مع الارتفاع غير المسبوق والجنوني في أسعار كلّ شيء، لم تكن أسعار
المنتجعات السياحية في محافظتي البحر (اللاذقية وطرطوس) بعيدة عن ذلك، فقد
سجلت أرقاماً قياسية، بل يمكن القول إنها “فلكية” هذا الموسم، ما يعني أن
فئة قليلة باتت فقط قادرة على تحمل تكاليف الشاليهات الباهظة، حيث تجاوز
سعر قضاء الليلة الواحدة فيها دخل عامل أو موظف حكومي لعدة أشهر، إذ وصل
سعر قضاء ليلة واحدة في أحد المنتجعات إلى مبلغ 500 ألف ليرة!.
وفي جولة على أسعار إيجارات الشاليهات هذا العام في مدينة اللاذقية، فقد
وصلت كلفة اليوم الواحد في منتجعات الشاطئ الأزرق وأفاميا والغولدن بيتش
إلى أكثر من مليون ليرة لليلة الواحدة، أما في الجارة طرطوس فتبلغ تكلفة
الحجز في السويت الواحد 700 ألف ليرة، والغرفة المفردة 200 ألف ليرة، في
حين يدفع الشخص لقضاء ليلة واحدة في أحد الفنادق 250 ألفاً، والشاليه لشهر
كامل في الرمال الذهبية يحتاج مبلغاً وقدره مليونا ليرة كحجز فقط.
رئيسُ غرفة سياحة طرطوس نهاد نادر “المؤقت” أوضح أن قضاء ليلة
أو أكثر تختلف حسب التصنيف بنجمة أو نجمتين أو أكثر، وحسب طلب المقيم بنوع
الإقامة، كما أن الغرفة لا تقوم بضبط الأسعار، وإنما تقوم بجولات دورية مع
مديرية السياحة، فالأسعار تحدّد من قبل وزارة السياحة، ويتمّ التعامل في
حال وجود أية شكوى مع كل حالة على حده، مؤكداً أن تذبذب سعر الصرف وارتفاع
الأسعار وضعف القوة الشرائية للمواطن أدى إلى إحجام الكثير من الناس عن
مجرد التفكير بالتوجه لتلك المنشآت، وهناك بعض المنشآت لكي تستقطب الزبائن
عمدت إلى تقديم بعض العروض لتشجيع الناس على السياحة كتقديم عرض قضاء أسبوع
واحد في شاليه على البحر مصحوب بيوم كامل مجاناً.
أما المطاعم فأسعارها كاوية، ولا يمكن الاقتراب منها، إذ إن أقلّ وجبة
لأسرة مكونة من 3 أشخاص تتراوح بين 40– 60 ألف ليرة، وهذا في حال كانت
الوجبة خفيفة، أما في حال طلب اللحوم والأسماك، فقد تصل إلى أرقام فلكية،
وفي الشواطئ الشعبية التي يتمّ تأجيرها لمستثمرين من قبل المحافظة تبلغ
كلفة دخول عائلة مكونة من 5 أشخاص مع أجرة طاولة 60 ألف ليرة دون أي طعام
أو شراب.
وبالانتقال إلى أجور المركبات البحرية “فلوكة” والتي يلجأ المصطافون إلى
استئجارها لساعات قليلة بقصد القيام برحلة هادئة في عرض البحر، فقد وصل
إيجار الساعة الواحدة إلى 100 ألف ليرة للفلوكة الصغيرة، و120 ألفاً
للكبيرة، في حين أن موتور البحر “جيت سكي” لشخصين، يتجاوز أجره 350 ألف
ليرة للساعة الواحدة.
وأكد عدد من المواطنين أن هذا الارتفاع في أسعار الشاليهات في اللاذقية
وطرطوس جاء مترافقاً مع موجة ارتفاع الأسعار والغلاء، وهذا ما جعل من البحر
حكراً على سكان المدينة وأصحاب الأملاك فقط ومالكي هذه المنتجعات ليصبح
التمتّع بجمال البحر وقضاء العطلة بأجواء بسيطة أمراً في غاية الصعوبة،
وحلماً للكثير، وخاصة لذوي الدخل المحدود، وهو ما جعل الكثير منهم يلجؤون
لاصطحاب عائلاتهم إلى أية فسحة خضراء متاحة لجميع الناس، ولا تخضع لقوانين
“الأسعار”!.