نعمة وليست خدمة سيرياستيبس :
كتب الاعلامي معد عيسى
تتفق وجهات النظر في كل العالم على ضرورة التوجه إلى الطاقات المتجددة في
ظل التغيرات المُناخية وارتفاع حرارة الأرض، وإن كنا في سورية نلتقي مع
وجهة النظر هذه إلا أنه لدينا أسباب أخرى تتعلق بعجز التوليد ونقص
المشتقات النفطية بعد أن دمر الإرهاب كل مقدراتنا ، ولذلك تعمل الحكومة
بكل ما تستطيع لتشجيع المواطنين للتوجه إلى الطاقة الشمسية ، ولهذه الغاية
تم تعديل قوانين تُشجع على الاستثمار في الطاقات المتجددة ، وأطلقت قروضا
بدون فوائد لتشجيع ذلك .
لسنا بصدد مناقشة قدرة المواطن على تركيب منظومات طاقة شمسية ،ولا عن
أولوية ان تقوم الدولة بهذه الاستثمارات طالما أنها نظيفة ومجدية اقتصاديا
، الأمر متعلق بمن استجاب وركّب طاقة شمسية بغض النظر عن التمويل (شخصي
_قروض ) والدعوات التي صدرت مؤخرا لفرض رسم ٢٠ الف ليرة على كل لوح مُركب
والتي تتناقض مع ما دعت إليه الحكومة و قامت بتمويله بدون فوائد ،
وتتناقض مع كل منطق وحتى مع القانون ، فعلى اي اساس سيدفع المواطن طالما
أنه اشترى واقترض وركب على املاكه الخاصة ؟هل الرسوم على الشمس؟وهل يقودنا
ذلك إلى تندرات المواطنين ( لم يبقى إلا أن يفرضوا ضريبة على الهواء ) .
في اتفاقيات المناخ تم فرض ضريبة على الدول الصناعية يتم دفعها للجهات
والدول التي تعتمد الطاقات المتجددة لأنها قللت من انبعاثات الكربون ،فيما
جهابذتنا يطالبوننا بدفع رسوم على كل لوح طاقة شمسية ، اتقوا الله في
عائلة قامت بتركيب لوح لتأمين طاقة لشحن مدخرات يعتمدون عليها في تأمين
الضوء لأبنائهم كي يدرسوا بظل غياب الكهرباء ،واتقوا الله في شخص اسعفته
الظروف بتركيب عدة ألواح شمسية وقام بتركيب لمبة لانارة الشارع امام منزله
ليكسر ظلمة مَن أوصلنا إلى هنا، إن عجزتم عن تقديم ما هو مفيد فالصمت ستر
لكم .
أصحاب هذه الدعوات هل فكروا كيف سيناقضون القوانين التي تدعو المستثمرين
للاستثمار بالطاقات المتجددة باعفاءات كاملة ؟ وهل سيذهبون لفرض رسوم عل
كل لوح شمسي في المشاريع التي تم إطلاقها وتركيبها ووصلها بالشبكة ؟
الطاقة الشمسية نعمة من عند الله وليست خدمة تقدمونها كي تفرضوا عليها
الرسوم ، وإن كان هناك من منطق في التفكير بالرسوم فهو على كيفية
التخلص مستقبلا من ألواح شمسية رديئة تم توريدها بصفقات فساد وستشكل مصدرا
للتلوث من كثرتها وقصر عمرها الزمني .
|