..
سيرياستيبس - خاص :
قال الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف : أنّ مشاكلنا الاقتصادية سببها
قصور الرؤى والسياسات وسوء القرارات وعدم ملائمتها للقضايا التي تعاني منها البلاد والتي أصبحت من الحجم الكبير والمعقد .. مع
ذلك يؤكد : أن كل المشاكل
الاقتصادية في سورية قابلة للحل , ولكن تشعر بأن هناك من لايرغب بحلها
والميل
الدائم نحو الاستناد الى الشماعات المتوفرة بكثرة لتعليق الفشل والقرارات
الفاشلة عليها , وحيث تشعر أنّ لكل شماعة استخدام معين , ومع الوقت أصبح
لدى الحكومة مهارة في استثمارها , ويا ريتها وجهت جهودها نحو أمور أخرى ؟ يوسف قال : على سبيل المثال في
موضوع الدعم تحاول الحكومة تضخيم الأرقام لتوهم الجميع بأن ما يقدم كدعم
فوق طاقتها وأرهق خزينتها وموازنتها ولكن في حقيقة الامر لو أجرينا
مقارنة بين ما يحصل عليه المواطن من دعم اليوم وما كان يحصل عليه قبل 2011عام
فسنجد الفرق الكبير لصالح عام 2011 بينما الواقع يقول أن الناس تحتاج الى
الدعم اليوم أكثر من أي وقت مضى نتيجة الغلاء والتضخم , مع ملاحظة أن الحكومة
كانت سببا رئيسياً وأساسياً في التضخم الذي حدث في البلاد وأوصلها الى ما هي عليه من ركود وكساد وفقر ؟ .
وقال عندما تكون الموارد محدودة فيجب أن يتم التركيز على استثمارها وإدارتها بأفضل شكل ممكن وليس اللجوء الى رفع الأسعار وترك الامور بلا حلول
الدكتور
عمار
يوسف قال مستغرباً : بينما البلاد مقبلة على حكومة جديدة يقال أنها
ستكون لقيادة
مرحلة الانفتاح وهو ما نتأمله كلنا , كيف تطرح الحكومة الحالية عناوين
كبيرة
وعظيمة على مستوى السياسات الاقتصادية , بل أكثر من ذلك سأل الخبير
الاقتصادي : لماذا تم اختيار هذا التوقيت لطرح
البدل النقدي والكل يعرف أنّه مطروح قبل قدوم هذه الحكومة , فهل اقتنعت
بهذا الحل
في الربع الساعة الاخيرة أم أنها تحاول أن تقول لنا أنها باقية لإكمال
الملفات الكبيرة التي تبنتها في أخر أيامها .. في الوقت الذي كان أمامها
سنوات لتفعل الكثير ولم تفعله ؟
يوسف قال : يتأكد لنا أن
هذه الحكومة أثبتت أنّها غير
قادرة على مواكبة التطورات الاقتصادية , بالتالي الامور فعلا لن تكون بخير
اذا ما
استمر نهجهها الحالي في الإدارة وانتقل الى الحكومة القادمة , فالمواطن وصل الى مرحلة من الاهتلاك العصبي
والصحي
والاجتماعي وأصبح معدل أمراض السكري والسرطانات ضمن مستويات مقلقة , أيضاً
الجلطات متى كان لدينا هذا المستوى من الجلطات , هذا ولم نتحدث عن
الانتحاروغيره .. ولاننس الهجرة ومشاكلها وإفراغ المجتمع من شبابه .. رفقا
بالمواطن يقول يوسف .. واصفا الشعب السوري بالشعب " الكويس " حسب تعبيره
.. الذي يستحق أن تعملوا ليل نهار من أجله .. وقال : لاتعتمدوا
معه التجريب .. هذا الشعب يستحق حكومة تسعى بصدق وخبرة وقوة لحل مشاكله
والنهوض بواقعه ,
لانطالبكم بالرفاه ولكن على الأقل لاتزيدوا من قهره وفقره أكثر دعوه يعيش
بالحد الأدنى , على الاقل أمنو له الاستقرار المادي والمعيشي . يوسف
أضاف : بعد 14 سنة حرب تبدو المشاكل متشعبة ومركبة
ولكن يبدو أن الكثير منها يبدأ بالحل الاقتصادي , لذلك فإنّ انجاز الحل
الاقتصادي
ووضع البلد على طريق التنمية بشكل صحيح ومدروس كفيل بتحويل المسار نحو حل
المشاكل
الأخرى , ولكن نحتاج أولاً الى حكومة مكونة من فريق متجانس ومن رجال قادرين
على
اتخذ القرارات العظيمة و لديهم حس المبادرة ويتقنون التنفيذ ضمن مهل زمنية
محددة وغير مفتوحة .. وأن العصف الفكري لديها من النوع الذي يأخذ وقته
فقط بينما تستهلك باقي الوقت للتنفيذ , بالمختصر المفيد لانريد حكومة
تُجرب بنا وباقتصادنا
وحياتنا "فكرة من هون .. وطرح من هناك " والنتيجة لاشيء ..
الباحث
الاقتصادي ختم حديثه بالقول : يجب أن تكون هناك ادارة متمكنة قادرة على
إدارة الاحتياجات الاستراتيجية للدولة و تأمين ادارة
متكالملة لملف الطاقة يختلف عن المنهج المتبع حاليا داعيا الى فتح استيراد
حوامل الطاقة واحتياجات الانتاج بطريقة اكثر سلاسة , و خلق حالة أمان تحفز
المستثمرين على القدوم ... والصناعيين على التوسع .. و المستوردين على
استخادم ارصدتهم في الخارج لاستيراد احتياجات البلد
بوفرة وعدم حصرها بقلة ؟
|