وأشار كاتب المقال الخبير الاقتصادي، جوليان لي، إلى أن مراوح توليد الطاقة الريحية متوقفة بسبب قلة الرياح، وقد بدأت إعادة استخدام محطات الفحم لتوليد الكهرباء، وتعالت أصوات اقترحت استخدام مولدات الديزل الشخصية لمواجهة هذه المشكلة.
ولكن وبرأيه النفط لن يكون الحل للأزمة الموجعة التي تعاني منها القارة.
وشكلت أسعار الغاز الآخذة
بالارتفاع حافزاً لاستبدال الغاز وإحلال النفط بدلاً منه. مما سيزيد الطلب
على النفط ومع أن هذا قد يكون حلاً على المقياس العالمي ولكنه لن يشكل حلاً
للمستهلك الأوروبي الذي لديه نافذة زمنية ضيقة لتبديل مولداته من الغاز
إلى النفط،
على الرغم من أن القارة العجوز تملك تنوعاً جيداً بمصادر
توليد الطاقة ولكن يبقى اعتماد معظم دول القارة على الغاز الطبيعي كمصدر
أولي لإنتاج الكهرباء، كما أن الغاز يشكل مصدراً كبيراً للتدفئة في المنازل
ففي دول كالمملكة المتحدة فإن نسبة اعتماد السكان على الغاز للتدفئة عالية
جداً، حيث إنّ أكثر من 85% من البيوت موصولة بشبكة غاز.
ورأى الكاتب أن المشكلة الرئيسة هي شح مخزونات الغاز الأوروبية حيث شهد مخزون الغاز الطبيعي في القارة تناقصاً بمقدار 24% مما كان عليه في الوقت نفسه من العام الماضي وهو أسوأ مخزون منذ عام 2013.
وقد وصل مخزون الغاز الأوروبي لهذا السوء بسبب عدة عوامل منها الشتاء الماضي الطويل، وعودة النشاط الاقتصادي للتعافي (جزئياً) بعد أزمة الوباء العالمي، وتردي توليد الطاقة عبر المصادر المتجددة بسبب انخفاض سرعة الرياح، علماً أن طاقة الرياح تمثل الشكل الأبرز بالنسبة للمملكة المتحدة حيث تعتمد عليها لتوليد الكهرباء بنسبة 25%.
وبعد الحريق الذي عطل كبل رئيسي لاستجرار الكهرباء من فرنسا زاد الضغط على مولدات الطاقة العاملة على الغاز بشكل كبير جداً.
الأمر الجدير بالذكر أيضاً أن الإنتاج الأوروبي للغاز الطبيعي في تناقص مستمر منذ مدة طويلة فقد وصلت أكبر ثلاث دول من حيث الإنتاج ذروة إنتاجها. فإنتاج المملكة المتحدة انخفض بمقدار 65% من الذروة الواصلة إليها قبل 20 عاماً بينما انخفض الإنتاج الهولندي 75% منذ ما يقارب العشرين عاماً أيضاً، بينما استمر إنتاج النرويج بالانخفاض للعام الرابع على التوالي بسبب عمليات صيانة كبرى.
استيراد الغاز لم يعوض النقص. فمع أن أوروبا تعتمد على روسيا بنصف وارداتها من الغاز المستورد عن طريق شركة "غازبروم" الحكومية إلّا أن الواردات كانت تهدف لإشباع الحاجة الأساسية، لا لتعويض المخزون المستنفد.
روسيا لم تكن في عجلة لإمداد أوروبا بالغاز عبر الطريق البرية التقليدية من بيلاروسيا وبولندا وأوكرانيا بينما كانت توجه ضغطها لاستكمال مشروع "السيل الشمالي 2" الذي يعبر بجوار الدول المذكورة سابقاً.
السيل الشمالي2 كطوق للنجاة
خط الغاز الروسي الجديد "السيل الشمالي 2"سوف يشكل حبل النجاة الوحيد للقارة الأوروبية وقد تم استكمال إنشاء هذ الخط ومن المخطط أن يبدأ تشغيله في الأول من الشهر القادم.
وحيث يمكن أن تشكل مولدات الديزل حلاً لبعض الصناعيين المعتمدين على الكهرباء فهذه المولدات سوف تفشل بإبقاء الأضواء منارة والبيوت دافئة للسكان الأوروبيين حيث يبقى أمل السكان الوحيد هو شتاء معتدل الحرارة.
قاسيون - المصدر: Winter Is Coming and Europe Is Running Scarily Low on Gas