قصة النفط السوري المسروق ونزيف الذهب الأسود 05/07/2021
سيرياستيبس :
أخرجت قوات الاحتلال الأمريكي السبت رتلاً محملاً بالنفط السوري من
الأراضي السورية إلى قواعده في شمال العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي.
وذكرت مصادر محلية من قرية السويدية في ريف اليعربية الشمالي ل “سانا”
أن رتلاً تابعاً للقوات الأمريكية مؤلفاً من 37 صهريجاً محملاً بالنفط
المسروق من الجزيرة السورية وعدة شاحنات وبرادات توجه إلى الأراضي العراقية
عبر معبر الوليد غير الشرعي.
وأخرج الاحتلال الأمريكي مئات الشاحنات المحملة بالنفط السوري المسروق
والثروات الباطنية على مدى الأشهر الأخيرة بالتنسيق مع “قسد” المدعومة منه
إلى الأراضي العراقية.
قصة سرقة أمريكا للنفط السوري
تستذكر أروقة الصحافة المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب بشأن عملية القوات الأمريكية الخاصة التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم
“داعش” أبو بكر البغدادي حيث قال فيما قاله “ما أعتزم القيام به ربما يكون
عقد صفقة مع شركة إكسون موبيل أو إحدى أكبر شركاتنا للذهاب إلى هناك
والقيام بذلك بشكل صحيح … وتوزيع الثروة”.
وأورد ترامب في المؤتمر الصحفي أن: «النفط في سوريا غذى داعش وعملياته ويجب أن نأخذ حصتنا الآن وسأعقد صفقة مع شركة عالمية»
مضيفا «صرفنا المليارات في العراق وكنا سنسترجع ذلك في حال حصلنا على النفط هناك».
وقد كانت هذه التصريحات بمثابة الإشارة الخضراء للبدء بسرقة النفط
بناءً على تعليمات رأس هرم السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال
بروس ريدل، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق والباحث في معهد بروكينجز
البحثي «هذه ليست مجرد خطوة قانونية مريبة، بل إنها ترسل كذلك رسالة إلى
المنطقة بأسرها والعالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط».
يُذكر أن وسائل إعلام لفتت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان
من المقرر أن يختار بين ثلاث شركات نفط أمريكية، للعمل في الحقول الواقعة
شمال شرق سوريا.
“إكسون موبيل” ترفض .. و “Delta Crescent Energy” تتصدى
وكانت عملاق النفط “إكسون موبيل”، التي اقترحها ترامب لإدارة النفط في
شرقي الفرات، قالت، إنه لا يمكننا الدخول إلى تلك المنطقة، لأنها ساحة قتال
بين القوى الدولية، وغير مستقرة، وما دمنا ليس لدينا حق شرعي وقانوني فلا
يمكننا الذهاب إلى هناك”، ما أدى لتغير الخطط بهذا الشأن.
وأشارت وسائل الإعلام، إلى أنه على الرغم من أن ترامب، أشار إلى اسم
“إكسون موبيل”، في اجتماعين هامين، فإن “عملاق النفط”، لا يمكنها تحمل عبء
الدخول إلى شرقي الفرات، وتحمل مسؤولية مخاطبة حزب العمال الكردستاني بشكل
مباشر.
وكشفت وسائل الإعلام، أن المباحثات بين مسؤولين أمريكيين وزعيم “قسد”
مظلوم عبدي، الطفل المدلل لأمريكا، تمخضت بالنهاية عن توقيع اتفاق مع شركة
“Delta Crescent Energy”، والتي تعد أيضا ذات قيمة في الولايات المتحدة،
وماضيها مليء بالفضائح.
ولفتت إلى أن الشركة الأمريكية العملاقة، ستبدأ بأنشطتها في الحقول
التابعة للوحدات الكردية التي تحتل شرقي الفرات لزيادة إنتاج النفط اعتبارا
من 20 تشرين الأول 2020، وبحلول شباط 2021، سيصل الإنتاج إلى 60 ألف برميل
يوميا.
وفي شهر أيار 2021 نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصدر مطلع أن الرئيس
الأمريكي، جو بايدن، أنهى عمل شركة “Delta crescent Energy” للنفط
الأمريكية في سوريا، التي كان سلفه، دونالد ترامب، قد وافق عليها.
ولكن من المعلوم للقاصي والداني أن القوات الأمريكية ما زالت حتى اليوم
بالتنسيق مع “قسد” وشركات نفطية تخرج الأرتال المحملة بالنفط المسروق من
الأراضي السورية إلى قواعدها في شمال العراق.
العدو “الإسرائيلي” موجود
وكانت كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن رسالة مسربة موقعة من إلهام
أحمد، الرئيس المشارك ل”مسد”، و هو الذراع السياسية “قسد”. تعطي فيها
تصريحاً لرجل أعمال الإحتلال “الإسرائيلي”، موتي كاهانا، لتمثيل المجلس في
جميع المسائل المتعلقة ببيع النفط السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة
الاكراد.
ويدخل “موتي كاهانا” إلىٰ شمال شرق سوريا بشكل مستمر عن طريق تركيا.
وقال صحافيون إن “كاهانا” عضو في جماعات “الضغط الإسرائيلية” (اللوبيات
الصهيونية) مثل: أيباك وغيرها في العاصمة واشنطن.
يشار إلى أن “قسد” تحتل حالياً 11 بئراً نفطية، وأكبر حقل نفط هو العمر
في محافظة دير الزور والتي تخضع لسيطرة قوات “قسد”، وكذلك حقلي الجفرة
والتنك. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ القوات الإنفصالية بحقل الرميلان في
محافظة الحسكة، وعدة مواقع أصغر في محافظة الرقة.
يُذكر أنه قبل اندلاع الحرب على سوريا كان الإنتاج نحو 380 ألف برميل
من النفط يوميا، وقدرت ورقة عمل صدرت عن صندوق النقد الدولي في 2016 بأن
الإنتاج تراجع إلى 40 ألف برميل يوميا فقط.