دمشق - سيرياستيبس - خاص :
وهكذا
تخطو حكومة حسين عرنوس الخطوة الأخيرة باتجاه إتمام مهمة إلغاء الدعم
وإنجاز أهم عتبات التحول من نموذج الى أخر .. بمعنى انهاء العقد الاجتماعي
الذي ربط الدولة بالمجتمع طوال عقود وكان يتيح للمواطن الحصول على السلع
الأساسية باسعار رخيصة مقابل راتب محدود , والانتقال به الى عقد جديد لن
يكون بإمكان المواطن فيه الحصول على أي سلعة بأقل من تكلفتها مقابل الحصول على دعم نقدي يعطى مباشرة للأسرة المستهدجفة والتي تستحق الدعم . وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها سيرياستيبس فإن البداية ستكون الخبز على اعتبار أن الدعم فيه كبير جدا ويمكن تحقيق وفورات هائلة في حال تم تحويل الدعم الى نقدي ؟
إعلان
الحكومة عن الطلب الى كل حاملي البطاقة الذكية التوجه الى المصارف
خلال مدة اقصاها 3 اشهر لفتح حسابات مصرفية جاء " عجراً " كما يقولون بل
جاءت المساندة الاعلامية عن الأمر رغم أهميته الكبيرة غير موفقة حتى عندما
أصدرت البيان لم يتعد الحديث عن وعود مفتوحة لطالما كررتها الحكومة ولم
تلتزم بها بل ظلت مواظبة بلا تردد على رفع أسعار المواد المدعومة تباعاً
حتى أنها في بعض السلع بدأت تربح وتبيعها بأعلى من السعر العالمي ؟
طبعاً لا أحد يعتقد أن كل الحسابات التي تعود لحاملي البطاقات الذكية سيتوجه الها الدعم النقدي , مع
الإشارة هنا الى أننا لانعرف إذا كان الحساب المصرفي هو شرط لحصول المواطن
على السلع الأساسية التي تدير الدولة توزيعها كالغاز والخبز والمازوت
والنزين ؟
ليست القصة في فتح الحسابات رغم يقيننا أنّ الأمر سيكون شاقا على كل أبناء
الريف دون استثناء وعلى الكثير من أبناء المدن .. فالحكومة اعتادت
أخذ قراراتها معتبرة أن البلاد لديها كل شيء لايوجد شيء ناقص .. تماما
كالقاعة التي تتخذ فيها القرارات "فيها نت وتكييف وضوء و كهرباء رواق
وكراسي مريحة
وضيافة وسيارات مريحة ومكيفة تنتظر المجتمعين في الخارج . على كل المثبت
أنّ الدعم السلعي الى انتهاء وأسعار الكهرباء والمياه وحتى الاتصالات الى
ارتفاع وصولا الى ملامسة التكلفة وكل هذه السلع يجب أن تُدفع فواتيرها
الكترونيا , انظروا هذا هو الهدف دائماً , وما حصل بالأمس ويمكن اعتباره
حدثا مفصلياً فالحكومة أعلنت أخيرا عن الهدف الكبير .. بإلغاء
الدعم السلعي مقابل تقديم بدل نقدي .. في الحقيقية لايمكن فهم الأمر إلا بهذه
الصورة حتى ولوقالت في بيانها المطول "العاطفي والتنظيري " غير ذلك والسؤال هنا : بعد
3 أشهر سيكون كل حاملي البطاقات الذكية لديهم حسابات ولكن هذا لايعني أنه
بعد 3 أشهر سيتم الاعلان عن حجم المبالغ النقدية التي ستوزع وما هو مقدراها
وكيف سيتم احتسابها .. إذا
كيف سيتم
تحويل الدعم الى مستحقية من بين حاملي البطاقات الذكية بعد أن يصبح لديهم
حسابات مصرفية وهل سيتم اعتماد المخرجات الكارثية التي قدمتها وزارة
الاتصالات عندما تولت عملية احصاء مستحقي الدعم بناء على معايير غريبة
وبيانات غير دقيقة ومخرجات غير سليمة كما يجب , ألا يتوجب تصحيح قوائم
مستحقي الدعم وكلنا يعلم أنها اتسعت كثيرا , وبالتالي القيام فوراً بعملية
اعتماد معايير وطرق جديدة لانتخاب مستحقي
الدعم اعتماداً على بيانات أكثر دقة وواقعية والأهم تغيير النظرة لمستحق
الدعم
هنا ثمة سؤال عريض يمكن
طرحه أيضاً : لماذا لم يتم اعتماد البطاقة الذكية نفسها لوضع مبالغ الدعم عليها
أليس ذلك أفضل وأسهل وأسلس للتعامل والاستهداف وهذا مايؤكده الخبير
الاقتصادي جورج خزام الذي يرى :
"أنّ
الطريقة الصحيحة لتوزيع الدعم نقداً ليست بتحويل أرصدة مالية للحسابات
المصرفية للمواطنينو إنما بتحويل رصيد مالي على البطاقة الذكية صالحة لشراء
الغاز و الخبز و البنزين و كل البضائع في صالات السورية للتجارةأو بتحويل
مبلغ الدعم النقدي إلى رصيد مالي إلى رقم موبايل بناءاً على طلب خطي من
المواطنأو تحويل مبلغ الدعم النقدي لأحد برامج الدفع الإلكتروني على الموبايل للمواطن "
وبرأي خزام هناك مجموعة عقبات تواجه توزيع الدعم نقداً بالحسابات المصرفية وهي : - زيادة الإزدحام الشديد في المصارف و على الصرافات التي تعاني بالأساس من إزدحام قد يتجاوز لساعات - خسارة المواطن لعمولات الإيداع و عمولات السحب التي سوف يخصمها المصرف لنفسه بدون وجه حق و ذلك دون أن يحصل المواطن على أي خدمات مصرفية -
تأخر المواطنين بالحصول على الدعم النقدي بسبب تأجيل السحب النقدي كل عدة
شهور لتجنب ضياع الوقت من زيادة الإزدحام الشديد بالمصارف و الصرافات مما يؤدي لتراكم مليارات الليرات لتستفيد منها المصارف
مصير الرواتب :
مع
تزاحم الأسئلة مع عدم وضوح رؤية الحكومة لخطتها برفع الدعم وتقديمه نقدا ً
فإنه لابد وأن نسأل عن مصير الرواتب والأجور المتدنية بعد رفع الدعم
السلعي نهائياً وهل نحن أمام زيادات مدروسة على الرواتب والأجور على اعتبار
أنّ الوفرات ستكون هائلة , وهل سيشكل رفع الدعم
فرصة حقيقية لردم الفجوة بين الدخل والأسعارفي
ظل التضخم الذي تعاني منه البلاد وكيف سيتم تجنيب اي زيادة في الرواتب أو
مبلغ الدعم نفسه الوقوع فريسة للتضخم , فإنّ الفعل الصحيح الذي يجب التوجه
إليه بذكاء وثقة هو إعطاء رواتب صحيحة ومنح معونة بطالة شهرية وعلى التوازي
تصحيح مسار التعليم والصحة والقضاء واعتماد نظام تأمين صحي متطور بما
يساهم في تخفيف الاعباء الاجتماعية ومنع فئات كاملة من الانزلاق أكثر نحو
قاع الفقر والعوز ,
مدير مصرف حكومي قال أنه لامشكلة في فتح الحسابات
المصرفية وقال علينا أن ننظر الى أن رفع الدعم السلعي سيؤدي حكما الى
زيادات مهمة وكبيرة في الرواتب والأجور كون الوفورات ستكون ضخمة ؟
تساؤل آخر بين الأسئلة الكثيرة المطروحة .. فيما يخص فتح حسابات مصرفية سكان الارياف هل قدّرت الحكومة حجم
العناء الذي سيتكبدونه في سبيل فتح حسابات مصرفية لهم ليضمنوا ليس الحصول
على الدعم النقدي فقط بل الحصول على السلع التي ستبقى توزع على البطاقة ضمن
سياسة إدارة النقص و مراقبة الاستهلاك طبعا كلنا يعرف أنّ هناك سوء تموضع جغرافي
في الفروع المصرفية وتمركزها في المدن هذا عدا عن معاناة الكهرباء
والاتصالات , مثلا هل ستتخد الحكومة قرار بوصل الكهرباء للمصارف وفروعها طوال
فترة الدوام
و هل موظفي البنوك قادرين على تحمل ضغط فتح الحسابات خاصة في المصارف العامة اليوم
قررت الحكومة انهاء أخر فصول الدعم السلعي علما أن "إلغاء الدعم " خطوة صحيحة
اقتصاديا لأن الدعم شوه الاقتصاد السوري وأوقع الموازنة في عجز مستمر بل كان أي الدعم مرتعا للفاسدين والسارقين على مدى عشرات السنوات
ولكن
وبالمقابل هل مسكت الحكومة طرف خيط ما يُحسن الاقتصاد فعلاً , أي هل وضعت البلد على خط الانتاج و
الاستثمارواستقطاب المشاريع التي تولد فرص العمل وتًشغل الأموال في اتجاهات
صحيحة وتحقق تأمين الاكتفاء الذاتي والتصدير وتنهض بالمعيشة والدخل الفردي والوطني .. البلاد
بحاجة الى تأمين بيئة عمل صحيحة وغير معقدة لتواجه المرحلة الانتقالية
الجديدة ولتًمكن الناس من مواجهة الحياة و ارتفاع الأسعار وتحديداً أسعار
المواد التي ستخرج من الدعم وتحتاج الى دخل كبير لتغطيتها خاصة
وأننا نجزم ان مبلغ الدعم الذي سيقدم لن يغطي الفروقات في ظل ما تعانيه
البلاد من تضخم ؟
بمعنى
ان الحكومة تركز على التفكير بالدعم وكيف ستنهيه وتقلبه الى نقدي ,
ولاتفكر كيف كيف يمكن أن تزيد الانتاج وتزيد التوظيف وتخفض الاسعار من خلال
ازالة أسباب ارتفاع الاسعار الواضحة .. إنه صيف حار وساخن فعلا أمام السوريين
ففي
أب ستصل الحرارة الى 50 درجة .. وسيكون لدى البلاد مجلس شعب جديد و حكومة
جديدة وسيكون العقد الاجتماعي بين الدولة ومواطنيها والمبني على الدعم قد
انتهى ..
عند الحكومة
الجديدة سنتوقف ونحن نتمنى أن تكون حكومة استثنائية تعمل بعقلية احترافية
قادرة على اجتراح الحلول الكبيرة للمشاكل الكبيرة التي تواجه سورية
|
التعليقات: |
الاسم : ابن سورية البار - التاريخ : 27/06/2024 |
اتمنى ان تذهب هذه الحكومة الى الجحيم وتأتي حكومة اكثر واقعية وقرب من الشارع ،تستطلع المعاناة الحقيقية وترصد الحلول المناسبة بعيدا عن المكيفات الصحراوية وسيارات الدفع الرباعي المكيفة وصحون الضيافة المتخمة المصدمة اليهم ، ماذا يمنع هؤلاء المسؤلين أن ينزلو لمستوى المواطن واقصد بمعيشته وهم ليسوا بأ فع حالة من المواطن فهم جزء من الشعب المكلوم والمظلوم ،نتمنى ذهاب هذه الحكومة الغاشمة الجاهلة والغير مقدرة للمواطن واحتياجاته ،وقدوم حكومة تنبع من الشعب وتكون قريبة منه وليست بعيدة وأن تكون أكثر مسؤولية وحبا لهذا الشعب العظيم الذي ضحى ومازال يضحي لأجل رفعة بلده وصيانة عرضه وشرفه ، اناس كثيرون يتضورون جوعا وأناس متخمون من شدة الشبع ، وأناس كثر يناشدون الله تعالى بأن يأخذ حقهم ممن ظلمهم |
|
|
|
شارك بالتعليق : |
|