كتب الإعلامي أسعد عبود
اكيد :
لست بصدد أن أُحدد أنا للحكومة الجديدة ... من أين تبدأ .. فقط أرجو أن نبتعد عن الشعبوية .. و اجترار الشعارات .. مثلا أتمنى أن لا تبدأ الحكومة القادمة بما هو معلق عليها من آمال .. من المقولة المهزلة " مكافحة الفساد " .. و هي أوسع أبواب المتاهة .. و كثيرا ما كانت .. و ربما دائما كانت ، بوابة متاهة بل خطوة عريضة في طريق الضلال المقصود و المخطط له .. يمكن أن ننتبه إلى البدائل التي جاءت للفساد المكافح او الساقط بالمكافحة .. لنعرف حجم الكذبة .. مكافحة الفساد تكون من انشاء بيئة جديدة ترفض الفساد .. أو تستطيع أن تعمل دون فساد على الأقل .. !!؟؟
الفساد اليوم ليس فسادا يمكن الاستغناء عنه أو محاربته كما يغنون و ينشدون .. فهو قوة محركة أساسية في منهج عمل إدارتنا .. و تفانين أدائها .. و رغم أنّه لا خوف عليه من هؤلاء المحاربين .. مقاتلي طواحين الهواء .. لكنها معركة وهمية يتصارع فيها الفساد مع الفساد و ليس من مهزوم .. فقط هناك منتصر يعني لعبة رابح .. رابح !! و المعركة المشبوهة هذه تنتهي بتدعيم الفساد و تعميق مقولة : أن لا حياة دون فساد .. و هو موجود في كل الدنيا ..
بكل الاحوال .. لا أراها بداية موفقة الادعاء اننا بدأنا من هنا .. و أرى أنّ أفضل ما نبدأ به هو الإعلام ... بما هو صلة التوضيح و الشرح و التبليغ الصادق من قبل الحكومة للناس .. نحن نعيش في متاهة الاعلام .. فلا احد يعلم الحقيقة أين .. و تقوم الحكومة بين فترة و أخرى باختراع قصة .. لا تعرف الخروج منها و تبدأ متاهة الاعلام .. من أبسط الأمور إلى أعقدها .. كم طوفان كذب اعلامي عشنا و ما زلنا مع الدعم لوحده .. اليوم نحن نعيش دوخة و ليس متاهة .. الدعم .. المازوت .. البنزين .. الغاز .. الرواتب و الأجور .. و أكثر . و اكثر ... وصولا إلى البطاقة التي تتضمن رخصة اقتناء سيارة أي ما يعرف ميكانيك السيارة و اسمع أخبار .. و ليس من جهة توضح الحقيقة .. كي يبقى سوق القبض و الكذب و الرشوة .. ماشي ..
انا اقول : فلتكن هناك جهة رسمية إعلامية واضحة عناوينها للناس .. يمكنها أن تجيب بدقة على كل أسئلة الناس فلا تتركهم عرضة للكذب و الاستغلال لكونهم لا يعرفون الحقيقة .. !!
يعني شي يشبه النافذة الموحدة مثلا .. منبر أو كوة تأخذ الدور الذي عجزت عنه وزارة الأعلام ..
مثلا : نشرت وسائط الاتصال الاجتماعي خبرا مفاده أن محافظة اللاذقية قررت تخفيض مخصصات و سائل النقل من المازوت بنسبة 50 بالمية .. !!
من يعيش في هذه المحافظة و يشاهد واقع نقل الركاب فيها .. لا يصدق ان محافظة .. او إدارة .. أو حكومة في الدنيا تقدم على هكذا قرار في هيك واقع لانتقال الناس و حركتهم .. ؟؟
ببساطة انا ابحث عن جهة ثقة اسألها عن الدقة في الخبر .. و لا اجدها .. و أرجح أن مثل هذا الواقع قائم في معظم المحافظات .. من يدري ..؟! .. وقد يكون أسوأ ..
هذه قد تكون واحدة من أهم و أجدر مهمات الحكومة الجديدة .. الوضوح .. و تسهيل التعاطي مع الناس ..
بل إن تسهيل مثل هذا التواصل للناس و مع الناس يغلق حيز في اوسع طرف الفساد ..
ومهما قلنا و اطلنا في الحديث .. لا بد من التفكير في مسألة الاجور و الرواتب و المعاشات .. كخطوة ليست فقط أكثر من ضرورية بل ايضا كاستفتاح خير من حكومة جديدة ..
As.abboud@gmail.com