ماذا قالت وقائع العيد : و قبله شهر الصيام عن الاقتصاد السوري .. ؟
سيرياستيبس
كتب أسعد عبود
كل عام و جميعكم بخير .. كل عام و هذا الوطن الغالي يمضي إلى خير يستحقه .. ولا بد من جديد بشأنه و شعبه ، لا نصله و لا ندركه ..
السعادة و النجاح يبدأن من أن نمضي بهذا الاتجاه ، بصدق و تصميم و أدوات صحيحة تسهل طريقنا .. ثم تتالى صفحات انتصار تقودنا إلى المستقبل الذي نحلم .. فهل حققنا الخطوة الأولى لرسم الصفحة الأولى في هذا الاحتمال الحلم ؟
أرى أن الخطوة الأولى متحققة في اطار حالة ارتجاجية و أجواء ضبابية .. و دون أن تشير إلى مسيرة ستتلى خطواتها و تتابع.. لكنها خطوة لم تكون دون جهود و تميزات و تمايزات و قد شهدت المر و الأمر و الأمر .. لكنها رسمت العلامة و حفرت التأشيرة .. إنها خطوة اننا ما زلنا باقين و مستمرين .. بأي شكل نحن باقون .. والحياة في بلدنا مستمرة .. قد تقول لي متسائلا : هل هي حياة ..؟
وأجيبك .. انها حياة تدخر الامكانية لإطلاق الجهود و بناء اقتصاد يحمل معه الحلول الاجتماعية .. للعيد و لكل الأعياد و لكل أيام الحياة .. و أضيف :
لا هذه ليست حياة بالمعنى الكامل للكلمة .. لكنها حياة .. ولو الذي حصل ببلدنا حصل في أي بلد في العالم لكلن تأثره أشد و أدهى .. لكن المشكلة الكارثية عندنا ليس في الظلام و الظلم الذي حل بالبلد و الشعب .. انما هي و بدقة في هذه الاستكانة المميتة الممتلئة بالفساد ؟! ولا نعرف بانتظار ماذا و من .. ؟؟!! رغم ما يتناهى للأسماع من أخبار لقاءات و شروحات تصل حد المؤتمرات .. وكلها ليست جعجعة ولا طحين .. و حسب .. بل هي لا جعجعة و لا طحين .. حتى ليبدو و بكل أسف أن المصالح في نهب مزيد من رزق هذا البلد و أمواله و مقدرات حياته للمصالح الفاسدة .. هي المحرك الأساسي لذلك كله .. حتى عندما يبدو الأمر مجرد استعراض .. ترى الحركة تبدأ من الفساد و بقوته و لمصلحته .. و مع ذلك يجب ألا نمضي بادعاء محاربة الفساد .. و من البؤس و العبث أن نفكر اليوم ووسط حالتنا بمهزلة هذا الادعاء .. !! هذه كذبة وسخة .. فليكف الفساد عن محاربة الجهود الطيبة و المحاولات الصادقة ، صغرت أم كبرت .. و سيتحقق الخير ..
أعود إلى العيد الذي مضى و قبله شهر الصيام حيث قدمت البلد حالها على صفحة بيضاء يمكن أن تقرأ منه كل شيء تقريباً : الفقر عام و شديد .. لكن الموت ليس بقريب .. كان هناك خبز و قليل من زاد و مزيد من القهر على أبواب الدكاكين . و كانت خيبة آمال الذين وعدوا أنفسهم بمنحة عيد .. أو زيادة رواتب .. و كان ثمة خيارات ترسم صورة مرتجة بائسة لفرح العيد ..
هل نحن متشائمون .. ؟
لا .. ولا متفائلون .. لكنا نرى أن ثمة فرص ما زالت قائمة لأن يجد ابناء هذا البلد ظروفا أفضل لإعادة بناء الوطن المنتشرة تقاطيعه على مساحة الأرض ..
كل عام و انتم بخير .. علنا نلتقي في العام القادم .. و ربما في العيد القادم و قد ارتسم في حياتنا شيء يمكن أن نقرأ منه علامات جادة مختلفة ..
As.abboud@gmail.com