مرسوم تشريعي يغيّر اسم مؤسسة الطيران ويضعها بمعطيات جديدة على مشارف
آفاقٍ واسعة..
الخطوط الجوية السورية بدلاً من مؤسسة الطيران العربية السورية ..
واستمرار الاختصار السورية للطيران
خاص لسيريا ستيبس – علي محمود جديد
ارتكبت مؤسسة الخطوط الجوية السورية ( السورية للطيران ) خطأ طريفاً،
وربما غير مقصود، غير أنه – بالنهاية – خطأ إداري وكأنها طارت به خارج التغطية،
وبعيداً عن تطوراتها الإدارية والهيكلية الضخمة التي حظيت بها مؤخراً بعد أن أصدر
السيد الرئيس بشار الأسد من أجلها المرسوم التشريعي رقم / 1 / بتاريخ 9 / 1 / 2020 م والذي أكسبها هذا الاسم
الجديد ( الخطوط الجوية السورية ) واختصاراً ( السورية للطيران ) ونصّ صراحةً على
أنّ هذه المؤسسة المحدثة بموجب أحكام هذا المرسوم التشريعي تحل محل ( مؤسسة
الطيران العربية السورية ) المحدثة بالمرسوم رقم / 2748 / لعام 1975 بما لها من حقوق وما عليها من
التزامات.
ما يعني بوضوح أنّ أي شيء اسمه ( مؤسسة الطيران العربية السورية ) لم
يعد موجوداً ولا وارداً، فعلى الآخرين أن يخاطبوها باسمها الجديد ( الخطوط الجوية
السورية ) أو ( السورية للطيران ) وعليها هي أن تحفظ اسمها الجديد أيضاً، تنفيذاً
لما نصّ عليه المرسوم رقم ( واحد ) لهذا العام، ولكنها لم تحفظه بعد، وما زالت
تُكنّي نفسها بالاسم القديم، حيث قامت السورية للطيران بإعداد نصوص لبعض الإعلانات
الرسمية، تطلب في أحدها إجراء عملية تنظيف نوعي لطائرات المؤسسة من الداخل،
والبالغ عددها ثلاث طائرات، وتطلب بإعلان آخر شراء مادة مياه غازية مشكّلة بعبوات
بلاستيكية، وفي الإعلان الثالث تطلب عروض أسعار لشراء كاسات كرتون، وفي واحد رابع
تطلب فيه عروض أسعار لشراء عبوات، ورغم أن تاريخ إنشاء هذه الإعلانات كان في أيام
20 / و / 21 / و / 22 / كانون الثاني، أي
بعد أكثر من عشرة أيام على إصدار المرسوم رقم / 1 / الذي ألغى الاسم القديم واعتمد
الاسم الجديد، إلاّ أنّ المؤسسة عنونت الإعلانات الأربعة باسم ( مؤسسة الطيران
العربية السورية ) الذي صار اسماً ملغياً .. ونشرت هذه الإعلانات في صحيفة الثورة
اليومية الحكومية يوم الأربعاء 4 / 2 / 2020م ..!
في الواقع على مؤسسة الخطوط الجوية السورية أن تنسى اسمها القديم، وإن
لم تتمكن من نسيانه فليس لها أن تتعاطى به رسمياً على الأقل، لأن التعاطي معه لم
يعد قانونياً، كما أن الاسم الجديد في الواقع أجمل، وأكثر تعبيراً عن مهام
المؤسسة، كما أنه تعبير عن المرسوم رقم / 1 / الجديد الذي أعطى هذه المؤسسة الكثير
من الميزات والأهداف والصلاحيات التي تضعها أمام آفاقٍ واسعة.
فأولاً رفع المرسوم الجديد رأسمال السورية للطيران / 37 / ضعفاً ونصف،
وذلك من / 400 / مليون ليرة إلى / 15 / مليار ليرة، واعتبرها مؤسسة عامة ذات طابع
اقتصادي، مُحدّداً أهدافها كناقل حكومي وطني، بالقيام بعمليات النقل الجوي
وخدماته، والارتقاء بمرفق
النقل الجوي والمساهمة الفاعلة
في منظمات الطيران الإقليمية والدولية، وذلك لتنمية الاقتصاد الوطني، وتعزيز موقف
الجمهورية العربية السورية إقليمياً ودولياً.
كما حدد المرسوم رقم / 1 / مهام مؤسسة الخطوط الجوية السورية، وبشكل
حصري وبما لا يتعارض مع اتفاقات النقل الجوي، بجميع عمليات النقل الجوي المنتظم (
ركاب – شحن ) داخل سورية وخارجها، وتقديم خدمات المناولة الأرضية وعمليات استقبال
وترحيل الطائرات والاطعام وتموين الطائرات، وخدمات النقل الجوي لها وللغير، في
جميع مطارات الجمهورية العربية السورية، وتقديم الخدمات الفنية بأنواعها كافة من
صيانة وتعمير الطائرات والمحركات وملحقاتها والكشوفات الدورية لها وللغير في جميع
المطارات السورية.
كما تتولى الخطوط الجوية السورية مهام القيام بعمليات النقل الجوي
العارض، وتقديم خدمات التدريب في مجال النقل الجوي لها وللغير، وتدريب العاملين في
المؤسسة داخلياً وخارجياً من مختلف الاختصاصات، ورفع كفاءتهم الفنية والمهنية،
والمشاركة في المؤتمرات والندوات والمعارض الدولية، وتأمين وسائل النقل والانتقال
لعناصر الركب الطائر والعاملين في المؤسسة، وتأمين مستلزمات خدمات الاطعام لها
وللغير، ووضع برامج التشغيل للمحطات الداخلية والخارجية، والبحث عن أسواق جديدة
بشكل دائم، والتعاقد مع وكلاء عامين وفرعيين في المحطات الخارجية، وتأمين أنظمة
الحجز والإصدار وقبول الركاب، والسعي الدائم لمواكبة أحدث أنظمة الطيران العالمية
لخدمة وراحة الزبائن، والعمل الدائم لتحقيق متطلبات أمن وسلامة الطيران.
وأتاح المرسوم رقم ( 1 ) لمؤسسة الخطوط الجوية السورية في سبيل تحقيق
أهدافها ومهامها القيام بشراء وبيع واستئجار وتأجير وتعمير وصيانة وإصلاح الطائرات
والمحركات ومعدات الخدمات الأرضية في الساحات وآليات نقل أفراد الركب الطائر وكافة
لوازم التشغيل الأخرى، بما فيها الأنظمة وقطع الغيار، من الأسواق الداخلية
والخارجية، ولها أن تتملّك العقارات لإحداث مكاتب في المحطات الداخلية والخارجية.
واستعرض المرسوم رقم واحد آلية إدارة السورية للطيران، من خلال مجلس
الإدارة، والمدير العام الذي سيكون تعيينه بمرسوم، ما يعطيه الكثير من القوة
والمرونة في إدارته.
وحدّد المرسوم / 1 / تشكيلة
مجلس الإدارة، بحيث يكون وزير النقل رئيساً لهذا المجلس، ومعاونه لشؤون النقل
الجوي عضواً ونائبا للرئيس، وكل من معاون الوزير للشؤون القانونية، والمدير العام
للسورية للطيران، ومعاونه، ومديرين اثنين من المؤسسة أعضاء في هذا المجلس، مؤطّراً
كيفية اجتماعاته واتخاذ قراراته، والمهام المنوطة به، والتي بدا من أبرزها
الموافقة على التعاقد مع الطيارين والخبراء والاختصاصيين والمستشارين من السوريين
وغير السوريين، دون التقيّد بالسقوف المحددة في القوانين النافذة، والموافقة على
التعاقد مع الموظفين المحليين في مكاتب المؤسسة الخارجية طبقاً لأحكام قوانين
وأنظمة بلد مكان العمل، كما أناط المرسوم بمجلس الإدارة إصدار الأنظمة الخاصة بعمل
المؤسسة.
وفوّض المرسوم المؤسسة بالتعاقد مع الأشخاص أو الجهات الداخلية أو
الخارجية المختصة لإيداع وتحصيل وتحويل أموالها بما يضمن مصلحة المؤسسة ويحفظ
حقوقها، وأقرّ المرسوم إعفاء السورية للطيران من الرسوم الجمركية والمالية
والبلدية عن كل ما تستورده من تجهيزات ومعدات ومحركات وقطع الغيار اللازمة
للطائرات والأنظمة اللازمة للتشغيل.
المرسوم رقم / 1 / لعام 2020م عدَّ جميع العاملين الدائمين منقولين
حكماً مع شواغرهم إلى المؤسسة المحدثة وبأوضاعهم وفئاتهم وأجورهم ذاتها، ويحتفظون
بقدمهم المؤهّل للترفيع، فيما يستمر العاملون المندوبون والمؤقتون والموسميون
بأوضاعهم الحالية وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة .
إذن ( السورية للطيران ) باتت بلباسٍ حضاري جديد، وصلاحيات واسعة،
ومرونة تبدو فائقة، ولم يعد اسمها ( مؤسسة الطيران العربية السورية ) بل ( الخطوط
الجوية السورية ) اختصاراً ( السورية
للطيران ) وربما تكون إدارتها معذورة في أنها لم تعتدْ بعد على اسمها الجديد،
لاسيما وأنها تمرّست على الاسم القديم لعقود، ولكنها بالنهاية لا بدّ وأن تعتاد
وتتمرّس من جديد على هذا الاسم المحدث الجميل الذي نرجو أن تجد عليه كل نجاح وتطور
وتألّق وتحسين.
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق