دمشق - سيرياستيبس
الوضع
صعب للغاية هذا أبسط ما يمكن أن نصف فيه وضع المشتقات النفطية في ظل تأخر
التوريدات , حيث وبما لايخفى على أحد فإنّ أية توريدات نفطية لم تصل
الى المرافئ السورية منذ أسابيع , ولانعتقد أن الجهات المعنية راغبة
بإعطاء وعود عن موعد وصولها .. بينما تعمل على تأمين التوريدات بكل طاقتها
وبشكل لايطيل من الازمة ولكن تبقى الامور مرهونة بوصول النواقل التي نتمنى
ان لايطول ..
ويبدو
أن الحكومة بدأت تقود الأمور باتجاه مصارحة الرأي العام بواقع المشتقات
النفطية في ظل تأخر التوريدات على التوزاي مع شد الأحزمة وتطبيق سياسة
ترشيد وادارة نقص مشددة لضمان عدم انفقاد المازوت والبنزين دون أن تعطي وعودا , بينما تعمل الجهات المعنية في الدولة بشكل حثيث لتأمين توريدات بأسرع وقت ممكن ..
في هذا السياق وبشكل غير مسبوق فقد بينت
الشركة السورية للاتصالات أن سبب خروج عدد من مراكزها الهاتفية عن الخدمة
يعود لصعوبة تأمين الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية الضرورية لتأمين
استمرارية تشغيل هذه المراكز خلال فترات التقنين بالتيار الكهربائي.
وفي بيان لها، قالت الاتصالات: “نعمل بشكل
مستمر لتأمين مادة الوقود لعودة المراكز إلى الخدمة وضمان عدالة التوزيع
بحسب الموارد المتوافرة .
هذا وكانت رئاسة مجلس الوزراء قد أصدرت، بلاغاً طلبت فيه من الجهات العامة تخفيض الكميات المخصصة
من مادتي البنزين والمازوت للسيارات السياحية الحكومية بنسبة 40 بالمئة
. هذا ومن المتوقع أن يتحدث وزير النفط عن واقع توفر المشتقات النفطية ووضع التوريدات في لقاء تلفزيوني مساء اليوم ..
اليوم
علينا أن نعلم أن المشتقات النفطية والغاز تخضع توريداتها لمجموعة من
الظروف تتعلق بالعقوبات وسرقة النفط السوري ومنعه عن الشعب الى جانب مشاكل
تتعلق بالتمويل وارتفاع تكاليف التوريد بسبب العقوبات وكل ذلك تتم ادارته ضمن ظروف في غاية الصعوبة
قد
يكون من الصعب ان ندعو الناس لتفهم ماتعانية البلاد في موضوع تأمين الغاز
والمشتقات بسبب استمرار وجود السوق السوداء ووالتي هي تعبير مباشر عن وجود
فساد لم يتم حتى الآن تقويضه , فالكازيات تسرق بشكل علني في ظل ضعف ثقافة
الشكوى ووقاحة السارق , ولجان المحروقات في المحافظات لايبدو عملها كما
يجب وفي كل ذلك الاتمتة هي الحل النهائي .. كل المشتقات يجب ان تخضع
للاتمتة واي عملية توزيع يجب ان لاتتم إلا عبر البطاقة الذكية ولايبدو
الامر صعبا .. هو يحتاج لارادة وقرار حتى ولو كان متفردا .. لأن مقاومة
البطاقة غالبا هي من الجهات الشريكة في التوزيع وبالتالي لاتريد فقدان "
حنفية " حقيقية مفتوحة وتدرعليها الملايين بالمجان ؟
في كل الأحوال هي أيام صعبة وقد لاتكون المعاناة من ترشيد المواد النفطية ضاغطة على الناس بقدر ما سيكون الضغط متأتيا من كل اولئك الجشعين الذين سيستغلون الوضع ويبدأوا باستغلال الناس ابشع استغلال بدءا من شوفيرية التكاسي والتجار وكل من يعتقد أن من حقه رفع اسعاره بحجة الوقود والسوق السوداء التي يجب حرقها بالوقود الذي يباع فيها ؟