كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
الهجرة في حالتها القائمة و الشروط المرافقة لوقوعها، - أقصد بها هنا - هجرة السوريين بمختلف الاتجاهات ،داخل سورية و خارجها ، هي كارثة بالفعل تواجه الشعب السوري .. و هي ليست كذلك دائما .. بل هي عبر التاريخ قدمت فوائد للبشرية والتطور ربما أكثر مما أذت .. و كانت عاملا مهما في نشر العلوم و الحضارات .. وأن كانت في الغالب وقعت تحت ضغط الإكراه و الفقر و الجوع و اعتلال الأمن ، يعني الخوف .. و الكوارث الطبيعية و الحروب و غيرها ... و هكذا تبدأ مأساوية غاليا .. لكنها لاتصل الى نتائج كارثية بالضرورة .. وقد تنشأ على أكتافها حضارات باهرة .
هجرة السوريين الراهنة كارثية لأنها مليئة بالأوهام .. و بما يشبه التخاذل و الهروب .. وهي إلى الآن تفتقد أي محدد لما يمكن أن تصله ..
الخطورة فيها أنها تتم بشكل فردي غالبا .. و بما يشبه التيه بحثا عن الثروة و ثمن اللقمة .. يحدد مسيرتها و مسارها إلى حد بعيد الدولار الاميركي بما يحتويه من أوهام ... و حقائق ... الثروة و الحياة الرغدة ..
الدولار في سورية يكًذب كل من ينصح باسقاطه .. كونه وهما .. فهو السحر .. مئة دولار تساوي رواتب خمسة موظفين في شهر .. !! فمن هو الساحر الذي يستطيع اقناع مواطن سوري بالعدول عن الهجرة .. ولا سيما أن عوامل الطرد اقوى و أكثر من عوامل الجذب الخارجي ..
يجيبك إن حذرته من مخاطر تتحداه في الغربة حيث لا وطن ولا أهل ...و إن حاولت ان تترك له شبه أمل يكفي لإقناعه بالاستمرار في هذا الوطن المنكوب :
وهل هذا وطن .. ؟!
نحن نعجز عن تأمين الطعام و الماء و الدواء و الكهرباء و ابسط شروط الحياة الصحيحة .. هناك في بلاد الغربة .. على الاقل تتوفر الكهرباء و فرصة ضئيلة للمساواة أمام الضوء و ربما بعيدا عن تحدي غول الفساد ..؟؟!! فلماذا سأبقى في هذه البلاد .. حتى اصبحت تلبية شروط بلاد القصد في الهجرة .. هي اهم محدد لتوجهات التعليم الاستعداد و الاعداد في سورية .. الذي يدرس يدرس لصالح الطلب في بلاد المهجر .. و الذي يتدرب و يسعى لتقنية حرفة فهي لصالح طلب المهجر .. والذي ينوي على عرس و عروس.. يحضر معه جواز السفر ليؤكد اهليته ..
والحكومة و من يدور في فلكها - إن كان لها فلك - ترحب بمن ينوي الهجرة و تشجعه و تبحث عنه بقراراتها و اجراءتها .. المهم أن يصل المعلوم عبر منح جوازات السفر و أجور النقل و مكافآت التهريب أن لزم الأمر .. وليس لها أي دور في فهم واقع هذه الهجرة و التفاهم معه و ما ينقص هذا المواطن من دعائم لاكتمال اقتناعه بترك البلد .. تتولى أمره المعارضات المختلفة .. في الداخل و الخارج .. و كله يكذب موالاة و معارضة في الداخل و الخارج .. و لا سيما الذي كان يسمي نفسه ... اليسار .. من مختلف الانواع و الاحجام ..
لو كانت غير هذه الحكومة .. و كان بعض الصدق .. لكانت سورية مقصد الهجرة و ليست ابرز مصادرها نسبيا .
من بعنيه ذلك ..
بل .. من س يعنيه .. طالما الفساد اصل و بطل الحكاية ..
As.abboud@gmail.com