سيرياستيبس كتب الاعلامي معد عيسى : ازدادت فترات التقنين الكهربائي بشكل كبير و غير واضح رغم أن درجات
الحرارة حتى الأمس كانت مقبولة ودون الطاقة التصميمية لمحطات التوليد ،
وكذلك رغم زيادة كميات الوقود المخصصة لقطاع التوليد بـ 800 ألف متر مكعب
من الغاز يوميا الشهر الماضي ..
مشكلة قطاع الكهرباء حسب المعنيين فيه سببه نقص الوقود ( فيول وغاز ) فهم
حسب التصريحات بجاهزية تامة لإنتاج ضعف الكمية لو توفر الوقود و لكن بنفس
الوقت يتجاهلون أن ما يحصلون عليه من الفيول والغاز يكفي لإنتاج ضعف
الكمية الكهرباء المُنتجة حاليا .
طبعا انخفاض مردود محطات التوليد الكهربائي ليس بيد وزارة الكهرباء لأن
أغلب مجموعات التوليد انتهى عمرها ، وكذلك الأمر الحل ايضا ليس في وزارة
النفط ، الحل حكومي شامل مرتبط بتغيير الاستراتيجية الكلية لقطاع الطاقة
في سورية من خلال أمرين ، الأول يتعلق بتأمين كميات إضافية من النفط والغاز
وهذا يحتاج إلى استثمار مبالغ كبيرة لدعم قطاع المسح والاستكشاف والحفر في
وزارة النفط لتشكيل فرق فنية مجهزة بتقنيات وتكنولوجيات حديثة وجديدة
لزيادة الإنتاج من المواقع الحالية والكشف عن مواقع جديدة للإنتاج .
الأمر الثاني مرتبط بصيانة محطات التوليد ، فكما سبق وذكرت هذه المحطات
تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتُنتج استطاعات متدنية من الكهرباء وهنا
تتحمل الكهرباء مسؤولية رسم سياسة قطاع الكهرباء ، ولو أن الوزارة توجهت
لشراء مجموعات توليد متنقلة باستطاعات ٢٥ ميغا أو أكبر وركبتها في المواقع
التي تعطيها لمستثمرين لكان لديها مجموعات توليد حديثة بمردود عال و للعلم
هذه المجموعات لا يستغرق توريدها وتركيبها أكثر من عدة أشهر .
الصيانات لمحطات كهرباء عمرها انتهى لن ينفع إلا شركات الصيانة ومن
يدعمها وكذلك انتشار الأمبيرات ، فلو ركبنا لرجل ثمانيني قلب شاب ومفاصل
وزرعنا له شعر وزوجناه فلن يعود شابا وسيكون مهددا بكل لحظة بالوفاة .
لو أننا نبيع ما نحرقه اليوم من غاز وفيول لكان ثمنه كافيا لتوريد ضعف كمية
المُنتجة حاليا ، حل أزمة الكهرباء يبدأ من دعم قطاع النفط أولا وثانيا
وثالثا ورابعا وعاشرا لأن دعمه سيوفر الوقود لمعمل السماد ومحطات
التوليد و تشغيل وسائل النقل والمعامل والتدفئة على الغاز وغير ذلك سيبقى
تبديدا للأموال وتشجيعا للأمبيرات وتوقف مزيد من شركات الإنتاج .
حل مشكلة الكهرباء واضح ومعروف لمن يريد الحل ، ومن الغريب أن نسمع من
عامين وعودا بتحسن قريب والوضع يسير باتجاه معاكس لدرجة أن الكثيرين
يعبرون بشكل عفوي عند سماع وعد بتحسن الكهرباء بترديد عبارة ” الله يستر و
يجيرنا ” ، والأمر طبعا ناتج عن تراكم تصريحات ووعود بتحسن الواقع
الكهربائي قابلها تراجع في ساعات التغذية الكهربائية .
|