دمشق - سيرياستيبس :

بما لايخفى على أحد فإنّ  أية توريدات نفطية لم تصل الى المرافئ السورية منذ أسابيع ,  ولانعتقد أن الجهات المعنية راغبة بإعطاء وعود عن موعد وصولها ..  بينما تعمل على تأمين التوريدات بكل طاقتها وبشكل لايطيل من الازمة ولكن الانمور مرهونة بوصول النواقل التي نتمنى ان لاتطول ونعتقد انها لن تطول .  ..

في هذه الاثناء  تقود وزارة النفط سياسة متشددة في إدارة النقص لضمان عدم انفقاد المازوت والبنزين  .. وبالنسبة للمازوت فقد توقفت جميع عمليات التوزيع لصالح المنشآت الحيوية والهامة والتي لايمكن توقفها .. في حين زادت أيام وصول رسالة البنزين

هناك من سيقول أن المواد متوفرة في السوق السوداء .. وهذا أمر طبيعي فالشح سيدفع كثيرين لبيع مخصصاتهم كما سيزيد من جشع اصحاب الكازيات باعتبارهم الخط الاول لسرقة المادة وفي كل الأحوال فنحن نعلم من هم زبائن السوق السوداء ؟

 عضو مجلس الشعب زهير تيناوي قال في تصريح صحفي أن التأخر في التوريدات هو سبّب الاختناقات الحالية، فيما من المتوقع وصولها خلال أيام للمرافئ السورية ليبدأ تفريغها وتكريرها، موضحاً أن الأزمة قائمة وليست جديدة ومستمرة طالما أن مناطق شرق الفرات مسروقة من القوات الأميركية وحلفاؤها

اليوم علينا أن نعلم أن المشتقات النفطية والغاز تخضع توريداتها لمجموعة من الظروف  تتعلق بالعقوبات وسرقة النفط السوري ومنعه عن الشعب الى جانب مشاكل تتعلق بالتمويل وارتفاع تكاليف التوريد بسبب العقوبات خاصة بالنسبة للغاز وكل ذلك تتم ادارته ضمن ظروف في غاية الصعوبة

قد يكون من الصعب ان ندعو الناس لتفهم ماتعانية البلاد في موضوع تأمين الغاز والمشتقات بسبب استمرار وجود السوق السوداء ووالتي هي تعبير مباشر عن وجود فساد لم يتم حتى الآن تقويضه , فالكازيات تسرق بشكل علني في ظل ضعف ثقافة الشكوى ووقاحة السارق ,  ولجان المحروقات في المحافظات لايبدو عملها كما يجب وفي كل ذلك الاتمتة هي الحل النهائي .. كل المشتقات يجب ان تخضع للاتمتة واي عملية توزيع يجب ان لاتتم إلا عبر البطاقة الذكية ولايبدو الامر صعبا .. هو يحتاج لارادة وقرار حتى ولو كان متفردا .. لأن مقاومة البطاقة غالبا هي من الجهات الشريكة في التوزيع وبالتالي لاتريد فقدان حنفية حقيقة مفتوحة وتدرعليها الملايين بالمجان ؟

لماذا المماطلة بتطبيق البطاقة الذكية في المازوت الزراعي  ولماذا معاندة الاتمتة من قبل بعض الجهات  رغم أنّها الحل طالما أنّ نفطنا مسروق , وطالما أننا مجبرون على استيراد النفط والغاز فيجب التشدد في ادارة التوزيع بالاتمةكما يجب التشدد بحق كل من يسرق وينهب المازوت والبنزين بدءا من الكازيات ..

على أمل أن لاتتأخر التوريدات   .. ويستفحل طمع السارقين ؟؟

مع تأكيدنا أن الوضع صعب وتقليل صعوبته مرهون بتوفر جملة من الامور اولها تقويض السوق السوداء ومغذيها من السارقين والحرامية

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق