أعلن الأكاديمي الروسي ورئيس مركز الفيزياء والرياضيات القومي ألكسندر سيرغييف في حديث أدلى به لوكالة "تاس" الروسية إن عملية ظهور التوأم الرقمي لجسم الإنسان بدورة حياته الكاملة والذي سيكون قادرا على التنبؤ بالإصابة بالمرض وتقديم توصيات لتقليل لمخاطره بناء على الحسابات ستستغرق في روسيا حوالي عشرة أعوام.
ومضى قائلا:" إن إعداد التوائم الرقمية والنمذجة الرقمية لدورة الحياة الكاملة للأشياء أو العمليات أصبح عنصرا ضروريا في تطوير الأجهزة وتنظيم الإنتاج. وتتيح التوائم الرقمية محاكاة تشغيل كائن ما، وتوفير المراقبة والدعم لدورة حياته الكاملة بغية تحسين تشغيله، ومنع الحالات الشاذة واكتشافها. ويمكن أن يكون تطوير الأنظمة الرقمية الخاصة بمراقبة الأجهزة غير الحية بمثابة أساس للانتقال إلى إنشاء توائم رقمية للأنظمة الحية."
وأوضح:" في غضون عشرة أعوام ومع شرط التقدم في تطوير تقنيات الحوسبة، سنكون قادرين بالفعل على رؤية توأم رقمي لشخص ما سيعطينا نتائج مفيدة، وسينصحنا بتدابير يجب اتخاذها تحت تأثيرات معينة بحيث تعمل بشكل متزامن الساعة البيولوجية لكل أعضاء جسمنا".
وأشار إلى أن الغاية من مركز الفيزياء والرياضيات هي تشكيل نموذج جديد للرعاية الصحية يعتمد على الوقاية من الأمراض، وليس علاجها. وهذا يعني اتباع نهج فردي للمريض، وتشخيص تطور الأمراض لديه والوقاية منها. ويتطلب هذا النهج المشاركة النشطة للمريض وردود الفعل المنتظمة من الطبيب.
وحسب الأكاديمي، فإن التوأم الرقمي للإنسان سيسمح بتحليل حالة صحته، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل البيئة الخارجية والداخلية. وستبدأ أولا تظهر التوائم الرقمية لبعض الأعضاء في جسم الإنسان، وبعد ذلك سيتم دمجها في نظام واحد. وبناء على المعلمات الأساسية التي يتم إدخالها إلى جسم الإنسان، سيقوم نظام الحوسبة بحساب كيفية تقدم الجسم في السن أو تفاعله مع عوامل معينة.
وقال: "إذا صار جسم الإنسان يواجه ظروفا قاسية وازداد مستوى التوتر أو تغيرت البيئة فإننا سننظر إلى ما سيحدث، وما يجب القيام به لوقف التأثير السلبي".