويجعل الموز ينساب في السوق المحلية، ولم يخف العقاد أن وجود كمية كبيرة من الموز المهرّب في السوق المحلي إضافة إلى كميات من المادة ذات المنشأ المحلي وغير معدة للتصدير. في المقابل وجد الخبير التنموي أكرم عفيف لسيرياستيبس : أن استيراد الموز في موسم الحمضيات هو فهم خاطئ فاستيراد الموز يتم في موسم نضوجه من البلد المُصدّر له لا لأذى مزارعي الحمضيات في بلدنا، مشيراً إلى أن زراعة الموز المحلي هي زراعة ناجحة لسد حاجة السوق المحلية فقط، وقدّم عفيف مقترحاً بزيادة المساحات المزروعة بالموز بغرض انخفاض سعرها وجعل الفاكهة بمتناول الجميع اقتداء بدولة لبنان التي سبقتنا بأربعين سنة في هذه الزراعة والتي أثبتت نجاحها وبقيت لأعوام طويلة تصدّر لنا المادة، مشيراً إلى أن وجود المادة تهريباً سببه عدم كفاية الزراعة المحلية لسد حاجة السوق واستيرادها بالقطع الأجنبي يكلّف مبالغ كبيرة.
|