سيرياستيبس : رأى رئيس مجلس إدارة جمعية مكاتب السياحة والسفر في سورية غسان شاهين : أن سورية رغم كل الظروف القاسية والعقوبات الجائرة استطاعت
أن تقهر السوق السياحي العالمي، ولكن الأهم عملياً برأيه أن يكون لدينا
سياحة مستدامة لا أن نكتفي ببضعة سياح كون السياحة المستدامة لا تكتمل إلا
بتوفر عناصر أهمها وجود وكلاء لنا في دول العالم لتسويق البرامج السياحية
عن سورية، مبيناً أن هؤلاء من بداية الحرب وحتى الآن فشلوا في استعادة
الوضع السابق لتسويق البرامج السياحية التي نعمل عليها لجذب السياحة
الوافدة إلينا، في حين أن السياحة الداخلية لا يمكنها تلبية متطلبات
المواطن السوري في ظل أسعار لا تُحتمل ما جعلنا بعيدين عن واقع السياحة
المطلوبة.
ورغم ذلك يشير إلى أن سورية ما زالت وجهة سياحية مفضلة للكثيرين، ووفد
هذا العام الكثير من السياح لبلدنا التي لا تزال حتى الآن أبوابها مفتوحة
لكل الزائرين، لافتاً إلى أن ما قُدِمَ للسياحة الوافدة من الدول الشقيقة
والصديقة لا يوازي ما تقدمه تلك الدول للسياح السوريين في بلدانهم.
مؤكداً أنّ أهم متطلبات السياحة الداخلية بأن تكون تبادلية بالحد
الأدنى، فلا نجد مثلاً مجموعات سياحية من حلب أو اللاذقية أو السويداء
مثلاً تأتي لدمشق أو ريفها في حين أهل دمشق يقومون برحلات إلى اللاذقية
وطرطوس وحلب على مدار العام، ومن حق كل محافظة فيها مطاعم وفنادق أن تعمل
وتكسب وكذلك دمشق، وعليه لم نستطع حتى الآن داخلياً التوصل إلى سياحة
متبادلة على مستوى بلدنا، متابعاً بأنه لا يوجد مكتب خارج دمشق استطاع أن
ينظم رحلة سياحية إليها رغم إن مكاتب السياحة التي رُخصَت خلال 13 سنة حرب
على مستوى القطر لا تقل عن 1000 مكتب سياحي، وبرأيه هذه مشكلة يجب مواجهتها
بوضوح على كل المستويات حتى يتحقق الريع الاقتصادي للجميع من السياحة
الداخلية التبادلية.
وبالرغم من ارتفاع رسوم الدخول وأسعار الخدمات للمتنزهات والمطاعم إلا أنه
لا يزال لدينا أماكن مصنفة شعبياً، والحقيقة في جوهرها لا تمت للسياحة بصلة
كما يقول رئيس مجلس إدارة جمعية مكاتب السياحة والسفر، فالمطاعم التي
تستقبل المواطنين على مبدأ (أهلاً بكم وبطعامكم)، أو “هات أركيلتك وتعال
دخِّن عندنا”، ويجلسون على مصاطب قرب النهر والبساتين، إضافة إلى متنزهات
تتقاضى 10 آلاف ليرة أجرة الكرسي والطاولة كالموجودة على طريق المطار
وجرمانا، فلا يمكننا أن نعد هذا سياحة بل فوضى، كون الأهم هو ما تقدمه
المواقع السياحية للمواطن حتى نسميه سياحة، منتقداً أصحاب هذه الأماكن التي
لا تلتزم بتسعيرة معينة وهم أصلاً غير مسجلين في وزارة أو غرفة السياحة. بهذا السياق يؤكد شاهين أن السياحة عبر الإنترنت من خلال نشر برامج سياحية
يطلع عليها الناس في الخارج، لم تنجح في جذب السياح الأجانب لسورية إلا
بقلة قليلة، ولم تستطع جلب مجموعات كبيرة منهم لأن الأكثر فاعلية هو
استقدام (الكروبات)
السياحية عن طريق الوكيل في الخارج الذي يروِّج ويسُّوق البرنامج ويقوم
بالتنظيم الذي يؤمنه له المكتب في الداخل وهو ما نفتقده اليوم، محذراً من
أن السياحة عبر الإنترنت لها مخاطر ومطبات يقع فيها البعض، ظاناً صاحب
المكتب قد “جرَّ الذئب من ذيله” كما يقال باستقدام أعداد محدودة جداً بلا
نفع يذكر والمالية بهذا الموضوع بالمرصاد، ولذلك يكون العمل على هذا الصعيد
هرجاً بلا فائدة. من مقال منشور في جريدة تشرين
|