.
كتب الاعلامي أسعد عبود
- خاص لسيرياستيبس :
هي الدعوة للصدق في الوعد ، لإبعاد الخيبة عن الناس الذين ينتظرون الأمل ، هي دعوة لانتهاج الصدق معهم و مشاركة الناس الهموم و عدم زرع الطمأنينة الزائفة في ارواحهم .. مهما قلنا هو توجه سليم من ناحية المبدأ .. و كلام يمكن أن يتحول خطيرا و خطير جدا .. عندما يستخدم لتبرير تراكم الأخطأ و التمادي في ترك ما يتوفروقابل ان يغلى في قدور تشكل حقائق جديدة على الارض ..
هو كلام يصح بعد أن تستنزف فعليا كل ما يتوفر عندنا من طاقات و امكانات قابلة لأن تتحول إلى حقائق طمأنة للناس .. فكيف بها إن كانت امكانات مستردة من سياسة السيطرة خدمة للفساد .. ؟؟! أعني .. أن لا تعد الحكومة الناس بما لا طاقة لها به فذلك مقبول مبدئيا .. اما أن تقف دون البحث عما هو متاح و قابل أن بطرح في بوتقة خلق الامال الحقيقية للناس .. فهذا يعني الشلل جزئيا أو كليا .. ؟!
خذ أي من معضلات تأزم الواقع الحياتي للناس .. لا بد أن تجد الكثير منها معضلات صنعت بفعل فاعل و بشكل مقصود و لصالح الفساد غالبا ..خذ مثلا في مسألة الكهرباء .. ..الكهرباء .. و أقصد منها على وجه التركيز الكهرباء المنزلية و ما يلحق بها من تأمين خدمات اقتصادية محدودة و محددة للناس .... بالرؤيا المجردة المباشرة و عدم انتظار البحوث المطولة يمكن أن نرى : أن الأيادي و القرارات التي تعبث بعدالة استثمار ما ننتج .. وما يمكننا انتاجه من طاقة كهربائية .. هي مؤثر سلبي فظيع على وضع الكهرباء ... أو نصيب المواطن العادي منها .. لماذا العادي لأنه هو الفاقد لحقه العاجز عن تحصيله الموضوع بكامل هيئته و ما لديه في خدمة فاحش الفساد ..
نستطيع أن نتحدث عن ثلاثة بنى أو منظومات صغيرة أو كبيرة تفعل فعلتها السيئة في تهتك الواقع الكهربائي ، و إحاطته بوقائع و ظروف مختلقة بغية وضعة بصفة أن الحديث في نظرة علمية لامكانات تغيير قواعد الاستثمار فيه ، هو ضرب من الطمأنة غير الموضوعية و غلي الحصى !! و نستطيع أن نحدد من جوانب هذا الواقع الثلاث التالية :
أولا - الطاقة البديلة .. ونظام عملها و هي أصلا بلا أي نظام .. تستثمر بشكل فردي و كل حسب قدرته و رغبته .. تقدم طاقة فعلا .. مرتفعة الكلفة جدا .. قليلة الوفاء بالمطلوب .. و بالتالي لا يمكنها ابدا و بالمطلق أن تكون بديلة .. !! و انتشارها الكبير لم يؤمن الطاقة البديلة بقدر ما هو أمن فرص الفساد من خلال تجارة و استيراد الألواح الزجاجية و البطاريات و الترتيبات الاخرى المطلوبة وحبل جرار بلا نهاية .. بل هي ثروة منهوبة .. لا بد أن يتشكل لحماية وجودها من اجل مردود الفساد الذي تتيح ، جيوش من اصحاب الكلمة و الذوات و اصحاب المهمات ..
ثانياً .. هناك ما يعرف بالخط الساخن .. و هو خط تهرب مؤسسة الكهرباء الطاقة منه لمن يملك أن يدفع الأضعاف المضاعفة مرارا .. فيأخذ كهرباء من شبكة المؤسسة مباشرة - كهرباء تازة و لذلك سموه الساخن - كهرباء الناس المسروقة من قبل المؤسسة .. فيها فساد لو علمتم كبير وتحقق ميزة التخصيص للخاصة و التفرد ..
ثالثاً - هناك لصوص النفط و الغاز .. و ما يحصلون عليه سرقة كافية لتوليد الطاقة و الطاقة البديلة .
نحن ما زلنا ننتظر بيان الحكومة .. ولا نرى أنه سيكون تطمين في غير مكانه , إن وعد ببيان واضح حول استثمار الطاقة و توزيعها و الأمانة و الصدق فيها .. و لذلك كله عظيم المردود ..
يجيبنا وزير الكهرباء في البيان الحكومي .. ننتظره ...