حدد باحثون بعض السلوكيات التي يقوم بها الناس في حياتهم
اليومية والتي قد تتطور لتصبح عادة، تؤثر على حياتهم العملية واليومية،
ومنها شرب القهوة صباحا.
ووجدت دراسة من جامعة جنوب كاليفورنيا نُشرت هذا الشهر في
مجلة Psychological Science أن المشاركين قللوا من شأن دور العادة في
سلوكياتهم، بما في ذلك شرب القهوة. قال مؤلف الدراسة الدكتور في علم
النفس آساف مزار: "قد يستهلك الناس القهوة بدافع العادة على سبيل المثال،
قد تتبع تلقائيا روتينا لشرب القهوة عندما تستيقظ أو تذهب في رحلة الصباح،
بغض النظر عن مدى تعبك"، أوضح مزار أن التحفيز التلقائي للسلوك مقابل
النوايا الواعية، هو ما يجعل السلوك عادة. قال مؤلف الدراسة أستاذ
علم النفس والأعمال في جامعة جنوب كاليفورنيا ويندي وود : " الكثير مما
نفعله كل يوم اعتيادي، لكننا مترددون في الاعتراف بعاداتنا وبدلا من ذلك
نضع سلوكياتنا وفقا لمزاجنا ونوايانا". وللتحقيق في مقدار استخفاف
الناس بتأثير العادات، سأل مزار و وود المشاركين في الدراسة عن الدافع وراء
استهلاكهم للقهوة، وقال المشاركون في الاستطلاع إن الإرهاق كان أكثر من
ضعف أهمية العادة في تحفيزهم على شرب القهوة. وقام الباحثون بتتبع
المشاركين في الدراسة على مدار أسبوع واحد، وسجلوا شرب القهوة والإرهاق كل
ساعتين على عكس تفسيرات المشاركين، وكان للعادة تأثير قوي على استهلاك
القهوة مثل تأثير الشعور بالتعب. قال مزار: "وجدنا أن المشاركين
بالغوا في تقدير تأثير التعب على استهلاكهم للقهوة وقللوا من تأثير
العادة". وأضاف :"حتى عندما عُرض على المشاركين حوافز مالية لشرح سبب شربهم
للقهوة بدقة، فإنهم كثيرا ما يذكرون التعب أكثر من العادة". يقول
مؤلفو الدراسة إن الفجوة بين الدور الفعلي والمتصور للعادات في حياتنا تفسر
لماذا يواجه الأمريكيون صعوبة في تغيير السلوكيات المستمرة والمتكررة، مثل
الحفاظ على برنامج تمارين ثابت ونظام غذائي صحي. وبحسب المختصين فإن
بعض هذا يعود إلى الثقافة، عندما يُطلب منهم سرد ما يمنعهم من إجراء
تغييرات مفيدة في نمط الحياة ، يشير الأمريكيون عادة إلى الافتقار إلى قوة
الإرادة. أوضح مزار أن التحفيز التلقائي للسلوك، مقابل النوايا الواعية هو ما يجعل السلوك عادة. قال
مزار: "لتغيير السلوك بشكل فعال يجب على الأمريكيين الاعتراف بأن الكثير
من سلوكنا اعتيادي وتلقائي، ويمكن أن تمنعنا العادات من تكرار السلوكيات
غير المرغوب فيها، ولكنها يمكن أن تبقينا أيضا على المسار الصحيح في الحفاظ
على السلوكيات المرغوبة مثل التمرين أو إعادة التدوير." أشار وود
ومزار إلى تغير المناخ كمثال على مشكلة يكون فيها الناس في جميع أنحاء
العالم متحمسين للغاية لتغيير سلوكهم ليعيشوا حياة أكثر استدامة، ومع ذلك ،
قال وود: "إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون وكيف يفعلون ذلك بشكل متكرر". المصدر:neuroscience
|