وأمام
هذا الواقع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه أغلب الأسر السورية، وعدم توفر
نوادٍ عامة يسجل فيها الطالب، نجد أن النوادي الصيفية الخاصة متوفرة
وبكثرة ولكن بأسعارها الجهنمية التي لا يتحمّلها الأهل، فمثلاً قسط نادٍ
صيفي لطفل بعمر الـ 7 سنوات يصل إلى مليون ليرة في أحد الأحياء الشعبية،
أما نوادي الدرجة الأولى فيصل القسط إلى مليونين ونصف.
تقول
أم سومر “موظفة” إنها لا تستطيع أن تضع أبناءها الخمسة كلهم بنوادٍ صيفية،
لأن هذا الأمر سيكلفها خلال العطلة كاملة نحو 6 ملايين ليرة، لذلك فهي
تكتفي بتسجيل أبنائها الصغار فقط، أما الكبار فإنها تعتمد على أن يملؤوا
أوقات فراغهم في المنزل من خلال اللعب بالشطرنج والطاولة والمضارب… وما إلى
ذلك.
ويقول
أبو عدي: هناك الكثير من النوادي غير المرخصة وتعمل وفق أهوائها وتحدّد
الأسعار وتتهرّب من الرسوم المترتبة عليها، وينبغي على وزارة التربية
ملاحقتها واتخاذ القرارات اللازمة لإغلاقها، مضيفاً أن هناك ملاعب ومنشآت
رياضية عامة تابعة للجهات العامة تتوفر فيها كافة الألعاب والأجهزة
الرياضية والمسابح، فلماذا لا تفتح أبوابها أمام أبنائنا، فنجد أن أغلب تلك
المنشآت أوقفت العديد من نشاطاتها خلال الحرب.
وتحدثت
الآنسة رشا، وهي إحدى المدرسات في أحد النوادي الصيفية، أن تلك النوادي
تقوم بالإعلان عن نشاطاتها بلافتات عريضة وإعلانات براقة على أنها الأفضل،
مشيرة إلى عدم تكافؤ الأجور التي تتقاضاها بعض النوادي مع النشاطات التي
تقدمها فهي مبالغ بها، وأقساط الكثير منها غير مناسب للعديد من الأهالي،
نظراً لما تقدّمه وأحياناً لا توجد جميع النشاطات التي يرغب الأهل بتسجيل
أبنائهم بها، إلا أن جشع أصحاب تلك النوادي واستغلالهم لحاجة الأهل وخاصة
“الموظفين” يجعلهم يتحكمون بأسعارها.
وفي
وقت يكتوي الأهالي بلهيب الأقساط المرتفعة لتلك النوادي يرى القائمون على
هذه الأندية أن أسعارها مبررة وهي تتفاوت حسب النشاطات المقدمة، عدا عن أن
هذه النوادي بحاجة إلى تغطية النفقات المترتبة عليها من المعدات اللازمة
والكوادر وغيرها والرسوم والضرائب للمرخص منها.
ويبرّر
رشاد وهو صاحب أحد المعاهد الخاصة ارتفاع أسعار النوادي الصيفية خلال
السنوات الأخيرة الماضية إلى زيادة متطلبات تلك النوادي من توظيف معلمات
ومشرفات على النادي، بالإضافة إلى الفعاليات التي تحصل خارج النادي
كالسباحة والتي تتطلب مدربين ومدربات للرياضة للمحافظة على سلامة الطالب،
وأيضاً الكلفة المالية لأجور الباصات لنقل الطلاب من منازلهم إلى النادي
الصيفي. وبالمقابل هناك شهادات عديدة من قبل الكثير الأهالي عن تجربة
أبنائهم مع النوادي الصيفية والمهارات التي اكتسبوها، وكيف استطاعت هذه
النوادي أن تنمّي مواهبهم سواء الفكرية أو الرياضية أو حتى الموسيقية بغضّ
النظر عن المبالغ التي يدفعونها، فعلى حدّ قولهم لا أهمية لهذه المبالغ
مقابل الفائدة التي يحققها أبناؤهم.