سيرياستيبس : كان من المفترض أن تكون الأخبار القادمة من حلب عاصمة الصناعة السورية جيدة خاصة بعد أن زارها مؤخرا وفد حكومي كبير وتشاور مع صناعييها ومنتجها حول كيفية النهوض بالانتاج على قاعدة تذليل المعيقات والصعوبات ولكن ما كتبه عبد اللطيف حميدة نائب رئيس غرفة صناعة حلب مترافقا مع منشورات لرئيس الغرفة تدق ناقوس الخطر وتعبر عن ازمة حقيقية في الصناعة لايوحي بذلك .. يقول حميدة : صناعتنا الوطنية: بين مطرقة الحكومة وسندان اسعار المشتقات النفطية
يحق لنا كقطاع اقتصادي وطني أن نسأل الفريق الحكومي بكل شفافية عن العقلية
التي يدار بها اقتصادنا وصناعتنا الوطنية، خصوصاً مع تراكم المشكلات التي
باتت دون حل وتحولت من مشكلات طارئة إلى عقبات مستعصية.
يحق لنا أن نسأل حكومتنا الموقرة عن الالية التي تنتهجها في تسعير المشتقات
النفطية من مازوت وفيول المباعة للقطاع الصناعي والاقتصادي خصوصاً بعد
الارتفاعات المتكررة التي شهدناها خصوصاً في النصف الثاني من العام الماضي
والشهرين الأول والثاني من العام الجاري حيث كان الارتفاع دورياً كل ١٥
يوماً إلى أن وصلت اسعار المشتقات النفطية إلى مستويات قياسية واعلى من
الأسعار العالمية وأسعار الدول المجاورة مع تدني جودتها وخصوصاً لمادة
الفيول وهو ما زاد من اوجاع صناعتنا الوطنية وادخلها في حالة أقرب ما تكون
إلى الموت السريري، وفي حينها ارجعت الحكومة هذه الارتفاعات إلى عدة اسباب
أبرزها ارتفاع سعر الصرف.
ولكن الغريب في الأمر أن اسعار الصرف حالياً قد انخفضت لأكثر من 10% عن
الفترة السابقة إلا أن اسعار المشتقات النفطية بقيت على حالها، وكنا ننتظر
انخفاضاً في أسعارها يوم أمس لكونه كان الموعد الثابت النصف شهري لرفع
اسعار المشتقات النفطية لكن على ما يبدو أن الحكومة في حالة سبات رمضاني أو
أنها سريعة في رفع الأسعار ومتأنية في خفضها.
وأمام هذا الواقع غير المرض لنا جميعاً يحق لنا أن نطالب حكومتنا بتوضيح
رؤيتها وآلية عملها في تسعير المشتقات النفطية لانعكاس هذا الأمر بصورة
مباشرة على كلفة المنتج الوطني وقدرته التنافسية داخلياً وخارجياً مع
المطالبة بوضع تسعيرة عادلة للمشتقات النفطية تحقق مصلحة الخزينة وتلبي
مطالب الصناعيين وتدعم الإنتاج، وذات الأمر ينطبق على تسعيرة الكهرباء
للقطاع الصناعي والاقتصادي التي باتت مرتفعة جداً واعلى بكثير من دول
الجوار وهذا الأمر أدى الانعكاس سلبي كبير على الصناعة الوطنية وينذر
بالاسوا خلال قادمات الايام .
لا نريد أن نحمل الخزينة أعباء إضافية وبالمقابل نطالب بأن لا تحملنا
الحكومة عبء سوء الإدارة لهذا القطاع أو ذاك.
باختصار ... نحن اليوم أحوج ما نكون لفريق حكومي وخصوصاً الاقتصادي منه
ينطلق من أرض الواقع ويمتلك عينين اثنين وليس عين واحدة ويكون اكثر
ديناميكية في الفعل وليس بالقول فقط ... وعندها يمكن أن نكون بخير لأننا
اليوم لسنا بخير ... نعم ... نحن لسنا بخير
|