كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :
نشطت على و سائل الاعلام و التواصل الاجتماعي .. انباء غير مؤكدة و مصادرها -على الاغلب - تعتمد على تحليل خطوات و حركات قامت بها شخصيات و هيئات عالمية .. تفيد أن ثمة تغيرات اقتصادية ستطرأ على الاحوال الدولية المحطة بسورية .. و الحقيقة يصورها الواقع الاقتصادي السوري بما يعانيه من انهيارات فعلية تتجلى بوضوح في حياة المواطن السوري و ما تعانيه من صعوبات مأساوية حيث يعيش تحت اسوأ مستويات الفقر ما قبل الجوع .. وهو لا يخلو من جوع . و بالتالي لا بد لأي استنتاج مبني على الملاحظات التي وردت .. او اي منها من ان يذهب باتجاه الاقتصاد .. و لذلك رأى عدد من المراقبين و المحللين ان انفراجات متوقعة قد تحصل من حول الواقع الاقتصادي السوري ، مصدرها على الاغلب البنك الدولي و المؤسسات المالية الدولية التابعة له و المتعاونة معه ... صندوق النقد الدولي وغيره ..
و بمتابعة لمصادر الاخبار تصل الى انها مبنية على قاعدة سياسية .. ذلك ان سورية كانت متوعدة من قبل اعداء الشعب السوري بمزيد من الحصار و تتبع خطوات التطبيع معها بقصد منعه .. و مضايقات قاتلة أخرى .. لكن يبدو ان الرئيس الأميركي قد تريث في توقيع الصكوك التي توصل إلى ذلك .. وقد حمل عديد من المحللين على ذلك انه يتضمن امكانية تحقيق انفراج ما من حول الحالة السورية ..
لا يمكن للانسان ان يعتمد على هذا الاستنتاج بشكل كامل .. ولا أن يطمأن له باسترخاء .. ألا باعتماد منهج للتفاؤل .. قد يفتقد الدقة .. او أن يعتمد الطوباوي ة .. و مع ذلك لنتفاءل .. دون ان نبتعد عن الموضوعية ..
بموضوعية نستطيع ان نرى ان ما يحيط بسورية من مخاطر ترسمها توجهات السياسة الدولية الراهنة .. يفوق ما يمكن ان يحققه التفاؤل الذي تحدثنا عنه .. و نبقى متفائلين .. من مبدأ سياسة الغريق الذي يتمسك بقشة .. و الخطر في المسألة .. أن يكون الانفراج الدولي من حول سورية حقيقي مهما صغر حجمه يتفوق على الانفراج الداخلي المطلوب ؟؟!!
و هذا الانفراج الداخلي مطلوب و ضروري
. و إلا لن يفيدنا شيئا أي انفراج دولي ..
ؤ برأيي هنا تكمن مشكلة :
فأذا كان من الطبيعي لسورية في محنة شعبها الراهنة ان تسعى دوليا .. و ان تتوقع خيرا .. فليس من الطبيعي ابدا . ان ننتظر الحلول جاهزة تأتينا من الخارج .. بل يجب أن نكون جاهزين لها و إلا لن نفيد منها ابدا ..
هنا يحضرني مقال سابق نشرته على هذا الموقع منذ بضعة اشهر تعقيبا على النتائج التي رجوناها من نجاح زيارة السيد الرئيس بشار الأسد للصين و الاتفاقات التي وقعت في حينه .. يومها قلنا بوضوح : انه بمثل ادارة اقتصادنا .. و حكومتنا .. نخشى ان نخرج من الحكاية بالبيانات و الوثائق و فقط
. وما زالت الادارة ذاتها و الحكومة نفسها .. فإن كان فعلا ثمة تحول في الموقف الدولي منا هل سنقابله بهذه التعاسة التي تمثلها حكومتنا و اداراتنا .. ؟؟ و الحكاية لا تقف عند حدود الجواب على السؤال عن ما وصلنا اليه من اتفاقاتنا مع الصين .. بل كل الاتفاقات التي تمت مه كل الدول الصديقة و ايضا بعض الشقيقة ..
غدا ... إن حصل وكان حديث الانفراج الدولي من حول سورية حقيقياً .. من سيستقبله و يجني نتائجه . ؟
و غدا .. ان كان التشاؤم هو المنتصر .. و تمادت سلاسل الحصار على سورية .. من سيقود مقاومتها . .. ؟ هذه الحكومة .. ؟؟
As.abboud@gmail.com