سيرياستيبس - خاص
كتب الاعلامي أسعد عبود
بالشكل الراهن ، لا يبدو أن ثمة مهتما او معنيا .. ! فإن وجد ، هو بلا شك خفي عن الأعين و الأذان .. و بالتالي تنحصر و تتقلص رؤيته مهما بلغت من المهارة و من النبل !!
تضغط الحياة بقوة على الناس و كل ما فيهم جسديا و عقليا و روحيا لتجعلهم يبعدون المسافة ذاتها عن الموت و عن الحياة .. رغم ذلك فإن السوريين أو - من بقي منهم - لا يتوقفون عن المحاولة .. ليس ذهنيا و فقط .. بل عمليا ايضا .. و اكثر منه ذهنيا .. الضغط على حياتهم لا يترك لأذهانهم حتى فرصة احلام اليقظة .. فإن فرغوا لذلك لبعض الوقت كانت أحلامهم تجارية ساذجة .. المال و الدولار و فقط .. احلامهم يرافقها الدولار .. و أسعاره ..
لكن .. رغم ذلك كله .. هم لا يتوقفون عن المواجهة بكل الأدوات المتاحة لهم .. فلا بد من رغيف الخبز ..
هذه المواجهة ، أو المواجهات ، تشكو العقم الجزئي .. فهي ابنة الماضي في أحسن الاحوال .. وإلى هنا أوصلنا الماضي .. فهل النتيجة جديرة أن تدفعنا لاقتفاء آثار الطريق ذاته و الخطوات نفسها ...؟؟
تعودنا منذ انهالت علينا الكارثة أن نقول : نعود ... و نعمرها . و نعيدها كما كانت .. و ذلك يضعنا امام مخاطر الفشل الدائم ..
نحن على مفترق طرق بمئات الاحتمالات .. بصورة رئيسية اما نأخذ من الماضي .. أو نستشرف المستقبل .. و لا أحد يخيرنا بين هذا وذاك .. أو يضعنا امام خيار ثالث .. إنما هي ارادة الحياة بمعنى رفض الموت ، تجعل مجمل الجهد الشعبي السوري بحثا عن الرغيف و تتابعها مرتهن للماضي بموجب الخبرة المتوفرة ..
هناك عمل شجاع يقوم به السوريون في محاولتهم الحياة في ظل الظروف القائمة .. عمل مقاد بخوف المصير .. وهو بالتأكيد ، هذا العمل الشعبي السوري ، محكوم بغياب الدولة .. و لو حضرت ممثلة بهذه الحكومة و هذه الادارة . لكانت الكارثة اشد و ادهى .. و لغياب اي جهة اهتمام جمعي علمي فني .. تختلط الأمور ببعضها و تتبع أمل للوصول الى سد الرمق بسرعة و بأسهل الطرق .. ما يدفع لجرأة القرار مع افتقاد الإحاطة بالنتائج الممكنة و التي كثيرا ما تأتي مفاجئة ..
لا شيء .. و لا احد يدعم عمل الناس و جرأة قرارهم بالمواجهة و رفض الموت .. كل يمضي على ما يتوقعه و يعرفه .. و دائما تفاجئ حساباته سياسة التسعير و الجباية و الفساد . و يستمر فقط لأنه شجاع و يرفض الموت ..
ثمن كيس السماد الأزوتي من زنة 50 كيلو غرام اليوم 600 ألف ليرة ..
ما العمل ؟
ما العمل بالنسبة لمواطن شجاع اختار أن يزرع ارضه في الظروف الراهنة .. ؟ يتوقف عن زراعتها ؟! و من اين يعيش .. ؟
تقول الزراعة العلمية الاقتصادية : أن كل دولار يوضع في تسميد ارض تحتاجه يصل مردوده إلى اربعة دولارات .. لكن الزراعة عندنا و الاشراف عليها لا يتحمل كلمة دولار الا و يمتشق سيفه .. و يصرخ : بلا مردود بلا حسابات طويلة معقدة .. إلى الجيب .. و الرزق على الله ..
في سورية اليوم عمل حقيقي بحثا عن الحياة لكن ليس في سورية من يرى و يسمع !!
As.abboud@gmail.com