بانتظار إذن رسمي من واشنطن

مع كل ماجرى الحديث عنه حول شراء لبنان للغاز من مصر عبر سورية " الجاهزة فنيا لنقله عبر خط الغاز العربي " فإن كل من لبنان ومصر لم يوقعا بعد اتفاق يقضي بشراء لبنان للغاز من مصر , وحيث يحتاج الاتفاق بطبيعة الحال الى مصادقة وربما الى عرض على برلماني البلدين للموافقة عليه رسميا قبل أن يصبح نافذا ؟ ..
بالإضافة الى ذلك فإنّ مصر ووفقا لجهات معنية فيها لم تحصل بعد على إذن أميركي رسمي لإعفاء شركاتها من عقوبات قانون قيصر الذي يحظر التعاون مع الدولة السورية ويعرض الشركات التي تتعاون معها لعقوبات ؟؟
وهذا يعني أن الأمر برمته اليوم لدى الجانب المصري الذي يبدو أنه ذهب للتفكير أبعد من قيصر , فالجدوى الاقتصادية من تصدير الغاز الى لبنان عبر سورية مطروحة على الطاولة خاصة في ظل وجود عروض لتصدير الغاز المسيل الى اوروبا التي تعاني من نقص في الطاقة >
هذا ولا تخفي جهات مصرية خوفها من تعرض خط الغاز العربي خاصة في مقطعه السوري الى اعتداءات ارهابية والخسائر التي يمكن أن تنجم عن حدوث هكذا أمر ومن يتحمل تكلفتها , مع الإشارة هنا الى أن هناك حاجة ملحة لدى الجانب المصري الى تصدير غازه نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها ؟ .
تأتي هذه الهواجس المصرية في الوقت الذي أعلن فيه وزير الطاقة اللبناني عن إمكانية استيراد الغاز المسيل القطري عبر نقل الغاز القطري بالسفن إلى خليج العقبة، وتغويزه وضخّه في خط الغاز العربي ومن ثم تصديره الى لبنان عبر سورية
اذاً خط الغاز العربي في سورية أصبح جاهزاً لنقل الغاز المصري ومعه القطري ربما , ولكن يبدو أن الشكل القانوني للعملية لم تنجز بعد وكما ذكرنا أعلاه فإنّ أي اتفاق أو عقد رسمي لم يتم توقيعه بعد بين لبنان ومصر والذي إذا لم يتم انجازه لن يكون هناك عبور للغاز باتجاه لبنان وسيتأخر الى حين انجازه رسمياً , مع الاشارة الى أن البنك الدولي هو من سيقوم بتمويل شراء لبنان للغاز وللكهرباء عبر قرض يمنح للحكومة اللبنانية ولكن حتى الاتفاق مع البنك الدولي لم يتم انجازه بشكل نهائي ؟
بالنسبة لسورية فإنّها لاتعول اقتصاديا على مرور الغاز ولا حتى الكهرباء عبر أراضيها نظرا لأن استفادتها محدودة , الأمر بالنسبة لها كسر للحصار واعتراف بدورها وموقعها الذي لايمكن تجاوزه ولا يمكن القفز فوقه؟
إذا تنتظر مصر موافقة رسمية من الولايات المتحدة لتصدير الغاز الى لبنان عبر سورية بالشكل الذي يجنبها عقوبات قيصر .. في هذه الاثناء اعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنه طرح على الرئيس المصري خلال زيارته الى القاهرة زيادة كميات الغاز التي يمكن ان يحصل عليها لبنان الى مليار متر مكعب سنوياً ولكن كل ذلك ولم يتم توقيع أي عقد بشكل رسمي فالأمر مرهون بالحصول على ضوء أخضر مباشر من واشنطن وإلا فإن قيصر بالمرصاد ؟
فهل يكون تدفق الغاز الغاز المصري وحتى القطري مسألة وقت وحيث لن تجد مصر مشكلة في الحصول على إذن أمريكي أم أن الأمر يحتاج الى مزيد من الانتظار وربما الى المزيد من الترتيبات التي قد لاتخلو من مطالب أمريكية اضافية قبل أن تفرج عن موافقتها رسميا ؟
سورية جاهزة .. مصر تنتظر موافقة الأمريكي .. أما لبنان فكل مايصدر عن مسؤوليه من تصريحات .. أما الأردن فيبدو أنه تمكن من انجاز ترتيبات تصدير الكهرباء الى لبنان مع واشنطن .. فظروفه الاقتصادية وحاجته الملحة الى تصدير الكهرباء الفائضةفوق طاقة تحمله ؟